وزير المالية: لدينا مبادرات جيدة لدعم الإنتاج والتصدير.. ومنفتحون على أية أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا    الحكومة تنفي اعتزامها بيع المطارات المصرية ضمن برنامج الطروحات    بريطانيا تفرض عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بسبب انتهاكات الفاشر    "التحرير الفلسطينية": الأوضاع في قطاع غزة كارثية مع تدني الخدمات ونقص الإمدادات    مدرب بيراميدز يعاين ملعب مباراته أمام فلامنجو في كأس الإنتركونتيننتال    ضبط تشكيل عصابي لتقليد العملات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    الرعاية الصحية: تقديم 105 ملايين خدمة طبية وعلاجية بمحافظات المرحلة الأولى للتأمين الشامل    «جينا الفقي»: معرض مخرجات البحوث منصة حيوية لربط العلم بالصناعة    بحضور نائب المحافظ.. افتتاح مسجد "السلام" بمدينة سوهاج الجديدة    إغلاق ميناء العريش بسبب التقلبات الجوية    خلافات مالية.. الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة بالإسكندرية    ضبط أكثر من 900 كيلو جرام مخدرات وتنفيذ 82 ألف حكم قضائي بحملة أمنية واسعة    عزاء الناشر محمد هاشم فى مسجد عمر مكرم بالتحرير.. الإثنين    10 أعمال تشارك في مسابقة الأفلام العربية بالدورة السابعة من مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    كاراجر: سلوت خرج منتصرًا من أزمته مع محمد صلاح    لأسباب صحية.. الخطيب يعتذر عن المشاركة في المؤتمر العربي لجامعة هارفارد الأمريكية    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 7.8 مليون خدمة طبية بالقليوبية خلال 11 شهرًا    تحذيرات من نقابة المهن الموسيقية بشأن التعاقد مع المنتجين: عقوبات مشددة للمخالفين    رفع أحد تماثيل الملك أمنحتب الثالث بمعبد ملايين السنين غرب الأقصر    مباحثات لتدشين خطين شحن جديدين Ro-Ro بين مصر واليونان    وزير الاستثمار: التجارة البينية الإفريقية الحالية لا تتجاوز 15% من إجمالي تجارة القارة    تفشي الكوليرا في الكونغو الديمقراطية يصبح الأسوأ خلال 25 عاما    إصابة طفلة من التسمم بعد تناولها قطعة حشيش خاصة بوالدها فى الجيزة    الإعلام الحكومي بغزة: 12 شهيدا ومفقودا جراء المنخفض الجوي وانهيار المباني    تقارير إعلامية: 3 أندية أوروبية تهدد حلم برشلونة فى ضم جوهرة الأهلي    الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان    خبير ضخ الفيدرالي الأميركي 40 مليار دولار شهريًا خطوة استباقية لضمان السيولة وتجنب اضطرابات السوق    أحمد كريمة: «اللي عنده برد يصلي الجمعة في البيت»    مصر وقبرص تمضيان قدمًا في تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين في قطاع الطاقة    "قصة حقيقية عشتها بالكامل".. رامي عياش يكشف كواليس أغنية "وبترحل"    القوات الروسية تعلن تدمر 90 طائرة أوكرانية مسيرة    سلوت: أرغب فى بقاء محمد صلاح مع ليفربول.. وأنا صاحب التشكيل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    انقطاع المياه بعد ساعات.. استعدوا الآن    وزارة التضامن تشارك بورشة عمل حول تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر    انطلاق انتخابات مجلس إدارة نادي محافظة الفيوم وسط انضباط وتنظيم محكم    الحصر العددي لأصوات الناخبين في دائرة المنتزه بالإسكندرية    «الصحة»: H1N1 وRhinovirus أكثر الفيروسات التنفسية إصابة للمصريين    «المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية» ينظم ندوة لدعم أولويات الصحة العامة في مصر    وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة    انطلاق القافلة الدعوية بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء إلى مساجد شمال سيناء    جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي في نسخته الخامسة    الأعلى للجامعات يجري مقابلات للمتقدمين لرئاسة جامعة بني سويف    رئيس جامعة العاصمة: تغيير الاسم لا يمس الهوية و«حلوان» تاريخ باق    طريقة عمل الأرز بالخلطة والكبد والقوانص، يُقدم