منذ أيام قليلة؛ حدث زلزال في سوريا؛ تمثل في سيطرة جماعات مسلحة أبرزها "هيئة تحرير الشام" وجماعات آخرى منضوية تحتها أبرزها "جبهة النصرة" تنظيم القاعدة سابقا على مدن حلب وإدلب وحماة وحمص في محاولة منها لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والسيطرة على العاصمة دمشق، وفي غضون هذا التصعيد الأخير الذي كسر هدوء 4 سنوات في سوريا بدا الموقف الأمريكي أكثر غموضا وازدواجية، وهو ما نرصد تفاصيله في السطور التالية في محاولة لفهمه وتوضيحه. اقرأ أيضا: الجماعات المسلحة في سوريا تسيطر على مبنى قيادة الشرطة والسجن بالسويداء الولاياتالمتحدة تقصف حلفاء الأسد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أنها نفذت غارات جوية دفاعا عن النفس - على حد زعمها في سوريا، مستهدفة جماعات إيرانية وسورية، وبذلك تساهم واشنطن في ضرب أبرز حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قالت أيضا إنها تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وهم من الأكراد الساعين لتحقيق الحكم الذاتي عن الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، ويسعون لتقسيم سوريا إلى دويلات، ويسيطرون على مناطق واسعة من الشمال الشرقي السوري. البنتاجون: هيئة تحرير الشام فرعا من تنظيم القاعدة وفي تصريح غريب أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" حيث قالت إنها تعتبر هيئة تحرير الشام منظمة "إرهابية" وفرعا لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي تتحدث فيه التقارير الإعلامية الغربية عن وجود تنسيق أمريكي تركي خلف الكواليس للتصعيد في سوريا وتحريك الجماعات المسلحة ضد النظام السوري في محاولة لإعادة ترتيب المشهد في الشرق الأوسط من جديد، والقضاء على "الهلال الشيعي" الممتد من إيرانوالعراقوسورياولبنان والذي تتدفق من خلاله الأسلحة من إيران إلى حزب الله اللبناني، وهو ما ظهر جليا في الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل حيث برزت قدرات عسكرية كبيرة للحزب استطاع خلالها ضرب العمق الإسرائيلي والوصول لتل أبيب وما بعدها بالصواريخ والمسيرات، ولذا فإن إسقاط النظام السوري حليف إيران سيقطع خطوط الإمداد الإيرانية عن حزب الله في لبنان ما يجعل جنوبلبنان لقمة سائغة في يد إسرائيل. ولعل أبسط المكاسب للولايات المتحدة هي استنزاف قدرات إيران وحزب الله والمليشيات الشيعية في العراق في حربها مع الجماعات المسلحة في سوريا لإنقاذ نظام الأسد من السقوط، وبذلك يكون المستفيد الأكبر هي إسرائيل حليفة واشنطن. وهو ما عبرت عنه صحيفة "يدعيوت أحرونوت" الإسرائيلية، من أن وفدا إسرائيليا زار موسكو - بحسب روسيا اليوم - وأكد أن هدفه إضعاف قدرات الطرفين المتصارعين في سوريا وعدم وصول أي تهديدات لها. توافقات الأكراد وهيئة تحرير الشام يبدو أن التوافقات والمصالح جمعت "هيئة تحرير الشام" وقوات "قسد" الكردية، حيث عرضت الأولى على الأخيرة الخروج الآمن من حلب إلى مناطق شمال شرق سوريا حيث تسيطر هناك، مؤكدة أن حربها مع نظام الأسد. لبنان وتمكين الجيش في الوقت الذي تعمل فيه الولاياتالمتحدة ضد الجيش السوري تقول إنها تدعم الجيش اللبناني من الجنوب وتسعى لتمكينه في خطوات أولية لنزع سلاح حزب الله الذي قاد المقاومة ضد إسرائيل وخاض حربا شكلت جبهة إسناد لغزة على مدار أكثر من عام. يبدو أن المواقف الأمريكية تصب كلها في صالح إسرائيل لحفظ أمنها وإضعاف جميع من حولها كي تبقى إسرائيل هي الطرف الأقوى في معادلة الشرق الأوسط المشتعل.