لطالما عانت صناعة الجلود في مصر من التشتت والعمل في ظروف غير صحية، خاصة في منطقة سور مجرى العيون، كانت هذه المنطقة تضم عشوائيات تضم الآلاف من العاملين في هذه الصناعة، مما تسبب في تلوث بيئي كبير وإعاقة التطور، ومع ذلك جاءت رؤية حكيمة لإنشاء مدينة الجلود بالروبيكي لتغير هذا الواقع، حيث تم نقل الصناعة بأكملها إلى موقع جديد مجهز بجميع التسهيلات الحديثة . لم يكن نقل صناعة الجلود إلى الروبيكي مجرد نقل جغرافي، بل كان نقلة حضارية، فقد ساهم هذا المشروع في تحسين الأوضاع المعيشية للعاملين في الصناعة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد المصري من خلال زيادة الصادرات ورفع قيمة الإنتاج المحلي . ◄ تطوير صناعة الجلود مدينة الجلود بالروبيكي أحد القلاع الصناعية الكبرى في صناعة الجلود تعد مشروعا قوميا طموح يهدف إلى تطوير صناعة الجلود في مصر وتحويلها إلى مركز إقليمي وعالمي، حيث تم إنشاء المدينة لتجميع صناعة الجلود المتفرقة في مكان واحد، وتوفير بيئة صناعية متكاملة حديثة، تساهم في رفع كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف، وتلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية . وتعد مدينة الجلود أول مدينة متخصصة في صناعة الجلود بالشرق الأوسط وأفريقيا، وتخطيط الحكومة لأن تكون مصر مركزاً صناعياً إقليمياً لصناعة الجلود؛ حيث تتوافر بالمدينة بيئة صناعية متكاملة مزودة بأحدث التقنيات وبنية تحتية متطورة روعي في تصميمها توافر المرافق المطلوبة وخدمات الاتصال، والتسويق، والتدريب التكنولوجي، وتطبيق أعلى أنظمة الأمان والحماية من خلال شبكات مركزية . ◄ جولة رئيس الوزراء وتتمتع مدينة الروبيكي بشبكة طرق داخلية وخارجية عالية الكفاءة، إضافة إلى العمل في خط سكة حديد الروبيكي - العاشر من رمضان - بلبيس بطول 63 كم، الذي سيربط المدينة بالمنطقة اللوجستية والميناء الجاف بمدينة العاشر من رمضان، كما تم توفير وسائل نقل داخلية لانتقال العاملين من المصانع إلى محطة الروبيكي للقطار الكهربائي الخفيف ومنه إلى محطة عدلي منصور التبادلية، بالاضافة إلى توفير اشتراكات مخفضة لركوب العاملين في الروبيكي لخطوط مترو الأنفاق والقطار الكهربائي الخ
وقام صباح اليوم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، بزيارة لمدينة الجلود بالروبيكي وذلك بحضور كل من الدكتورة ناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، والمهندس محمود محرز، رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير، والوزير مفوض يحيي الواثق بالله، رئيس جهاز التمثيل التجاري، وعدد من أعضاء البرلمان، والملحقين التجاريين لكل من دول: الصين، وإيطاليا، والهند، وتركيا، والبرتغال وإسبانيا، وألمانيا، ونخبة من خبراء الصناعة وكبار مصنعي ومصدري الجلود المحليين والأجانب . واستهل رئيس مجلس الوزراء زيارته بتأكيده حرص الدولة المصرية على بذل كل الجهود والطاقات الممكنة؛ من أجل تحفيز مختلف القطاعات الصناعية؛ بهدف توطين تلك الصناعات، ولا سيما تطوير الصناعات التكنولوجية المتخصصة، فضلاً عن تعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة تنافسيتها . وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إيمانا من الدولة المصرية بأنّ قطاع الصناعة سيقود قاطرة التنمية الاقتصادية خلال المرحلة الراهنة، قامت الحكومة بتطوير البنية الأساسية لخدمة هذا القطاع والقطاعات الأخرى، كما تم العمل على توفير المرافق بمختلف أنواعها والأراضي المرفقة، ووسائل