عواصم - (وكالات الأنباء): بعد 404 أيام من الحرب الإسرائيلية على غزة، أكد الدفاع المدنى فى القطاع استشهاد 12 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح فى غارات جوية نفذها الاحتلال فجر وصباح أمس على مناطق مختلفة فى قطاع غزة. وقال الناطق باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل، «استشهد 12 مواطنًا بينهم عدد من الأطفال وأصيب أكثر من 40 آخرين فى غارات» على مخيم جباليا وبيت لاهيا ومدينة غزة (شمال) ومخيم النصيرات (وسط) ورفح (جنوب) فجر وصباح أمس». وينفذ جيش الاحتلال منذ السادس من أكتوبر الماضي، هجومًا جويًا وبريًا فى شمال غزة، وخصوصًا فى مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع رجال المقاومة فى «حماس» من إعادة تشكيل صفوفهم. وأزاحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الستار عن صور أقمار صناعية تظهر قيام جيش الاحتلال بفتح محاور جديدة وشق طرق واسعة فى غزة تمهيدًا لتشييد بؤر استيطانية كبيرة للبقاء طويلًا فى القطاع. ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط الإسرائيليين الذين يحاربون فى القطاع: «لن ينسحب الجيش الإسرائيلى قبل عام 2026». ووفقًا للصور المركبة فإن الاحتلال «فتح محاور جديدة وشق طرقًا واسعة فى القطاع، مع هدم منهجى للمبانى التى لا تزال قائمة فيه، والاستعداد لبناء بؤر استيطانية كبيرة وبنية تحتية للبقاء طويلا، كما أن المواقع التى يبنيها الجيش الإسرائيلى لن تكون فقط لمدة شهر أو شهرين». ويجرى فتح وتجهيز طرقات واسعة، ويتم تركيب هوائيات للهواتف المحمولة، وشبكات مياه وصرف صحى وكهرباء. فى الوقت نفسه، نشرت «سرايا القدس»، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامي، أمس، مقطع فيديو يظهر شخصا قدم نفسه على أنه أحد الرهائن الإسرائيليين فى غزة منذ أكتوبر 2023، متحدثًا باللغة العبرية عن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى لبنان، ما يوحى بأن الفيديو ليس قديمًا، كما دعا الإسرائيليون إلى تكثيف الاحتجاجات الرامية إلى «الضغط على الحكومة لإطلاق سراح الرهائن». وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإسرائيليين أمس بعد أن نشر الفيديو، إنه «لم يعد فى الإمكان إهدار الوقت». كما أعلنت «سرايا القدس»، مساء أول أمس، قصف مقاتليها مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية. وتمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، فى عملية مركبة، من قنص جندى إسرائيلى واستهداف قوة راجلة بقذيفتين مضادتين للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح فى مدينة جباليا، شمال قطاع غزة، بحسب بيان لها. إضافة إلى استهداف دبابات وقوات داخل أحد المنازل فى مخيم جباليا وحى تل الزعتز وبيت لاهيا. وبعد مزاعم إسرائيلية عن فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل نهاية مهلة حددتها إدارة جو بايدن لتل أبيب لزيادة المساعدات للفلسطينيين، والتى لا تزال منظمات غير حكومية تعتبرها غير كافية، دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إسرائيل إلى «هدنة إنسانية طويلة فى غزة». واعتبرت حركة حماس أن تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن اتخاذ إسرائيل إجراءات لتحسين الوضع الإنسانى فى قطاع غزة تعد «تأكيدًا للشراكة الكاملة لواشنطن فى حرب الإبادة» فى قطاع غزة. كانت واشنطن اعتبرت أول أمس أن إسرائيل لم تنتهك القانون الأمريكى فى ما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها دعت الدولة العبرية إلى بذل مزيد من الجهد على هذا الصعيد. وقال جيش الاحتلال: «تم فتح معبر كيسوفيم لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية». وقال سيتفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن برنامج الأغذية العالمى «أبلغنا اليوم بأنه أرسل أول قافلة مساعدات» عبر كيسوفيم، مشيرًا إلى وجود 15 شاحنة تحمل مواد غذائية ودقيقًا. على الرغم من الإعلان الإسرائيلي، جددت وكالة الأممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمات إنسانية مطالبتها بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة. وقالت ثمانى منظمات إغاثية بما فيها «أوكسفام» و«أنقذوا الأطفال» إن إسرائيل «فشلت فى الامتثال» للمطالب الأمريكية على حساب تكلفة بشرية هائلة للمدنيين الفلسطينيين فى غزة.