لا ترامب..ولا هاريس.. إيباك.. هى الفائز.. هى الرئيس الأمريكى الحقيقى والدائم.. سابقا.. ولاحقا.. ديمقراطيا كان أو جمهوريا!! من الفائز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى سينطلق ماراثون التصويت فيها يوم الثلاثاء القادم.. هل هو دونالد ترامب المرشح الجمهورى.. أم كاميلا هاريس المرشحة الديمقراطية.. هذا سؤال مفروض عليك.. سواء كنت مهتما أو غير مشغول بالسياسة وأحوالها.. تفرض عليك وسائل الإعلام التى تلهث وراء تغطية الانتخابات.. ومفروضا على العالم.. فهذا رئيس أمريكا سيدة العالم كما يقولون.. بإشارة منه تقوم الدنيا أو تقعد.. وهو سؤال مفروض علينا بصفة خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.. الأكثر تأثرا بمواقف وقرارات أمريكا.. وكلمة السر المصالح الكبيرة لأمريكا بالمنطقة.. ووجود إسرائيل.. بؤرة الصراع مع العرب. ترامب وهاريس يتنافسان على شرف «التبعية» لإسرائيل. هاريس تفتخر بأنها حاليا نائبة بايدن الرئيس الأكثر دعما لإسرائيل فى التاريخ الأمريكى كما يقول.. وترامب يعد بتوسيع مساحة إسرائيل.. بالطبع لن يأتى لها بأرض من كوكب آخر.. وإنما على حساب أراضى الفلسطينيين والدول المجاورة.. فاز ترامب أوهاريس.. لا فرق.. كلاهما رئيس واجهة.. الرئيس الحقيقى الفائز «إيباك».. هى الرئيس الدائم.. سابقا.. ولاحقا.. ديمقراطيا كان أو جمهوريا!! إيباك هى من تختار الفائز فى انتخابات الرئاسة.. أو الكونجرس.. أو حتى حكام الولايات.. وهى أيضا من تختار كل مسئول فى المواقع المهمة والوزارات والأجهزة الأمنية والحساسة.. فى أى انتخابات تدعم كلا الطرفين المتنافسين.. ماليا وسياسيا وإعلاميا.. حتى تضمن ولاء الفائز.. وشرطها واضح وصريح.. أن تسمع الكلام.. تلبى لنا ما نريده وترفض ما نعارضه.. موقفهم معروف وثابت.. من معنا قدمنا له كل الدعم.. ومن ضدنا خسفنا به الأرض.. وما نطلبه الولاء لإسرائيل دون نقاش أو منطق.. فإسرائيل دائما على حق مهما قالت أو فعلت.. إذا احتاجت سلاحا افتحوا مخازنكم دون قيد أو شرط.. إذا طلبت أموالا.. افتحوا الخزانة كما تريد «بلغت المنح الأمريكية لإسرائيل ثلاثة تريليونات دولار».. إذا أرادت دعما سياسيا.. قفوا فى وجه العالم والأمم المتحدة لتلبية ما تريد.. وفى منطقة الشرق الأوسط لا قرار لكم إلا ما تريده إسرائيل لأى دولة.. ساعدوا هذه وعاقبوا تلك.. عدو إسرائيل هو عدو أمريكا.. وصديقها هو حبيبكم وحليفكم.. ضعوا هؤلاء على قائمة الإرهاب.. وارفعوا هؤلاء من قوائم العقوبات.. كل حسب مصالح إسرائيل.. وما تراه على هواها ومزاجها!! إذا كنت تريد أمثلة ونماذج لقرارات أمريكية تحكمت فيها إيباك لصالح إسرائيل.. تطول القائمة التى تحتاج إلى مؤلفات.. يكفى الإشارة إلى ظهور دراسات وكتب أمريكية لأساتذة وخبراء سجلوا هذا فى يقظة ضمير وولاء لمصلحة بلدهم وخوفا على مستقبله. ومنهم كتاب فى 500 صفحة «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الخارجية الأمريكية» فقط.. حاول المؤلفان تخفيف حجم الضرر الذى تتعرض له أمريكا نتيجة تحكم اللوبى الإسرائيلى فى سياستها الخارجية. وحذرا.. أن استمرار الوضع يعنى انهيار مستقبل أمريكا.. وبالطبع لاقى المؤلفان كثيرا من الاضطهاد حتى فقدا مناصبهما الجامعية! من هى إيباك.. أعى أن هذا السؤال المطروح على لسانك منذ البداية.. وما سر قوتها ونفوذها..؟ منظمة تضم تحالف 40 منظمة ومؤسسة أمريكية داعمة لإسرائيل.. تضم ثلاثة ملايين عضو من الأعضاء الفاعلين والناشطين من الأثرياء ونجوم مجتمع الأعمال والسياسة والإعلام والسينما.. وهم من أثرياء اليهود الأمريكيين الصهاينة والمسيحيين الإنجيليين المؤمنين بالحركة الصهيونية.. يرون أن دعم إسرائيل واجب مقدس وفريضة دينية. وكما يقول الكتاب المقدس.. المسيح المخلص لن ينزل مرة أخرى إلا بعد قيام دولة يهودية وبناء الهيكل «وهذه قضية سنعود إليها فى يوميات قادمة».. بناء الهيكل لن يتم إلا مكان المسجد الأقصى بعد هدمه! بدأت إيباك حركة سرية مع قيام دولة إسرائيل كجماعة