عنفنى حفيدى الصغير بلطف حين أتيت له ببعض أكياس الحلوى والشيكولاتة التى يُحبها، لأنه يوجد منها ما هو مع المقاطعة. شعرت بالخجل والسعادة فى الوقت نفسه، الخجل لأنى لم أنتبه لأسماء بعض هذه الشركات، والسعادة لأن هؤلاء الأطفال الصغار يحفظون كل أسماء الشركات التى تتعامل مع الكيان الصهيونى وأصبحوا يؤمنون بالقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين فى الأرض والوطن ويتحدثون عنها بحماس أكبر من حماس الكبار..! وبدلاً من أن نُعلمهم أساليب المقاطعة أصبحوا هُم من يعلموننا ويغضبون أشد الغضب حين يجدوننا ننسى. حفيدى الصغير يغضب بشدة حين يجد بعض الأكياس الفارغة فى مطبخى للشركات المقاطعة لأشرح له أنها قديمة.. أسأله كيف علمت هذه الشركات ليخبرنى أنه وزملاءه بالمدرسة يتحدثون عن المقاطعة وعن أطفال فلسطين الذين يعيشون تحت القصف والجوع. لم أكن وغيرى جيل كامل، لم نكن نتوقع أن يعيد طوفان الأقصى كل هذا الزخم الوطنى للأطفال والشباب بعد أن كادت تُنسى بينهم مع سرعة الحياة واهتمامهم بأنواع التكنولوجيا المختلفة إضافة إلى خلو المناهج الدراسية الحالية من أى إشارة للقضية الفلسطينية..! لقد علمت المقاطعة أولادنا معنى القوة والإرادة والثبات على المواقف والمبادئ، علمتهم أنها نوع من الضغط الشعبى لوقف القتال ودعم القضية الفلسطينية. ومن جهة أخرى بدأوا يبحثون عن البدائل من الشركات الوطنية واكتشفوا أنها قادرة على منافسة المنتجات العالمية. وكما قال لى حفيدى إنها جميلة ولا تختلف عن المنتجات الأجنبية، حتى المطعم الشهير الذى كان حفيدى يُحبه ولا يرضى عنه بديلاً أصبح يُطالبنى بطهى وجباته بالمنزل. أشعر أننا أمام جيل جديد أكثر حرصاً ولا خوف عليه من العولمة.