توقع خبراء عسكريون أن يتزايد التصعيد بين حزب الله اللبنانى والاحتلال الإسرائيلى خلال الأيام المقبلة، بالتوازى مع الحراك الدبلوماسى الجارى من أجل وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشيرين إلى أن الميدان سيضغط من أجل مواكبة الحراك الدبلوماسى، ولذلك يواصل الاحتلال قصفه للمناطق اللبنانية، ويستمر بعمليته البرية فى مرحلتها الثانية فى محاولة لتحقيق إنجاز ما. وكان جيش الاحتلال قد أعلن فى وقت سابق بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية فى لبنان، التى تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق فى الجنوباللبنانى بدلًا من البلدات الحدودية التى كان يحاول التوغل فيها. اقرأ أيضًا | ضم الضفة الغربية حلم إسرائيل غير المشروع فى الوقت نفسه، قال مسئول لبنانى كبير لوكالة فرانس برس إن السفيرة الأمريكية فى بيروت ليزا جونسون عرضت على رئيس الوزراء نجيب ميقاتى ورئيس البرلمان نبيه برى خطة من 13 نقطة، تنص بشكل خاص على هدنة لمدة 60 يومًا وانتشار للجيش فى جنوبلبنان على الحدود مع إسرائيل. وأضاف المسئول أن نبيه برى طلب تأجيلًا لمدة ثلاثة أيام، مبينًا فى السياق أن إسرائيل لم تقدم ردًا بعد. ونفى برى أن يكون المقترح يتضمن أى نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلى فى لبنان. وكشف برى أن المقترح يتضمن نصًا «غير مقبول لبنانيًا» وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عددًا من الدول الغربية، حيث قال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها». وأشار برى إلى أن «قدوم المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها». وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن بنود مشروع الاتفاق المقترح وتتضمن: إقرار الطرفين بأهمية قرار الأممالمتحدة رقم 1701. ويعطى مشروع الاتفاق للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر. والإقرار بأن الجيش اللبنانى هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل، وستشرف الحكومة اللبنانية على أى بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله. ويتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوبلبنان خلال 7 أيام. ويحل الجيش اللبنانى محل القوات الإسرائيلية المنسحبة من الجنوب وستشرف على ذلك الانسحاب الولاياتالمتحدة ودولة أخرى. كما يتعين على لبنان نزع سلاح أى مجموعة عسكرية غير رسمية فى جنوبلبنان فى غضون 60 يومًا من توقيع الاتفاق. ووفق تسريبات الإعلام العبرى، فإن المقترح يقضى بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطانى، وانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب ومنع الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة، ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب. لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله فى لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة. ويشدد الحزب على أن أى تفاوض غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص. وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن رئيس البرلمان نبيه برى يقود المحادثات نيابة عن حزب الله. فى سياق آخر، أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، سلسلة من المواقف السياسية التى أثارت ردود فعل متباينة بين القوى السياسية اللبنانية، وخاصة تلك المتعلقة بدعوة حزب الله للتخلى عن سلاحه، لإنهاء الحرب التى تشنها إسرائيل على لبنان، مبديًا فى الوقت نفسه معارضته قيام الجيش اللبنانى بنزع سلاح حزب الله بالقوة. واعتبر جعجع أن ضغوط الحملة العسكرية الإسرائيلية الشديدة تشكل فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح، كما رأى أن نزوح اللبنانيين الشيعة إلى مناطق سنية ومسيحية من شأنه إثارة مشاكل فى بلد يعانى مشاكل اقتصادية. ميدانيًا، استهدفت غارات إسرائيلية صباح أمس ضاحية بيروتالجنوبية بالإضافة لبلدات فى جنوبلبنان وشرقه، وفى المقابل هاجمت مسيرات تابعة لحزب الله مستوطنة نهاريا فى الجليل الغربى. وقبل الغارات، هدد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى بقصف مبان سكنية جديدة بمنطقة حارة حريك فى ضاحية بيروتالجنوبية. وأفاد شهود عيان بإطلاق نار كثيف فى الضاحية والمناطق المحيطة بها تحذيرًا للسكان بضرورة الإخلاء بعد التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن «مسعفين اثنين استشهدا وأصيب 4 فى غارات إسرائيلية على برج رحال وكفرتبنيت جنوبىلبنان». فى المقابل، أعلن جيش الاحتلال اعتراضه 4 مسيرات أطلقت من لبنان باتجاه الجليل الغربى. وأضاف أنه رصد صاروخًا أطلق من الشرق، دون أن يدخل أجواء إسرائيل. وبدورها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية إصابة مبنى بشكل مباشر فى نهاريا عقب دوى صفارات الإنذار تحذيرًا من تسلل مسيرات. وأعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا مستوطنة كتسرين فى شمال إسرائيل برشقة صاروخية.