بمجرد أن طرحت دار المعارف الكتاب الجديد للباحث الدكتور سعد الدين الهلالى، الذى يتحدث عنه فى فقرته الأسبوعية مع الإعلامى عمرو أديب «فقه المواريث المقارن..» تبارت الاعتراضات من الذين لم يقرأوا بعد الكتاب بأن كله مصائب وأن الهلالى يعمل دعاية لكتابه وأنه يجب أخذ أحكام المواريث من لجنة الفتوى بالأزهر.. إلى آخره من رفض الكتاب حتى من قبل أن تتم قراءته أو مناقشته..! أنا لست متخصصة فى تفسير آيات وأحكام المواريث بالقرآن الكريم - ولكن استفدت كثيرًا من شرح ما جاء بالكتاب على مدى أكثر من أسبوع - ولكن من حيث المبدأ أعترض على إهدار حق البحث والتفكير، مقتنعة تمامًا بأول كلمة بأول آية بسورة العلق.. «إقرأ». د. سعد الدين الهلالى، الذى لا أعرفه إلا من خلال كتبه ومشاهداتى لبرامجه، لا يقدم اجتهادًا أو فتوى بل ينقل آراء السلف الصالح كما هى ولا يقدم رأيًا على رأى بل يطرح أمامنا كل الآراء ليجعلنا نُفكر ونختار ما يناسبنا فكل الآراء صحيحة. وهوَ ما يعترض عليه الكثيرون قائلين إنه يربك المتلقى، وهُم الذين استسهلوا الاعتماد على الشيوخ ورجال الفتوى متناسين الحديث الشريف لرسولنا الكريم صلَى الله عليه وسلم «استفت قلبك ولو أفتوك». فى كتابه فقه المواريث د. الهلالى لم يُفت بشيء بل وضع ونشر كل أحكام المواريث من الأئمة الأربعة بتوافقهم واختلافهم موضحًا أحكام القرآن الكريم فى سورة النساء، بل نشر أيضًا أحكام المواريث فى عهد الخُلفاء الراشدين واختلافهم فى التطبيق عامًا بعد عام. إذن الاجتهاد مطلوب، هو يريد لنا أن نفكر، ود. الهلالى فى الأول والآخر رجل أزهرى درس منذ صغره بمدارس الأزهر الشريف وتخرج فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ودرس بها حتى نال الأستاذية وله الكثير من الدراسات والأبحاث، فلماذا نهضم حقه فى الاجتهاد فى تخصصه؟!.