كان يحلو لها الجلوس بجوار صخرة مجوفة، يملؤها غضب النيل بالفيض، ثم تنظر لملامحها على وجه الماء، وتضحك؛ حين تداعبها نسمة هواء ترسم أمواجُها الرقيقية شكلًا «كاريكاتوريا» لقسماتها الفاتنة بالمجان، ثم تتحسَّر على ما غرق من الأحلام فى بحور الزمن. يا لا قلق المزاج.. هو صوت حسّان المزعج، سيتحجج بأنه يود فأسَ أبي، ثم ينسى طلبه حين يراني، ويغرس حكاياته المملة فى بطن الأرض، ثم تطرح قصصه سخفًا يليق به، وطيلة حواديته لأمى لا يكف عن النظر إلى مفاتنى بخبث، مسكينة أمي.. لو كانت تُبصر لبصقت على وجهه. تودد إليَّ كثيرا، ولكنه لا يعلم أنى امرأة تكره الرجل الفارغ، فكل القبح.. أن تكون غنيًا وتافها فى نفس الوقت! كان الزواج مرة ثانية حلمًا وقلقًا، قايضت نسيانه بمعاهدة سلامى النفسي، بعد تجربة أولى مريرة، حصلت فيها على ورقة خلاصي، ومن لطف القدر أنى لم أحمل فى طفل، ولكنى أنجبت حسرةً وانكسارًا، يتجددان كلما تقدم لخطبتى أحد. لسنا أغنياء مثل حسان وعائلته، ولا نمتلك جزءًا مما يمتلكه، ولكن كثيرًا من الأثرياء يعتقدون أن كل شيء قابل للشراء حتى المشاعر! ربما لم أكن فى عين زوجى السابق امرأة نموذجية، ولكن المؤكد أنى لم أنتظر منه شيئًا غير قدرته على احتوائى كامرأة، كانت تنشد أن لها رجلًا تُذَّوب بين ذراعيه كل مآسى الحياة.