النقل، وتحديث التشريعات التي تمكن جميع المستثمرين للتواجد وتنمية الصناعة لتستطيع خدمة هذا القطاع، وهو ما دفع الصناعة بالقوة والسرعة الكبيرة التي نعمل عليها حاليا، لافتا إلى أننا اليوم في مدينة ترتكز بها صناعة الجلود في مصر، حيث أصبحت بمثابة قلعة لهذه الصناعة المهمة، وقد بذلت الدولة جهودا كبيرة في سبيل خروج هذه المدينة إلى النور، واليوم نحن معا نحتفل بالطرح الأول لمصانع كاملة التجهيزات للمستثمرين بالمدينة، وهو إنجاز جديد يضاف لقطاع الصناعة في مصر . ◄ منطقة 100 مصنع وعقب ذلك، افتتح رئيس مجلس الوزراء فعاليات "الطرح الأول للمصانع الجاهزة للمنتجات الجلدية بمدينة الجلود بالروبيكي" بمدينة بدر، ضمن المرحلة الثالثة من المدينة (منطقة 100 مصنع)، الذي تم خلاله الإعلان عن طرح عدد 43 مصنعا جاهزا للمستثمرين وبتسهيلات غير مسبوقة في السداد لمصانع المنتجات الجلدية . وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع بروتوكول تعاون للترويج الصناعي للمدينة؛ داخليا وخارجيا، وذلك بين الهيئة العامة للتنمية الصناعية من جانب، وكل من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وجهاز التمثيل التجاري من جانب آخر، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل . ووقع البروتوكول كل من الدكتورة ناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، واللواء ياسر عباس، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والوزير المفوض يحيى الواثق بالله، رئيس جهاز التمثيل التجاري . ◄ جذب الاستثمارات الأجنبية يهدف البروتوكول إلى الترويج لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتنمية الاستثمار داخليا، من خلال الاستفادة من جميع مكاتب الاستثمار داخل مصر، وكذلك الاستفادة من مكاتب التمثيل التجاري بالخارج؛ من أجل جذب وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق الاستفادة القصوى من التعاون القائم، لدعم وتعزيز تلك الجهود للتعريف بالفرص الاستثمارية المتنوعة والمتاحة بالقطاعات الصناعية المختلفة في مصر، ومن بينها مدينة الجلود بالروبيكي .
ووفقا للبروتوكول الموقع، ستعمل الهيئة العامة للاستثمار وجهاز التمثيل التجاري على تكثيف الجهود المبذولة من أجل مساندة الترويج للمشروعات والتعريف بالفرص الاستثمارية الصناعية، ومن بينها الترويج للطروحات الخاصة بمدينة الجلود بالروبيكي، بين أوساط المستثمرين والشركات المحلية والأجنبية، في العديد من الدول المستهدفة، إلى جانب السعي لتنظيم فعاليات دولية مشتركة وتقديم الدعم اللوجستي للشركات الاستثمارية في مصر . كما يقضي البروتوكول بتوحيد جهود الأطراف من خلال لجنة تنفيذية مشتركة تنعقد بصفة دورية لتحقيق تلك الأهداف. اختتم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولته التفقدية اليوم بمدينة الجلود بالروبيكي، بتصريحات صحفية، استهلها بالإعراب عن سعادته بالتواجد في هذا المشروع الصناعي العملاق ◄ توجيهات رئاسية وقال رئيس الوزراء: هذا اليوم سعيد جداً لنا، حيث كان هناك توجيه مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لبدء الخطوات التنفيذية لهذا المشروع المهم جداً، والذي يعد نقلة حضارية في صناعة الجلود والمنتجات المرتبطة بها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. اقرأ أيضا| تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي.. مدبولي: مدينة الجلود بالروبيكي تعد نقلة حضارية جديدة وتابع رئيس الوزراء حديثه: أود التذكير بأن هذه