تحولات دراماتيكية شهدتها الساحة السورية خلال الأيام القليلة الماضية؛ فعقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وفراره إلى روسيا؛ شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة واجتاحت المنطقة العازلة للجولان السوري المحتل وصولا إلى الاقتراب من دمشق على بعد مسافة 25 كلم فقط، كما نفذت عدة غارات جوية على مخازن وأسلحة ومراكز أبحاث علمية مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية التابع للجيش السوري، كما نفذت عدة غارات على الحدود اللبنانية السورية زعمت أنها خطوط إمدادات الأسلحة الإيرانية لحزب الله اللبناني. اقرأ أيضا: رويترز: التوغل العسكري الإسرائيلي في سوريا وصل إلى 25 كلم جنوب غربي دمشق وإزاء هذه التحولات الجيوستراتيجية على الساحة السورية تثار التساؤلات حول تداعيات سقوط الأسد وسيطرة جماعات مسلحة سورية معادية لإيران وحزب الله - وليست على عداء مع إسرائيل - على دعم طهران لمحور المقاومة خاصة حزب الله والفصائل الفلسطينية. إيران: المقاومة ستكمل طريقها هذه التطورات المتسارعة في سوريا شغلت الداخل الإيراني، وهو ما حرص المسؤولون في إيران على توضيحه؛ حيث أكد وزير خارجية إيران عباسر عراقجي، في حوار للتلفزيون الإيراني نشرته وكالة أنباء "إرنا" الفارسية: "إن المقاومة لن تتوقف بدون سوريا، كيف هو طريق تواصلنا مع اليمن؟ هل طريق تواصلنا مع غزة مفتوح؟ اليمن وغزة يقاومان، المقاومة ستجد طريقها على أية حال، لأنها هدف مثالي وليست حرب كلاسيكية، ولهذا السبب لا يمكن تدمير المقاومة، رغم أنها تواجه قيودا، لكنها في النهاية تمكنت من توفير أسلحتها الخاصة ومتابعة طريقها الخاص، ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن هذا المسار سيتوقف عندما تخرج سوريا من دائرة المقاومة". وتابع عراقجي: "الحقيقة هي أن حزب الله يمتلك ما يكفي من الأسلحة والمعدات والمرافق التي يحتاجها ليتمكن من المقاومة لأكثر من عام أو عامين، وليس الأمر القول بأن حزب الله سوف يضعف مع التطورات في سوريا". إسرائيل: قصفنا طرق تهريب أسلحة لحزب الله وأعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على "طرق تهريب أسلحة" يستخدمها حزب الله عند الحدود السورية اللبنانية، وهو ما أكده لبنان، الذي أعلن "غلق المعابر البرية مع سوريا، عدا معبر (المصنع)، حتى إشعار آخر، حفاظا على سلامة العابرين"، وذلك بحسب DW الألمانية. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن سلاح الجو "شن غارات على طرق تهريب أسلحة وبنى تحتية قرب معابر النظام السوري عند الحدود السورية اللبنانية" مرفقاً بيانه بخارطة تشير إلى معبر العريضة الحدودي الذي يربط سوريا بشمال لبنان. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن معبر العريضة "خرج من الخدمة مجدداً جراء عدوان إسرائيلي استهدفه. بدورها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، أن الغارات الإسرائيلية أدت "الى أضرار في البنية التحتية وانقطاع الطريق بين لبنانوسوريا مجددا بعد عملية تأهيل للجسر". وأعلن لبنان في بيان أنه "نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، تقرر غلق هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظا على سلامة العابرين والوافدين. على أن يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا، خصوصا للرعايا السوريين وفقا للإجراءات الاستثنائية المؤقتة المعممة سابقا". الحرس الثوري الإيراني: قوتنا لم تتقلص بعد سقوط الأسد وقالت وكالة "رويترز" للانباء، عن حسين سلامي القائد العام لقوات الحرس الثوري قوله يوم الثلاثاء إن الجمهورية الإسلامية لم تضعف بعد سقوط حليفها بشار الأسد في سوريا. وأضافت "سلامي" في جلسة مغلقة لأعضاء البرلمان الإيراني: "لم نضعف ولم تتقلص قوة إيران". وقال "سلامي" إنه لم تتبق أي قوات إيرانية في سوريا. وساندت إيران حكم الأسد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 بالدعم العسكري والقوة الجوية، ونشرت طهران الحرس الثوري في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة والحفاظ على "محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل والنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط. وقلص خروج الأسد من سوريا قدرة طهران على إظهار قوتها والحفاظ على شبكتها من الجماعات المسلحة في أنحاء المنطقة، وخاصة حليفتها جماعة حزب الله في لبنان. طهران تفتح قنوات اتصال مع الفصائل السورية وأفادت وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤول إيراني كبير أن طهران منفتحة على الحوار مع المعارضة التي استلمت السلطة في سوريا، وقد أنشأت طهران قنوات اتصال مباشرة مع عدد من فصائلها لمنع أي مسار عدائي بين البلدين. وتابع: "نراقب التطورات في سوريا عن كثب، وتفاعلنا معهم سيعتمد على سلوكهم وما هي السياسة التي سيتبعونها تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتجاه شيعة سوريا وكم ستكون المسافة بينهم وبين الكيان الصهيوني وكم ستكون المسافة بينهم وبين الجماعات الإرهابية. سنأخذ كل هذه الأمور بنظر الاعتبار وننظم نهجنا وفقًا لذلك".