لم يعرف الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب أن هناك رهائن أحياء عند فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة إلا بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كان قبل ذلك مشغولاً بتوجيه الاتهامات الى إدارة بايدن بأنها مقصرة فى إرسال الأسلحة لإسرائيل لتستكمل المجازر التى راح ضحيتها حتى الآن 45 ألف شهيد!! الآن يتذكر الرجل هؤلاء الرهائن ويقرر أخذ الأمر بيده، وينذر بأنه إذا لم يتم الافراج عنهم قبل توليه السلطة فى الشهر القادم فسوف يكون هناك جحيم يدفع الشرق الأوسط ثمنه الباهظ(!!) .. ويتناسى ترامب أن الجحيم موجود بالفعل بفضل دعم أمريكا لحرب الإبادة التى تشنها اسرائيل ويتجاهل أن هناك 16 ألف أسير فلسطينى فى سجون اسرائيل، وهناك أكثر من مليونين فى غزة «رهينة» للقتل والتجويع كما يتجاهل أن المقاومة تعرض الافراج عن الرهائن المحتجزين لديها منذ اليوم الأول ، وأن من يرفض أى اتفاق هو حليفه نتنياهو بشهادة الجميع بمن فيهم الاسرائيليون أنفسهم الذين لا يتوقفون عن التظاهر فى شوارع القدس وتل أبيب ضد مجرم الحرب نتنياهو المستعد لإحراق العالم كله من أجل أن يبقى فى الحكم!! أى رئيس أمريكى قضى فى الحكم أربع سنوات (حتى لو كان ترامب نفسه) لابد أن يعرف أن الاحتلال «وليس الرهائن» هو أساس الصراع فى المنطقة، وأن ما حدث فى 7 أكتوبر كان نتيجة ثلاثة أرباع القرن من احتلال الارض واغتصاب الأوطان وهو نفسه كان شريكاً فى ولايته الاولى مع صفقة القرن وأكذوبة السلام الابراهيمى التى لا تستهدف إلا تصفية القضية الفلسطينية وهو الآن يقول لمن توهموا أنه سيتغير فى ولايته الثانية أنهم مخطئون وأنه قادم لاستكمال صفقاته المشبوهة ولو ب «الجحيم الأمريكي» إذا تطلب الأمر!! يهدد ترامب الآن ب «الجحيم» لكل المنطقة، بينما العالم كله يراقب حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة، ويسمع التهديدات «الرسمية» بتهجير نصف الفلسطينيين وضم الضفة الغربية. الرئيس المنتخب للدولة العظمى التى تتخلى بانحيازها لإسرائيل» عن كل المبادئ التى قالت إنها تؤمن بها يقول إن ما ارتكبته اسرائيل من مذابح حتى الآن لا يكفى سيأخذ الأمر بيده ويشعل «الجحيم» فى المنطقة.. ستكون أمريكا وحليفتها المطلوبة للعدالة الدولية أول من يدفع الثمن الباهظ، وأن غطرسة القوة هى التى تأخذ أصحابها إلى «الجحيم» الحقيقي!!