لست بمعزل عن الناس لأزعم أن كثيرا من الأمور خفيت علي وأنا الذي أمضيت من عمري ما أمضيت راسخا في القيم قدر ما استطيع ومرسخا قناعاتي بكل فج أسلك.. مشبعا ما سبق من نهر التجربة.. لكني لم أدر أن اتصالا بساحر أو عراف قد يجلب لك خلا يؤنس وحشتك بعد أن هجرك الهاجرون.. حتي رأيت إعلانات السحرة والدجالين باتت علي القنوات التلفزيونية علي عينك يا تاجر من جلب الحبيب وطرد النحيب.. والأعجب أنهم يحددون لك ساعات ودقائق تحقق للعاجزين أحلامهم.. فطار بركبهم من طار من الفارغين شكلا وموضوعا. والسؤال..ما الذي حدث لتتكالب مثل هذه الإعلانات علينا بقبح لم نشهده أبدا.؟؟ والحديث اليوم عن أولئك الذين يطاردون الفرص للحصول علي حصتهم الدنيوية من الحب قد تبدو لمن يشهدها ألا بأس بهذا ما لم يضر. اعانتهم مثل هذه الإعلانات علي إيذائك فيطاردونك بدناءة وبذاءة..لقناعة رسخها بأنفسهم دجال غبي. فيؤذون يومياتك بقبحهم من توسلاتهم وإهدار كرامتهم لمجرد أنهم يظنون أنك بطل أحلامهم فهذا ورب محمد لهو الضرر بعينه..! فقط لأن دجالا وعدهم بإخضاعك لهم. ومن الطبيعي جدا..أنك تصاب بنفور منهم يباعد عليهم الشقة بل ويودي بأحلامهم لهوة المستحيل من فكرة أن تقبلهم بحياتك حتي ولو علي سبيل الصداقة. المزعج أن هذا سخف المطاردة بات سمة لكثير من النساء ففاقت الرجال المتحرشين والموصومين بالخزي والعار.. فتجدها تطارد رجلا بصورة مخزية وهي تظن أنها تمشي في الأرض مرحا مسقطة من حساباتها ذلك الكبرياء الجاذب لك كرجل.. فتريق كرامتها بالطرد والإبعاد من إحترامك لها..فكيف تفكر بعض النساء ممن إنتهجن هكذا نهج بعد غسلت وجهها من الحياء كله..؟ كنت أكتب تفاصيل هذا المقال وبجواري صديق كان يصد عني ما أستطاع من إستياء زاعما أن أحوال الدنيا قلبت رأسا علي عقب فلا تبتئس إن رأيت ما تكره.. ختمها ب( بلاوي بتتحدف علينا) عكفت أكمل مقالي هذا وأنا اتقلب بين القنوات واعجب من وجوه السحرة وأتخيل مريديهم وأسخر في نفسي من هؤلاء وهؤلاء.. إن كنت مرفوضة ذراعا فمطاردتك للرجل ستجعله سبعين ذراعا.. بل ألاف الأميال فعلام تضيعي مالك وجهدك سعيا لأمر لن يحدثه لك حتي سحر ساحر.. إنه قد يفرق بين المرء وزوجه.. لكنه لن يحبب فيك رجلا سيكرهك أكثر لو ظننت أن قلبه بيد ساحر يربط ويعقد.. لحديث رسول الله( ص).. إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله يقلبه كيفما يشاء)).. فهل يظن أي أحد يلجأ لمثل هذا أن قلبا أمسكته يد الله ستطاله يد عراف أو ساحر..؟؟ ووالله لا أظن أن هناك من سيلجأ لهذا الطريق إلا أن كان من المنبوذين لكنها بلاوي بتتحدف علينا.. إنه لمن الجنون أن تتخيل أي امرأة أن هناك ساحرا أو دجالا سيتمكن من إخضاعي ويرضخني فأحب امرأة نبذتها الحياة و بصقت في وجهها الأيام..!