عند رؤية مشهد بقرة منحوتة على أحد التوابيت، قد يعتقد البعض أنها تمثل الإلهة حتحور، لكن النصوص المصاحبة تكشف خلاف ذلك. النص المنقوش يوضح أن هذه البقرة تمثل الإلهة إيزيس، أم الإله وسيدة السماء، التي تظهر هنا في هيئة البقرة كرمز للأمومة والقداسة، هذا المشهد الذي زُين به تابوت إحدى سيدات الأسرة ال22 يقدم رؤية فريدة لعلاقة المصري القديم بعالمه الروحي. * المشهد: رمز روحاني فريد يظهر المشهد سيدة تتعبد أمام الإلهة إيزيس، التي تجسد هنا على هيئة بقرة تقف داخل مقصورة أمام مقبرة ذات قمة هرمية، تخرج المقبرة من خلف جبل الغرب، الذي كان يرتبط بعالم الموتى في الفكر المصري القديم. هذا التصميم يحمل دلالات رمزية عميقة، حيث تعكس البقرة دور إيزيس كأم حامية وراعية للمتوفى. * النقش: تفسير النصوص المنقوشة النص المصاحب للمشهد يحمل العبارة: "جد مدو إن إسة موت نثر نبت بت حنوت نثرو نبو نثرو نبو". ترجمة النص تشير إلى: "كلام يقال بواسطة إيزيس، أم الإله، سيدة السماء، سيدة جميع المعبودات، كل المعبودات"، النص يؤكد أن المشهد مخصص لإيزيس، وليس لحتحور كما قد يُظن للوهلة الأولى، مما يبرز دورها كإلهة جامعة للأمومة والحماية. * التابوت: تحفة من الأسرة ال22 المشهد جزء من تابوت إحدى سيدات الأسرة الثانية والعشرين، الذي يعكس تطور الفن الجنائزي خلال تلك الحقبة، النقوش الدقيقة والتفاصيل الرمزية تشير إلى استمرار التقاليد الدينية وتكيفها مع الأزمان، يعرض التابوت حاليًا في المتحف البريطاني بلندن، بعيدًا عن موطنه الأصلي في مصر. * الرمزية: إيزيس في هيئة البقرة تجسيد إيزيس كالبقرة يرمز إلى دورها كأم رحيمة وحامية، وهي صفات جعلتها واحدة من أكثر المعبودات تقديرًا في مصر القديمة، ارتباط البقرة بالأمومة والخصوبة أضاف إلى المشهد أبعادًا عاطفية وروحية تعكس علاقة المصري القديم بمعبوداته. هذا المشهد الفريد ليس مجرد نقش جنائزي؛ بل هو لوحة رمزية تجسد جوانب متعددة من الروحانية المصرية القديمة. من خلال تفاصيله، نتعرف على مكانة الإلهة إيزيس وأهميتها كحامية للمتوفى. ومع وجود التابوت في المتحف البريطاني، يبقى الحلم قائمًا بأن تعود هذه التحفة إلى مصر لتُعرض في سياقها التاريخي الطبيعي.