ضغط فى صنع سياسة امريكية موالية لإسرائيل.. وبدأت فى ممارسة عملها علنا عام 1953 عندما اتخذ الرئيس أيزنهاور قراراً بتجميد بعض المساعدات لإسرائيل عند تحويل مياه نهر الأردن.. فى مخالفة صارخة للقرارات الدولية.. واضطر أيزنهاور للتراجع عن قراره.. واستمر عملها تحت اسم «لجنة الشئون العامة الأمريكية، الإسرائيلية».. وفى عام 1958 تحولت إلى اسم جماهيرى مختصر «إيباك». الاستراحة السرية اللوبي.. مسمى نسمعه كثيرا.. ويعرفه جيدا رواد الفنادق.. فيه يلتقى نزلاء الفندق.. أو يمضون وقتا لتناول مشروب.. وهو الترجمة الإنجليزية لكلمة «البهو» بهو الفندق.. ولكن الكلمة تحولت إلى مصطلح سياسي.. دون انتباه البعض للربط بينهما.. لوبى الفندق.. ولوبى السياسة.. من الأولى جاءت الثانية.. شاع مصطلح «اللوبي» منذ سنوات على قوة تأثير منظمة إيباك على صناعة القرار الأمريكى.. كأكبر جماعة ضغط فى التاريخ.. وأقوى لوبى إسرائيلى فى أمريكا.. وفى الحقيقة المسمى لا يرتبط باللوبى الإسرائيلى أو اليهودى فقط.. ولكنه أطلق أيضا على كل جماعات ضغط تسعى لتحقيق مصالح بعينها لخدمة نفسها.. مثل صناعة وتجارة السلاح.. الأدوية.. العقارات.. وغيرها من المجالات ويشاع استخدامه خاصة فى أمريكا التى تقنن مثل هذه الممارسات. ظهر المصطلح فعليا منذ مائة وخمسين عاما.. خلال تولى «يوليسيس جرانت» الرئيس الثامن عشر لأمريكا فى الفترة من 1869 وحتى 1877.. اعتاد جرانت بعد انتهاء عمله فى البيت الأبيض الذهاب يوميا إلى فندق مجاور كاستراحة سرية بعض الوقت فى بهو الفندق.. تسرب خبر الرئيس وعرف طريقه أصحاب المصالح.. فكانوا يذهبون إليه «للانفراد» به أو «الاستفراد» به خلسة فى جلسة هادئة لقضاء حاجتهم وممارسة الضغوط عليه لاتخاذ توجهات أو قرارات بعينها.. وبمرور الوقت أصبح يطلق اللوبى على كل جماعة ضغط.. وكثير منها تمثل صانع القرار الخفى فى أمريكا.. وأشهرها وأقواها بالطبع.. اللوبى الإسرائيلي... اليهودي.. أو الصهيوني.. المهم هدفه فى النهاية.. خدمة المصالح الإسرائيلية! بنظرة عين هل تصور خيال المبدع حسين السيد أن كلمات أغنيته «حكيم عيون» سوف تصبح واقعا خلال سنوات قريبة.. الأغنية حوار بين محمد عبدالوهاب وراقية إبراهيم فى فيلم رصاصة فى القلب إنتاج 1944.. الحوار بينهما طويل.. نقتبس منه «حكيم عيون.. أفهم فى العين.. وأعرف هواهم ساكن فين.. واعرف دواهم بييجى منين.. ماتعرفيش أنى أقدر أقرا أفكارك.. ومن عينيكى أقولك كل أسرارك». ليس عبدالوهاب فقط.. حكيم عيون.. كثيرون يرون تمتعهم بملكة قراءة العيون.. والتى تظهر ما يخفيه الباطن.. أو تؤكده.. قريبا سوف يتساوى الجميع.. كل سيكون قادرا على قراءة عيون الآخر.. عصر.. لن تستطيع فيه أن تكذب أو تتجمل لا تخفى مشاعرك.. ولا أفكارك.. يستطيع من أمامك أن يتحكم فى تغيير إحساسك.. تحب أو تكره.. تحزن أو تفرح.. وكمان تغيير أفكارك وأراءك.. وأيضا تعديل قراراتك ومواقفك وأسلوب حياتك.. وأنت أيضا تستطيع أن تفعل ذلك فى الآخرين.. كله ع المكشوف.. هو عصر الفوضى الإنسانية.. وهذا ما جناه الإنسان علي نفسه.. لنبتعد عن بحر المشاعر الإنسانية.. ونقرب الصورة بشىء من الحياة العملية.. تصور تذهب إلى اجتماع أو لقاء ولديك قرار محدد.. أو موقف بعينه مؤيدا كنت أو معارضا.. وبنظرة عين تتبدل المواقف والقرارات.. إنه اللعب فى الدماغ بلغة اليوم.. ولكن فى ومضة تتغير قناعات وإحلال أفكار بديلة حسب هوى الآخر.. كل ما يخطر على بالك وارد.. كيف.. أنه الذكاء الاصطناعي.. العلماء تعدوا اليوم مرحلة الأبحاث إلى التجارب الفعلية لقراءة عقل الإنسان ومعرفة مشاعره وأفكاره والتحكم فيها.. هذا سيكون متاحا للجميع.. ظهرت البواكير الأولي.. من خلال أحد البرامج للذكاء الاصطناعي.. انتحر مؤخرا شاب أمريكي.. أحب فتاة افتراضية.. بادلته حبه وواعدته للقاء.. انتحر قناعة منه أنه بذلك يستطيع أن يلحق بها فى الموعد المحدد. هل تحب أن تعيش مثل هذا العصر..؟! همس النفس أهواك.. وأغار من عين تعشق جمالك.. ولسان يردد فضائل خصالك..