بات اسم رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، حديث الساعة، متصدرًا محركات البحث بعد أزمته الأخيرة التي هزت أركان حكمه ودفعت المعارضة للمطالبة بعزله. منذ عام 2022، أثار رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، الجدل بقراراته الجريئة وغير المتوقعة، فبدأ مسيرته كمدعٍ عام، ليكتسب شهرة بفضح قضايا فساد كبرى في بلاده، ودخل ساحة السياسة واعدًا بقيادة تعتمد على الشفافية والكفاءة، ومع ذلك، واجهت رئاسته اضطرابات كبرى وموجات متكررة من الغضب الشعبي، آخرها وأبرزها، فرض الأحكام العرفية ثم التراجع عنها تحت ضغط شعبي وسياسي، محاولًا التمسك بزمام الأمور وسط عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات. اقرأ أيضًا| من كوريا الجنوبية إلى العالم.. زوجات الرؤساء اللاتي أشعلن الأزمات السياسية اضطراب سياسي تاريخي بكوريا الجنوبية شهدت كوريا الجنوبية ليلة عصيبة عندما أعلن رئيسها يون، فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتراجع عنها بعد ساعات بسبب ضغوط هائلة، القرار، الذي لم يُتخذ منذ أكثر من 40 عامًا، أثار عاصفة سياسية وخلق حالة من الفوضى، ما أدى لمطالبة نواب المعارضة بعزله الأمر الذي جعل المشهد أكثر تعقيدًا، فهل يتمكن رئيس كوريا الجنوبية، من تجاوز هذه المحنة أم تكتب نهايته السياسية؟ تراجعت شعبية رئيس كوريا الجنوبية، إلى 17% عقب سلسلة من الأزمات خلال الآونة الأخيرة، فيما برر يون، قراره بالأحكام الأخيرة العرفية، بتهديدات من كوريا الشمالية، لكن سياسيين من حزبه رفضوا الإجراء معتبرينه تعديًا قانونيًا، وعلى صعيد ذلك خرج الآلاف في شوارع العاصمة الكورية الجنوبية سيول مطالبين برحيله، بينما تركز المشهد أمام الجمعية الوطنية حيث حاول المشرعون عرقلة القرار، حسبما أفادت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. تاريخ حافل بالفضائح والجدل منذ توليه الرئاسة، ظل رئيس كوريا الجنوبية يون، يواجه فضائح شخصية وسياسية، واتُهمت زوجته، كيم كيون، بقضايا فساد مالي، ما زاد الضغط على زوجها، رغم اعتذاره عن تصرفاتها، رفض فتح تحقيق رسمي، ما عمّق شكوك الجمهور بشأن شفافية إدارته وفعالية قيادته في خضم أزمات متعددة. وتصاعدت الانتقادات ضد رئيس كوريا الجنوبية بعد سلسلة من الزلات، أبرزها مقطع فيديو يظهره وهو يوجه شتائم علنية للمشرعين الأمريكيين، مع إشادته بالرئيس الكوري الجنوبي السابق، تشون دو هوان. تشون، الذي قاد انقلابا عسكريا عام 1979، قمع انتفاضة ديمقراطية في جوانججو، ما خلف 200 قتيل، رغم ذلك، وصفه الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بأنه "بارع سياسيًا"، وفقًا للصحيفة البريطانية ذاتها. اقرأ أيضًا| الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يدعو إلى تعليق مهام الرئيس مواجهة المعارضة في الداخل يواجه الآن رئيس كوريا الجنوبية، تحديات كبيرة مع سيطرة المعارضة البرلمانية على المشهد السياسي، حيث إن المعارضة لم تكتفِ بعرقلة أجندته التشريعية، بل خفضت موازنة الحكومة، ما دفع يون لاستخدام حق النقض بشكل متكرر، لتتراجع شعبيته بشكل لافت، فيما وصف زعيم المعارضة بالبلاد إعلان الأحكام العرفية بأنه فرصة لإصلاح الأوضاع. وعلى الساحة الدولية، عزز رئيس كوريا الجنوبية شراكته مع الولاياتالمتحدة واليابان، وقدم دعما لأوكرانيا، لكنه زاد التوتر مع كوريا الشمالية، كما أثار انتقادات بسبب مواقفه التي قد تؤثر سلبًا على العلاقات مع الصين، الشريك التجاري الأكبر لبلاده، ما يعكس حالة من التوتر في سياسته الخارجية أيضًا. استقال كبار مساعدي رئيس كوريا الجنوبية عقب قراراته المثيرة للجدل، فيما بدأت المعارضة إجراءات عزله، وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية، مع إعلان النقابات خططًا للإضراب، وفي هذا الإطار، اعتبرت وزيرة الخارجية بكوريا الجنوبية السابقة كانج كيونج، أن يون سوك يول وضع نفسه في مأزق معقد، مؤكدة أن الخروج من الأزمة بات يتطلب خطوات حاسمة.