الدولة الفلسطينية المستقلة.. الطريق الوحيد للسلام فعلها ترامب وعاد إلى البيت الأبيض بعد 4 سنوات من مغادرته ليصبح الرئيس رقم 47 فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وثانى رئيس يتولى الرئاسة فى ولايتين غير متعاقبتين (45، 47).. عاد ترامب الرئيس الأمريكى الأكثر اثارة للجدل ليواصل تحقيق سياساته التى لم يستطع تحقيقها فى فترة رئاسته الأولى بين عامى (16، 20) خاصة بناء سور على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية، وها هو يعود مصمما على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.. هناك أيضا برامجه للإصلاح الاقتصادى التى لم يستكملها عاد ليستكملها لأنه يعرف ويدرك تماما أن القضايا الداخلية ومصلحة المواطن الأمريكى هى الفيصل فى انتخاب أى رئيس أمريكي. على الصعيد الخارجى كانت لترامب مواقف حادة مع بعض الدول أو تجاه بعض القضايا، فلم تكن علاقته جيدة بحلف الناتو وطالما لمَّح بالانسحاب منه، وخلال حملته الانتخابية الأخيرة قال إنه سيشجع الدول الأعضاء فى الحلف على الانسحاب منه؛ ولهذا تتخوف الدول الأعضاء من نواياه خاصة أوكرانيا التى تتلقى دعما غير محدود من الولاياتالمتحدة حاليا تحت قيادة بايدن لكن فيما يبدو أن ترامب لا يحب الحروب ولا يشجع استمرارها ولا ننسى أنه كان صديقا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. وأكد فى حملته الانتخابية الأخيرة أنه إذا تم انتخابه فسيوقف الحرب الروسية الأوكرانية دون أن يوضح خطته لتحقيق ذلك. وكذلك انحيازه الواضح لإسرائيل والدعم الذى قدمه لها فى فترة رئاسته الأولى والمتمثل فى اعترافه بالقدس عاصمة لها والاعتراف بضم الجولان لإسرائيل وعدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية مخالفة للقوانين الدولية وهى ثلاثة مواقف داعمة لم تكن تحلم بها إسرائيل. وبالنسبة لقضايانا العربية قال المستشار الخاص لترامب مسعد برلس إن الرئيس ترامب وعد بإنهاء الحرب فى غزة ولبنان قبل دخوله البيت الأبيض فى 20 يناير القادم.. وهذا كلام مبشر جدا ولكن على أى أساس؟ وهل صحيح أن ترامب سيفعل ذلك فى إطار التحضير لاتفاق نووى مع إيران؟ على أية حال الدول العربية والإسلامية على موعد مع قمة متابعة طارئة غدا بالرياض دعت إليها السعودية وتستضيف الرياض اليوم الاجتماع التحضيرى لها بمشاركة وزراء الخارجية والذى ينتظر أن يتم فيه الاتفاق على البيان الختامى للقمة قبل رفعه للقمة غدا لإقراره وإصداره.. وقالت الخارجية السعودية إن القمة المرتقبة غدا تمثل امتدادا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التى عقدت فى الرياض فى نفس اليوم من العام الماضى 11 نوفمبر 2023. ويتركز جدول أعمال قمة الغد على بحث استمرار العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية والأراضى اللبنانية وتطورات الأوضاع الراهنة فى المنطقة. الشعوب العربية والإسلامية تتطلع إلى خروج قمة الغد بقرارات تسهم فى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والأراضى اللبنانية وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى واحترام سيادة الشعب اللبنانى على أراضيه. وحتى نصل إلى هذه النتيجة وتتلاقى أهدافنا فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية مع أهداف الرئيس الأمريكى فى وقف الحرب وأهداف إسرائيل فى إحلال السلام بالمنطقة يجب أن يكون بيان القمة واضحا لا لبس فيه وكما سبق أن أكد الرئيس السيسى عدة مرات أن السلام الذى تنشده إسرائيل ويتطلع إليه الرئيس الأمريكى لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التى تتوافر لها كل مقومات الحياة كما جاء فى المبادرة العربية عام 2002. إذا أقرت إسرائيل هذا المبدأ الذى يعرف بحل الدولتين ولم تحاول تعطيله أو عرقلته ستحظى بالاعتراف بالكامل من جميع الدول العربية والإسلامية وما يستتبع ذلك من تطبيع سياسى واقتصادى لتنتهى بذلك كل المشاكل وتعيش جميع شعوب المنطقة فى سلام وأمان.