أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق قمة العشرين؛ والتي تعقد يومي 18 و19 نوفمبر الجاري، في العاصمة البرازيلية "ريو دى چانيرو"، حيث تشارك مصر في القمة للمرة الرابعة منذ نشأة المجموعة والثانية على التوالى بعد المشاركة في اجتماعات قمة العشرين الدورة الماضية، خلال فترة رئاسة الهند. اقرأ أيضا: انقسام مجموعة العشرين حول مناقشة النزاعات العالمية والتأثيرات الاقتصادية وتشارك مصر تلبية لدعوة الرئيس البرازيلى "لولا دا سيلڤا" للرئيس عبد الفتاح السيسي، للمشاركة فى مختلف اجتماعات "العشرين" فى ظل الرئاسة البرازيلية لها هذا العام وهو ما يعد تجسيدًا لثقل مصر على الصعيدين الدولى والإقليمي، ودورها فى تعزيز صوت الدول النامية بشكل عام، والدول العربية والإفريقية بشكل خاص، فى الموضوعات الاقتصادية والسياسية المهمة المطروحة على الأجندة الدولية، وكذلك فى إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر والبرازيل وتطلع قيادتى البلدين لدفع تلك الروابط فى مختلف المجالات خلال الفترة القادمة. ويترأس وفد مصر السفير راجى الإتربى، مساعد وزير الخارجية والممثل الشخصى لرئيس الجمهورية لدى كل من مجموعة العشرين وتجمع البريكس، فى الاجتماعات التحضيرية التى يعقدها الممثلون الشخصيون لقادة دول العشرين فى "ريو دى چانيرو" بالبرازيل، للإعداد للقمة . وقال السفير راجى الإتربى، إن مشاركة مصر تأتي بناء على الدعوة التى وجهت للرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس البرازيلى "لولا دا سيلڤا"، وتجسيدا لمكانة مصر إقليمياً ودوليا ودورها المؤثر فى القضايا والملفات الاقتصادية الدولية الرئيسة، والمستقبل الواعد الذى ينتظرها مع المشروعات العملاقة التى تشيدها والانطلاقة التنموية الكبيرة التى تشهدها، وكانت مصر على موعد جديد لتكون حاضرة فى صفوف الدول الكبرى، فقبل أيام من حلول العام الجاري 2024، جاءت دعوة حكومة البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة العشرين "جى20"، لمصر للمشاركة كدولة ضيف في كافة اجتماعات المجموعة خلال فترة الرئاسة البرازيلية . وتأتي المشاركة المصرية فى اجتماعات العشرين - التى تشكل أحد أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادى على المستوى الدولى- تحت الرئاسة البرازيلية فى مرحلة تواجه فيها المجموعة تحديات متزايدة فى ضوء الأزمات الحادة والمتعاقبة التي يواجهها العالم منذ تفشى وباء كورونا مروراً بتداعيات الأزمة الأوكرانية والعدوان الإسرائيلى الغاشم المتواصل على قطاع غزة . كما تشكل الدعوة للمشاركة فى مختلف اجتماعات "العشرين" - التى تمثل دولها 80% من الناتج الإجمالى العالمى، و75% من حجم التجارة الدولية، و60% من سكان العالم- فى ظل الرئاسة البرازيلية لها هذا العام انعكاساً لثقل مصر على الصعيدين الدولي والإقليمي. وقال السفير الإتربى فى هذا الصدد إنه رغم كون مجموعة العشرين فى الأساس محفلاً رئيسياً لبحث الموضوعات الاقتصادية الدولية، إلا أن الصراعات الجيوسياسية الراهنة، وخاصةً العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية واللبنانية، ستفرض نفسها على أجندة القمة وستكون حاضرة بقوة فى مناقشات القادة، موضحاً أن مجموعة العشرين تحمل تقديراً كبيراً للجهود المتواصلة التى تبذلها مصر لوضع حد للحرب الإسرائيلية ومنع توسع دائرة الصراع . وأضاف أنه بناء على التوجيهات الرئاسية، فقد شاركت مصر بفاعلية فى اجتماعات العشرين خلال العام الجارى، وبما يعظم المصالح الاقتصادية الوطنية، حيث تمثلت الأولويات المصرية فى حشد الإرادة السياسية اللازمة من جانب دول المجموعة لاتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة الدول النامية من تداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية المتعاقبة، وتعزيز قدرتها على الصمود فى مواجهة أزمات مستقبلية، وهو ما لن يتحقق سوى بإصلاح جذري فى النظام الاقتصادى الدولي، سواء المالى أو النقدى أو التجارى، بشكل يزيد من قدرات الدول النامية على توفير التمويل اللازم لتنفيذ خطط وبرامج التنمية المستدامة، وتخفيف أعباء الديون المتزايدة بسبب ارتفاع معدلات التضخم العالمية، ودفع جهود توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا بما فى ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتسهيل نفاذ صادرات الدول النامية من السلع والخدمات لأسواق الدول المتقدمة. وتشهد العلاقات الثنائية بين مصر والبرازيل، طفرة كبيرة خلال السنوات العشرة الأخيرة وخاصة بعد زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى مصر في فبراير الماضي، والتي تم خلالها الاتفاق على ترفيع العلاقات إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية ". كما تتواصل الاتصالات رفيعة المستوى واللقاءات الوزارية حيث التقى وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي مؤخراً مع وزير خارجية البرازيل "ماورو فييرا" على هامش قمة "البريكس" التى عقدت فى شهر أكتوبر الماضى بروسيا، وبحثا فرص تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين الصديقين من خلال الأطر الثنائية وأطر التعاون التي يتيحها تجمع البريكس، ومنها تلك المتعلقة باستخدام العملات الوطنية في المُعاملات التجارية . وأكد الوزيران خلال اللقاء على ضرورة الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتوفرة لدى الجانبين من أجل توسيع نطاق النفاذ إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتحديداً في أفريقيا التي تتمتع فيها مصر بميزة تنافسية قوية خصوصاً بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ . وتعقد القمة التاسعة عشرة لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين الأسبوع القادم في ريو دي جانيرو بالبرازيل بعنوان "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، بمشاركة الدول الأعضاء، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وتضم مجموعة العشرين الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وألمانيا وفرنسا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وجمهورية كوريا والمكسيك والاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة . وتتولى البرازيل رئاسة مجموعة العشرين منذ الأول من ديسمبر 2023 وحتى 30 نوفمبر 2024 .