تشهد العاصمة الدنماركية كوبنهاجن اليوم حدثا تاريخيا يتمثل في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعد من أعلى مستويات الزيارات التي تنظمها الدنمارك، حيث أُجريت كافة الاستعدادات بما يتناسب مع مكانة مصر على المستويين الإقليمي والدولي. وتأتي هذه الزيارة في إطار جولة أوروبية للرئيس السيسي تشمل أيضا النرويج وجمهورية أيرلندا، مما يعكس أهمية الدور المصري في تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية. سبق زيارة الرئيس السيسي زيارة تحضيرية قام بها وزير الخارجية الدنماركي إلى القاهرة في سبتمبر الماضى، حيث جرى خلالها الإعلان عن محورين رئيسيين للعلاقات الثنائية بين الدولتين. الأول هو تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا للدنمارك في منطقة الشرق الأوسط. والثاني هو دور مصر كجسر استراتيجي للقارة الأفريقية، حيث تمثل أحد المحاور الأساسية للسياسة الدنماركية في أفريقيا، والتي تم الإعلان عنها في العام الحالى . هذه الشراكة تؤكد الثقل الذي تمثله مصر في المنطقة، ودورها كفاعل رئيسي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، إضافة إلى تعاونها المستمر في ملفات التنمية الاقتصادية والمناخ والطاقة المتجددة. وصفت وسائل الإعلام الدنماركية زيارة الرئيس السيسي إلى كوبنهاجن بأنها تاريخية، إذ تعد أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى الدنمارك، مما يعكس مستوى العلاقات المتقدمة بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في توقيت مهم يتزامن مع تزايد التحديات الإقليمية والدولية مما يجعل التنسيق بين مصر والدنمارك أمرا ذا أهمية خاصة لتعزيز التعاون المشترك. وفي إطار هذه الزيارة، سيقيم ملك الدنمارك مأدبة عشاء مساء اليوم الجمعة على شرف الرئيس السيسي، تكريما له وللزيارة التي تعد محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية. تمثل زيارة الرئيس السيسي إلى الدنمارك جزءا من جولة أوروبية أوسع تشمل النرويج وجمهورية أيرلندا. تهدف الجولة إلى تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مختلف المجالات، خاصة تلك المتعلقة بالتنمية المستدامة، مكافحة التغير المناخي، وتوسيع آفاق الاستثمار المشترك. إن زيارة الرئيس السيسي إلى كوبنهاجن ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل هي انعكاس للعلاقات المتينة بين مصر والدنمارك وسعي البلدين لتعزيز التعاون في قضايا ذات اهتمام مشترك على المستويين الإقليمي والدولي. [email protected]