الآية الكريمة "وَيْلٌ لِكُلِّ هَمَزَةٍ لُمَزَةٍ" هي جزء من السورة التي تحمل نفس الاسم "الهمزة"، وهي السورة رقم 104 في القرآن الكريم. هذه الآية تتحدث عن تهديد شديد للذين يرتكبون بعض الأفعال السيئة التي تضر بالناس من خلال الهمز واللمز. لنتعرف على معاني الكلمات والآية بشكل أكثر تفصيلًا: القول في تأويل قوله تعالي: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) يعني تعالى ذكره بقوله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم,( لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) : يقول: لكل مغتاب للناس, يغتابهم ويبغضهم, كلمة "ويل" كلمة "ويل" هي كلمة تعبيرية في القرآن تأتي بمعنى العذاب الشديد والوعيد القاسي، وهي كلمة تستخدم للتنديد بشدة لعمل سيئ أو جريمة يعاقب عليها مرتكبها بعذاب الله. تعتبر "ويل" من أفظع التهديدات في القرآن. معنى "همزة" و"لمزة" الهمز: تعني الهمز باليد أو العين أو اللسان، وهو التلميح أو الإشارة إلى شخص بطريقة مهينة أو جارحة، بمعنى آخر، هو السخرية أو الاستهزاء المباشر بشخص آخر. اللمز: هو التنقُّص أو العيب في الشخص سواء بالقول أو الفعل. اللمز قد يكون أحيانًا بشكل غير مباشر، كالحديث عن الشخص من وراءه بطريقة مسيئة أو التشهير به. إذن، "الهمزة" تعني الشخص الذي يستهزئ أو يسخر من الآخرين بطريقة مباشرة، بينما "اللمزة" تعني الشخص الذي ينقد أو يعيب الناس بشكل غير مباشر أو خفي. دلالة الآية: الآية "وَيْلٌ لِكُلِّ هَمَزَةٍ لُمَزَةٍ" تُحذر من سلوكيات الهمز واللمز التي تمثل نوعًا من التعدي على حقوق الآخرين، سواء بالإساءة إلى كرامتهم أو السخرية منهم أو الطعن فيهم. هذه التصرفات تُعدّ من أسوأ الأخلاق التي يتصف بها الإنسان، وقد تضر بشكل كبير بالأشخاص المستهدَفين. السياق العام للسورة: سورة الهمزة بأكملها تتحدث عن الذين يهينون الناس ويغتابونهم وينتهكون أعراضهم. في السورة، الله سبحانه وتعالى يُهدد هؤلاء الذين يقعون في هذا السلوك الذي يضر بالآخرين ويسيء إليهم، سواء كان ذلك بشكل علني أو خفي. الحكم الشرعي والوعيد: الآية تُظهر تحذيرًا كبيرًا لهؤلاء الذين يهمزون ويلمزون الآخرين، مؤكدة أن هذا السلوك يَستحق عذابًا شديدًا في الآخرة. وقد ثبت في الأحاديث النبوية الشريفة أن الغيبة والنميمة والسخرية من الناس تُعد من الكبائر التي تُهلك صاحبها وتؤدي إلى دخول النار إذا لم يتب منها. آثار هذه الأفعال: تدمير العلاقات الاجتماعية: الهمز واللمز يسببان الفُرقة بين الناس ويؤديان إلى تدمير العلاقات الاجتماعية. الضرر النفسي: الإنسان الذي يتعرض للسخرية أو النقد اللاذع يعاني نفسيًا، مما يؤثر على صحته النفسية والعاطفية. المسؤولية الفردية: المسلم مطالب بعدم التعدي على حقوق الآخرين، سواء بالهمز أو اللمز أو بأي طريقة أخرى تضر الآخرين. التفسير الإسلامي: يقال إن هذه الآية جاءت لتحذير من سلوكيات مثل الاغتياب (الحديث عن الآخرين من وراءهم)، النميمة (نقل الكلام لإثارة الفتن)، السخرية من الآخرين، واستهزاء الإنسان بمواقف الناس أو أشكالهم أو أفعالهم. تفسير الطبري على سبيل المثال ذكر أن "الهمزة" هي من يُعيب الناس ويظهر عيوبهم، و"اللمزة" هي من يعيب الناس في غيبتهم من غير أن يظهر ذلك بشكل واضح. الآية "وَيْلٌ لِكُلِّ هَمَزَةٍ لُمَزَةٍ" تُحذر من الأفعال التي تضر بالآخرين، مثل السخرية والاستهزاء بهم سواء كان ذلك أمامهم أو خلفهم. هذه الأفعال تدمّر العلاقات بين الأفراد وتسبب الألم النفسي. ولذلك، على المسلم أن يتجنب هذه السلوكيات ويتصف بالأدب والاحترام تجاه الآخرين، فإن الله سبحانه وتعالى يوعِد من يتصف بهذه الصفات بعذاب شديد. اقرأ أيضا | تفسير آية | معني قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»