في العزومات    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    القطري عبد الرحمن الجاسم حكما لمباراة بيراميدز وفلامنجو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    مصرع تاجر ماشية وإصابة نجله على أيدى 4 أشخاص بسبب خلافات في البحيرة    ياسمين عبد العزيز: خسرت الفترة الأخيرة أكثر ما كسبت.. ومحدش يقدر يكسرني غير ربنا    تزايد الضغط على مادورو بعد اعتراض ناقلة نفط تابعة ل«الأسطول المظلم»    أبرزهم قرشي ونظير وعيد والجاحر، الأعلى أصواتا في الحصر العددي بدائرة القوصية بأسيوط    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    رئيس الطائفة الإنجيلية: التحول الرقمي فرصة لتجديد رسالة النشر المسيحي وتعزيز تأثيره في وعي الإنسان المعاصر    قائمة نيجيريا - سداسي ينضم لأول مرة ضمن 28 لاعبا في أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الحناء».. تراث ثقافي عالمي وثقته اليونسكو
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 05 - 12 - 2024

الحناء ليست مجرد نبات يستخدم في التزيين، بل هي رمز ثقافي يمتد عميقًا في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث لعبت دورًا محوريًا في طقوس الحياة اليومية والمعتقدات الروحية.
في مصر القديمة، كانت الحناء رمزًا للقداسة والجمال، تعكس فلسفة الحياة والموت، وتمثل دورة الحياة البشرية. واليوم، تواصل الحناء الحفاظ على مكانتها الثقافية، حيث تم إدراجها مؤخرًا ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي من قبل اليونسكو، اعترافًا بأهميتها التاريخية والاجتماعية.
في هذا التقرير، نكشف حكاية الحناء عند المصريين القدماء، دورها في طقوسهم، وكيف أضفت لمساتها الساحرة على حياتهم.
◄ الممارسات الجمالية
من جانبه، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية تسجيل السمسمية صناعة الآلة والعزف عليها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو وذلك من خلال ملف ترشيح قادته مصر وبمشاركة بارزة من المملكة العربية السعودية ممثلةً في هيئة التراث وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم والوفد الدائم للمملكة لدى اليونسكو.
كما تم تسجيل الحناء في منظمة اليونسكو، ضمن الطقوس والممارسات الجماليّة والاجتماعيّة كتراث غير مادي، وذلك من خلال ما نشر على موقع لجنة التراث الثقافي اللامادي باليونسكو عن نتائج الدورة التاسعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تستضيفها أسنسيون بجمهورية باراجواي في الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر الجارى عن إدراج عناصر جديدة في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.
وأردف الدكتور ريحان أن اتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 دخلت حيز التنفيذ عام 2006 ووقعت عليها 134 دولة منها مصر ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم.
◄ شجرة الحناء
ونوه الدكتور ريحان إلى أن الحنّاء هي صبغة محضرة من نبات القناوية المعروف أيضًا باسم شجرة الحناء، وتم استخدام الحناء منذ عصر مصر القديمة لصبغ الجلد والشعر والأظافر وكذلك الأقمشة بما في ذلك الحرير والصوف والجلد، وتاريخيًا تم استخدام الحناء في غرب آسيا بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وفي قرطاج وأجزاء أخرى من إفريقيا.
ويستخدم اسم «الحنّاء» في صبغات الجلد والشعر مثل الحناء السوداء والحناء المحايدة وكلاهما مشتق من نبات الحنّا، ولها أيضًا فوائد صحية حيث يستخدم زيت الحنّاء واللحاء والبذور للحصول على فوائد الحنّاء الطبية لما تحتويه هذه الأجزاء من تركيز عالٍ لمواد كيميائية ومغذيات مفيدة في مقاومة الالتهابات والجراثيم والفيروسات وخفض ضغط الدم وتعمل على حماية الطبقة الخارجية من الشعر مما يمنع التقصف والجفاف ويعطي للشعر مظهرًا متألقًا وتمنع تكسر الأظافر وتعالج التجاعيد وآثار الشيخوخة الأخرى، هذا بالإضافة إلى دورها في تقليل آثار الندوب والنمش وحماية الجلد ضد العدوى ومفيدة جدًا لحروق الشمس.
