الفساد كلمة تحوى تحتها كل أنواع الشرور وإذا تحققت فى مجتمع فلن تقوم له قائمة والفساد سبب لضياع الحقوق وهوسبب انسحاب الشرفاء من الميدان، وتصدر من ليسوا بأهل، فيكرم التافهون ويهان المستحقون، وقد حاربه الإسلام ..وعن هذا يقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف: إن الفساد ضد الإصلاح ولقد بعث الله الأنبياء ليقضوا على الفساد فها هو سيدنا صالح وسيدنا شعيب عليهما السلام يأمران قومهما بترك الفساد قال سبحانه وتعالى على لسانهما: (ولا تعثوا فى الأرض مفسدين)، وها هو سيدنا موسى عليه السلام يقول: (وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) . ويقرر رب العزة سبحانه وتعالى أنه (لا يصلح عمل المفسدين)؛ لأنه يزول منه النفع والبركة. ويضيف أن الميزان الذى نعرف به الفساد ليس متروكا للجهل والهوى، ولكن الميزان هو شرع الله، وقد بين الله أنواع الفساد حتى نجتنبه منها التطفيف فى الميزان ولا يقصد به فقط البيع والشراء، بل كل من انتقص من الناس حقوقهم، فينطبق عليه قول الله عز وجل: (ويل للمطففين) فمن بخس الأجير فقد طفف، ومن أضر الناس فى معايشهم ينطبق أيضا عليه الوعيد، كذلك عدم الحفاظ على المال العام والمال العام أشد حرمة من المال الخاص، وهو أمانة لا يجوز استغلاله أو سرقته أو إعطاؤه لمن لا يستحق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الغلول من جثاء جهنم ردوا الخيط والمخيط) فقام رجل بكبة من شعر وقال: يا رسول الله أخذت هذا من الغنيمة أصلح به بعيرى فقال صلى الله عليه وسلم: أما نصيبى ونصيب آل البيت فقد وهبتك إياه)، انظر لهذا الرجل الذى يخاف من كبة من شعر أخذها من الغنيمة وهى المال العام الذى هو ملك لكل الجيش. اقرأ أيضًا | المفتى: تفعيل المراجعات الفكرية وتركيز على المنظومة الأخلاقية ويؤكد أن تولية غير الكفاءات شر وفساد لأنه يترتب عليه تولية المناصب لغير المؤهلين لها فلا يتقدم العمل بل يتأخر ويجمع حوله المادحين والمنافقين ولا يهتم بالإصلاح بل همه ذاته وأنانيته . أما أصحاب الكفاءة فهم يعلمون أن المنصب تكليف وليس تشريفا، فيعملون بجد وإتقان، ليسلموا الراية لمن بعدهم. كذلك الرشوة من الفساد التى تجعل كل ممنوع مباح وكل محرم حلال فالمرتشى من أجل المال يرتكب كل الممنوعات، ويعطى للراشى حقوق الأخرين، فيرتكب من الجرائم ما تهدم المجتمع وتفقد الثقة عند الناس فى العدل ويصيبهم اليأس من الإصلاح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشى والمرتشى والرائش) والرائش هو الواسطة، كذلك استغلال السلطة لأخذ حقول الناس وهذا شر مستطير. أما أسباب الفساد فمنها السلبية وعدم الإبلاغ عن المفسدين والتستر عليهم وعلاجه فى إيقاظ الضمائر بايضاح العقوبة فى الدنيا والآخرة وقطع البركة وتأخر المجتمع، ووضع القوانين الرداعة للمخالفين مع تنشيط الرقابة وتولية أهل الكفاءات المشهود لهم بالخلق والدين والأمانة.