الصناعة كانت موجودة في قلب مدينة القاهرة بمنطقة سور مجرى العيون، ونتذكر جميعاً الظروف التي كانت محيطة بها والمكان الذي كانت تتواجد به، والذي كان غير مناسب على الإطلاق للتوسع والارتقاء بهذه الصناعة المهمة جداً في مصر بما لديها من فرص كبيرة. وأضاف: ولذلك كان القرار والتنفيذ وإصرار الدولة بدءاً من الإرادة السياسية وصولاً إلى متابعة الحكومة لتنفيذ المخطط على الأرض فعلاً، لنصل اليوم إلى الاحتفال بالخطوات التنفيذية الهامة جداً التي تمت في هذا المشروع. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن المشروع مقام على أكثر من 500 فدان، ومقسم إلى أكثر من مرحلة، واشتملت المرحلة الأولى على إنشاء المدابغ، حيث تم نقل المدابغ اليها من منطقة سور مجري العيون بأكثر من 195 منشأة، واليوم احتفلنا بتسليم أول مجموعة عقود لتقنين أوضاع المنشآت التي انتقلت بالفعل لهذه المنطقة. ◄ تعزيز الصادرات وأضاف رئيس الوزراء، أن المرحلة الثانية من المشروع، هي جزء من الرؤية المهمة للدولة المصرية، لخلق قيمة مضافة لصناعة الجلود، قائلاً: صناعة الجلود في مصر كانت قائمة في الغالب على مجرد المعالجة وتصديرها كجلود فقط، ولكن كانت الرؤية هى الربط مع صناعات المنتجات الجلدية التي تضيف قيمة مضافة حقيقية، وتعزز قدرات مصر في التصدير، لذلك كانت المرحلة الثانية هي إنشاء المصانع المكملة لهذا الموضوع، مثل مصانع الغراء والجيلاتين وغيرها. وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، قائلاً: أما المرحلة الثالثة، فكانت في إنشاء مجموعة المصانع التي تعمل على تنفيذ المنتجات النهائية سواء كانت ملابس جلدية أو أحذية، وغيرها، والتي كانت مصر مشتهرة بها ،ولكن للأسف على مدار فترات معينة فقدنا قدراتنا التنافسية فيها، ولكن مرة أخرى كانت الرؤية السياسية بأنه يجب إعادة إحياء هذه الصناعات المتقدمة وإعادتها مرةً أخرى للنور، مع الاستفادة بالخبرات العالمية في هذا المجال، والأهم من ذلك بأن يكون هذا الأمر خطوة أولى نحو التصدير. وقال رئيس الوزراء: واليوم استمعتم في الكلمات، أنه بفضل الله أصبح لدينا 100 مصنع جاهز، وإعلان خطوات تسويق أول مجموعة من هذه المصانع التي أصبحت جاهزة لأن نعطيها للمستثمرين لتشغيلها مباشرةً وتنفيذ المنتجات النهائية بغرض التصدير. ◄ القطاع الخاص وأضاف، قائلاً: لفت نظري أرقام ذكرها رئيس المجلس التصديري، وهي أننا مع اكتمال هذه الموضوعات وهذا المشروع الكبير، نحن نتحدث عن وصول القدرات التصديرية لتتجاوز المليار دولار في السنة، بينما كنا نتحدث عن أرقام متواضعة تقدر ببضع عشرات الملايين من الدولارات. وقال: أوجه الشكر لنائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وكل قيادات وزارة الصناعة على الجهد الكبير الذي يتم اليوم لكي نضع كل تلك الخطوات قيد التنفيذ والتحقيق. وأضاف رئيس الوزراء: أوجه حديثي لزملائي وكل القطاع الخاص المصري سواء المُمثل في غرفة صناعة الجلود أو المجلس التصديري المصري للجلود. قائلاً: نحن معكم كدولة ونقدم لكم كل الدعم الذي تحتاجونه لكي تتمكنوا من تحقيق نجاحات كبيرة في تلك الصناعة، شأنها في ذلك شأن الصناعات الأخرى؛ حيث تركز الدولة على دفع عجلة الصناعة في كل أوجهها أو قطاعاتها، لتكون العمود الفقري لنمو الاقتصاد المصري. واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بتوجيه الشكر للجميع، قائلاً: نلتقي في جولة أخرى بصدد مشروعات أخرى كبيرة تضيف إلى الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة.