حكايات.. رحلة فنية عبر الزمن ب«حصان سليمان»

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب
يستضيف «جاليري سفرخان» معرض «حصان سليمان»، للفنان أحمد صابر الذي يقدم فى لوحاته أجواء خيالية تمزج بين أزمنة مختلفة لمصر عبر رحلة بانورامية تنتقل بنا بين الماضى والحاضر والمستقبل، فيبدأ من ماضي مصر الذهبي في فن العمارة والفنون، حين كان لفنانيها التميز فى صناعة كسوة الكعبة قبل موسم الحج كل عام، إلى الحاضر بتحدياته وصعوباته، لينتقل إلى المستقبل، وظهور عالم أفضل من ماضيه.
يتميز الفنان أحمد صابر بقدرته على الانتقال بين العوالم الحديثة والقديمة، ويُمزج أسلوبه التكوينى بين دقة خلفيته فى التصميم الجرافيكي وقدرته المتميزة على الرسم، فيدمج الغموض مع الوضوح، كما يتبنى طرحا غير تقليدي، بل يقدم السريالية الحديثة من معناها الواسع، بأفكار عناصر من الواقع، فيستخدم الرموز كمعادل سريالى داخل اللوحة، وفى أعماله تحتشد الأشياء الصغيرة والتفاصيل المتشعبة والمتشابكة وهى إحدى وسائل السريالية الحديثة، وأحد أهم خصائص أعماله.
ويحرص صابر فى معرضه الحالي، الذي يستمر حتى 24 نوفمبر الجاري، على تقديم التراث المصرى الموجود فى الصعيد برؤية جديدة تحمل معالم السيريالية الحديثة فى رغبة منه فى تسجيل ملامح التراث فى أعماله. ويحرص على نقل القصص والتاريخ من خلال أعماله الفنية، ويسهم دائما فى إحياء التراث الثقافى المصرى فى الصعيد، ويعبر عن حبه لهذا التراث بطرق مبتكرة وجذابة.
◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «عمرو» ابن «أسيوط».. فنان تشكيلي يرسم بورتريهات ولوحات عالمية
ويظهر اهتمام صابر بالثقافة المصرية وهويتها بشكل ملحوظ وارتباطه العميق بالتاريخ والتراث الشعبى، فى استخدامه للرموز التقليدية والفنون الشعبية والألوان المميزة التى تعكس البيئة المصرية، فيقول إنه يسعى دائما إلى تعزيز الهوية المصرية من خلال التعبير عن التقاليد والقيم الثقافية، فأعماله الفنية تعكس التحديات المعاصرة وتطرح تساؤلات حول الهوية فى عالم متغير.
بدأت فكرة معرض «حصان سليمان» عند الفنان منذ عشقه للخيول فى الصعيد التي تمثل جزءًا هامًا من الثقافة والتراث المصرى، والتي تعتبر الخيول رمزًا للكرامة والشجاعة، ولها مكانة خاصة فى حياة الفلاحين والبدو فى تلك المنطقة، وتعبر خيول سليمان عن القوة والهيبة، وكانت تستخدم فى استعراض القوة أمام الأعداء.
تنوعت ألوان الفنان بين الألوان الزاهية والأبيض والأسود، والتي يعكس بها رؤية فنية مميزة وعمقًا فى التعبير عن الألوان الأحادية التي تعكس تباينا قويا يساعد فى إبراز التفاصيل فى العمل الفنى والتعبير عن المشاعر بطريقة أكثر وضوحاً، ويمكن أن يعكس بها الحزن والحنين أو حتى القوة، أما الأبيض والأسود، فى أعماله هنا فى معرضه الحالى فيدعو بها المشاهد للتفاعل بشكل أعمق، حيث يمكن لكل فرد تفسير العمل وفقاً لمشاعره وتجربته الشخصية، وهو ما يتيح له استكشاف جوانب جديدة من الفن ويعكس تجربة فريدة للمشاهدين.
ويميل الفنان أحمد صابر إلى استخدام الرموز وخاصة الرمز الحيواني مع استعارة الشكل الأسطورى أحيانا، فتظهر فيها الأسماك والأسود والخيول وغيرها، فيوضح أحمد صابر أن النموذج الحيوانى يعنى الرمزية فى معظم الحالات وبشكل كبير من خلال استحضار المضامين الأسطورية للحيوانات.