تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بياناً منسوباً لإلياس رودريغيز منفذ عملية إطلاق النار داخل السفارة الإسرائيلية، في هجوم أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة، ويحمل البيان المؤرخ في 20مايو الجاري والموقّع باسمه، شرحاً لدافع الهجوم باعتباره احتجاجاً سياسياً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
واعتبر رودريغيز في البيان، أن"الفظائع التي يرتكبها الإسرائيليون ضد فلسطين تتحدى الوصف والقياس، وغالباً ما نشاهدها تتكشف عبر الفيديو، وأحياناً نشاهدها مباشرة على الهواء، فبعد بضعة أشهر من تزايد أعداد القتلى بسرعة، تسببت إسرائيل في عدم القدرة على مواصلة إحصاء الضحايا، مما خدم الإبادة الجماعية التي ترتكبها جيداً، وحتى وقت كتابة هذا البيان، سجلت وزارة الصحة في غزة 53 ألف قتيل، وما لا يقل عن 10 آلاف يرقدون تحت الأنقاض، ولا نعرف عدد الآلاف الذين ماتوا بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، أو بسبب الجوع، مع تعرض عشرات الآلاف الآن لخطر المجاعة الوشيكة نتيجة الحصار الإسرائيلي، وكل هذا بفضل تواطؤ الحكومات الغربية والعربية، ماذا عسانا نقول أكثر الآن عن نسبة الأطفال المُشوّهين والمحترقين والذين تم تفجيرهم؟ نحن الذين سمحنا بحدوث ذلك، لن نستحق أبدًا غفران الفلسطينيين".
وأضاف البيان: "العمل المسلح ليس بالضرورة عملاً عسكرياً؛ فعادةً ما يكون مسرحاً واستعراضاً، وهي سِمة مشتركة مع الأعمال غير المسلحة، بدأ الاحتجاج السلمي في الأسابيع الأولى من الإبادةالجماعية، وكان نقطة تحوّل، فلم يسبق أن انضم عشرات الآلاف لتأييد الفلسطينيين في الشوارع بالدول الغربية، ولم يسبق أن أُجبر عدد من السياسيين الأميركيين على الاعتراف – خطابياً على الأقل – بأن الفلسطينيين بشر مثلنا، لكن هذا الخطاب لم يُحدث أي تأثير أو تغيير يُذكر".
وتابع: "يستغرب الإسرائيليون من الحرية التي أتاحتها لهم أميركا لإبادة الفلسطينيين، فرغم انقلاب الرأي العام ضد دولة الفصل العنصري، تجاهلت الحكومة الأميركية الأمر ببساطة، وبدأت في تجريم الرأي العام وخنقه، ضحّى أرون بوشنال وآخرون بأنفسهم على أمل وقف المجزرة، ولكننا نشعر، من سياسة دولتنا، أن تضحياتهم ذهبت سُدى، لا يمكننا السماح لهم بالفشل، هذه التضحيات لم تذهب سُدى، الإفلات من العقاب الذي يشعر به ممثلو حكومتنا لتحريضهم على المذبحة، يجب أن يُكشف عن كونه وهماً".
واختتم بما اعتبره كلمة عن"أخلاقيات المظاهرة المسلحة"، كما يشير الخطاب المتداول، وقال: "نحن المعارضين للإبادة الجماعية نرضى بالقول إن الجُناة والمحرضين فقدوا إنسانيتهم، وأتعاطف مع هذا الرأي وأدرك قيمته في تهدئة النفس التي لا تتقبل الفظائع التي تشهدها، حتى لو كانت معروضة على الشاشة، لكن اللا إنسانية أثبتت، منذ زمن طويل، أنها شائعة وعادية، وأنه قد يكون الجاني حينها أبًا حنونًا، أو ابنًا بارًا، أو صديقًا، أو غريبًا ودودًا، قادرًا على التحلي بالقوة المعنوية أحيانًاعندما يناسبه ذلك أو لا يناسبه، ومع ذلك يكون وحشًا في كل الأحوال، والإنسانية لا تُعفي المرء من المساءلة، لكن يسعدني أن نرى أميركيين يجدون في هذا العمل مايبرره". وأطلق رودريغيز النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ليل الأربعاء - الخميس، قرب متحف التراث اليهودي في العاصمة الأميركية، ما أسفر عن مقتل اثنين، وأشارت تقارير إلى أن إطلاق النار وقع بالقرب من شارعي إف - ثيرد في شمال غربي واشنطن، وهي منطقة تقع أيضاً بالقرب من مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب المدعي العام الأميركي، وبحسب مصادر شبكة "إن بي سي"، استجابت فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي للحادث، الذي وقع بالقرب من مقر شرطة العاصمة.
وبعد عملية إطلاق النار، أكدت الشرطة أنه لم يكن معروفاً لديها إلياس رودريغيز، وأنه لا يوجد شيء في ماضيه قد يجعلههدفاً للمراقبة الأمنية، ونفت تلقيها أي معلومات استخباراتية عن تهديد إرهابي أو جريمة كراهية محتملة قبل إطلاق النار، وقالت سميث: إن "شرطة العاصمة لم تتوصل بأي معلومات استخبارية، تخص أي نوع من الأفعال الإرهابية أو جرائم الكراهية"، رداً على سؤال حول وجود أي مؤشرات لدى الشرطة بإمكانية وقوع حادث مماثل، وأضافت أن شرطة واشنطن لم يسبق لها أن تعاملت مع رودريغيز، موضحة "لا نرى أي شيء في ماضيه، قد يجعلنا نضعه على رادارنا في هذا الوقت".