المتابع للتطورات والمستجدات الجارية على الساحة السياسية إقليميا ودوليا، فى ظل المغيرات المتسارعة التى طرأت على المنطقة منذ طوفان الأقصى، الذى خلق واقعا جديدا فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى،..، يدرك بوضوح أن هناك وسيلة وحيدة لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. هذه الوسيلة الوحيدة التى لا بديل لها على الإطلاق، هى السعى بجدية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، نظرا لكونها لب وجوهر الصراع فى المنطقة. تلك حقيقة مؤكدة وعلى الكل الإيمان بها والسعى للوصول إليها وتحقيقها، وعلى الجميع العمل بكل الجدية والصدق، كى تصبح واقعا وحقيقة قائمة على الأرض، تحس به وتلمسه وتعترف به كل الدول والشعوب، على تعددها وتنوعها عربيا وإقليميا ودوليا،..، وذلك لوضع نهاية للعنف والدمار والصراع الدائر والمشتعل فى المنطقة، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى اليوم. وفى هذا السياق وتأسيسا على تلك الحقيقة يمكننا تفهم وإدراك ثبات الموقف المصرى الداعم والمساند للشعب الفلسطينى، فى سعيه للحصول على حقوقه المشروعة، فى تقرير المصير والعيش فى أمن وسلام داخل دولته المستقلة. والموقف المصرى فى ذلك ينطلق من الإيمان الكامل لدى مصر بضرورة وأهمية السعى الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة، كضرورة لازمة لتعزيز الأمن والاستقرار لكل الدول والشعوب بالمنطقة. ويتأسس الموقف المصرى فى ذلك على الاقتناع التام بإمكانية الوصول لذلك، عن طريق التنفيذ الأمين للمبادرة العربية التى تنص على حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية. وفى ضوء ذلك بات واضحا ومعلنا للجميع، أن مصر كانت ولا تزال وستظل، المؤيد والداعم للشعب الفلسطينى والمناصر لقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، انطلاقا من اقتناعها وإيمانها الكامل بأن لا سبيل إلى الاستقرار والسلام فى المنطقة إلا بتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. ونيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة.