في مشهد يعكس تحولات درامية ومليئة بالغموض، يقف الرئيس السوري السابق بشار الأسد أمام صفحة جديدة في حياته، تكتنفها التكهنات والصراعات. من دمشق إلى موسكو، تتشابك خطوط السياسة الدولية مع الحكايات الشخصية، لترسم صورة ملحمية لنهاية عهد امتد ل5 عقود. روسيا تؤمن انتقال الأسد إلى موسكو أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن روسيا نقلت بشار الأسد إلى أراضيها "بأمان شديد"، بحسب تصريحاته لشبكة NBC News الأمريكية. وعلّق ريابكوف قائلاً: "هذا الإجراء يُظهر التزام روسيا بالتصرف بمسؤولية في مثل هذه الظروف الاستثنائية." وعند سؤاله عن احتمال تسليم الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، أوضح ريابكوف أن روسيا ليست طرفًا في الاتفاقية التي أسست المحكمة. الغموض يكتنف تفاصيل اللجوء تزامنًا مع سقوط نظام الأسد، أفادت تقارير إعلامية روسية أن الرئيس السوري السابق وصل إلى موسكو تحت حماية روسية، بينما رفض الكرملين تأكيد أو نفي تلك الأنباء. وأشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين هو صاحب القرار النهائي بشأن منح اللجوء للأسد، لكنه نفى وجود أي لقاء بينهما حاليًا. في السياق ذاته، ذكرت CNN نقلاً عن مصادر قريبة من الفصائل السورية أن الأسد غادر دمشق إلى اللاذقية، تحت حماية روسية، حيث أظهرت بيانات الطيران مسار طائرة غامضة اختفت عن الرادار فوق حمص. ووفقًا لموقع Flightradar24، غادرت طائرة روسية من اللاذقية وهبطت في موسكو قبل ساعات قليلة، حسبما أفادت BBC. بداية جديدة في موسكو ومع لجوء الأسد وعائلته إلى روسيا، فإن بناء حياة جديدة في موسكو يطرح تحديات متعددة. وفقًا لصحيفة Daily Mail، تمتلك عائلة الأسد أصولًا عقارية فاخرة في موسكو بقيمة إجمالية تصل إلى 40 مليون دولار، ما يجعل احتمال إقامتهم في إحدى هذه الشقق واردًا. ورغم وفرة الموارد، يواجه الأسد وأسرته تحديات شخصية وصحية. فقد أعلنت زوجته أسماء الأسد، التي تعافت سابقًا من سرطان الثدي، عن إصابتها بسرطان الدم هذا العام، مما يثير تساؤلات حول مدى توفر العلاج الملائم لها في روسيا. ثروة العائلة وتاريخها في روسيا ذكرت Daily Mail أن ثروة عائلة الأسد، التي تُقدّر بنحو ملياري دولار، موزعة بين حسابات مصرفية ومشاريع عقارية حول العالم، ما يمنحهم القدرة على تمويل حياتهم الجديدة. العلاقة بين عائلة الأسد وروسيا ليست حديثة العهد؛ فقد درس الابن الأكبر للأسد، حافظ، في جامعة روسية، وسبق أن زارت أسماء موسكو لحضور حفل تخرجه. إرث السلطة ورؤية روسيا بعد اقتحام القصر الرئاسي في دمشق، كشفت مقاطع الفيديو عن مظاهر البذخ في حياة عائلة الأسد، من أسطول السيارات الفاخرة إلى المقتنيات الثمينة. لعبت روسيا دورًا أساسيًا في دعم النظام السوري عبر التدخل العسكري والدبلوماسي، لكنها الآن تتعامل بحذر مع مستقبل الأسد. ووفق بيان للخارجية الروسية، فإن الأسد غادر منصبه وأصدر توجيهات بانتقال سلمي للسلطة، دون تفاصيل إضافية حول مستقبله في موسكو. التحول الكبير ومستقبل غامض يمثل خروج بشار الأسد من سوريا إلى موسكو منعطفًا دراميًا في مسيرته، حيث ينتقل من مركز السلطة إلى حياة مجهولة المعالم. وبينما تستمر الشائعات والتكهنات حول مستقبله، يبقى السؤال معلقًا: هل ستمنحه روسيا ملاذًا دائمًا، أم ستتغير الحسابات الدولية لتقرر مصيره؟