◄ الحناء في مصر القديمة
تُعد الحناء واحدة من أبرز الرموز الثقافية التي تحمل بين طياتها معاني الجمال، الروحانية، والترابط الاجتماعي في المجتمعات العربية. وقد توج هذا الإرث باعتراف عالمي، حيث تم اعتماد ملف «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» الذي تقدمت به 16 دولة عربية، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لليونسكو، المنعقدة في أسونسيون، عاصمة باراجواي.
اقرأ أيضا| اليونسكو وثقتها ثراثًا ثقافيًا.. تفاصيل تسجيل «الحناء»
وفي السياق، قال الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات، إن الحناء كانت جزءًا من الحياة اليومية في مصر القديمة، حيث استخدمت لتلوين الشعر وإضفاء لمسة جمالية، مشيرًا إلى أنه تم العثور على آثارها في شعر بعض المومياوات، ما يدل على أهميتها في التجميل.
وأضاف د. حسين أن الحناء استُخدمت كذلك لتزيين اليدين والقدمين، خاصة في المناسبات الاحتفالية، كما أظهرت التحاليل الكيميائية وجود صبغات نباتية شبيهة بالحناء على بعض المواد الجنائزية، مما يشير إلى استخدامها في الطقوس المرتبطة بالتحنيط.
◄ الطقوس الجنائزية
وأوضح أن الحناء لم تكن مجرد أداة تجميل، بل كانت تعكس اهتمام المصريين بالجمال والنظافة الشخصية، وظهرت في الرسومات والنقوش التي تُظهر نساء يشاركن في طقوس ومناسبات خاصة، حيث كانت أيديهن وأقدامهن مزينة بما يُعتقد أنه ناتج عن الحناء.
وأكد د. حسين أن استخدام الحناء في الطقوس الجنائزية يعكس رمزية روحية، حيث كان يُعتقد أنها تُستخدم لحماية الجسد والروح في الحياة الآخرة. كما لعبت الحناء دورًا عمليًا كصبغة طبيعية للأقمشة والجلود، ما يعكس تعدد استخداماتها في الحياة اليومية والدينية للمصريين القدماء.
◄ الحناء ومعانيها الثقافية والاجتماعية
الحناء ليست مجرد صبغة طبيعية تُستخرج من نبات الحناء، بل هي رمز يحمل معاني متعددة في الثقافة العربية والمصرية. ففي المناسبات الاجتماعية، يُمثل رسم الحناء على الجلد طقوسًا للاحتفال والفرح، إذ يرتبط بتراث عريق يحمل في طياته أهازيج وأغانٍ شعبية تتغنى بالعائلة والمجتمع. كما يُستخدم كأداة للتعبير عن الجمال والأنوثة، ويعكس أنماطًا فنية فريدة تستوحى من الطبيعة والمعتقدات الشعبية.
كانت الحناء ذات أهمية كبيرة لدى المصريين القدماء، حيث شملت استخداماتها:
1. التجميل: استخدم المصريون القدماء الحناء لصبغ الشعر وتزيين اليدين والقدمين في المناسبات الاحتفالية.
2. الطقوس الجنائزية: ظهرت الحناء كجزء من طقوس التحنيط، حيث استخدمت لحماية الجسد والروح في العالم الآخر.
3. الاستشفاء: استُخدمت الحناء في الطب القديم لتخفيف الألم وتهدئة الالتهابات، نظرًا لخواصها المطهرة.
4. التزيين الفني: ساهمت الحناء في زخرفة الأدوات اليومية والملابس، حيث أضفت ألوانًا طبيعية ورمزية على حياة المصريين.
◄ الحناء في قائمة التراث العالمي لليونسكو
يُعد اعتماد ملف الحناء ضمن قائمة التراث غير المادي تتويجًا لجهود عربية مشتركة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي. وتضمن الملف توثيقًا دقيقًا لطقوس الحناء وممارساتها في المجتمعات العربية، مع التركيز على دورها في تعزيز الهوية الثقافية والروابط الاجتماعية.
إن إدراج الحناء ضمن قائمة التراث غير المادي لليونسكو يُمثل خطوة هامة لحماية هذا التقليد الذي يُعبر عن التناغم بين الطبيعة والإنسان، ويُسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.