ما أروعها روح أكتوبر، بها تحقق أغلى الانتصارات العسكرية المصرية عبر التاريخ، تلك الروح التى حققت المعجزات. ما أروعها روح أكتوبر، بها تحقق أغلى الانتصارات العسكرية المصرية عبر التاريخ، تلك الروح التى حققت المعجزات، وجعلت المستحيلات بقدرة المصريين وإرادتهم - بعد قدرة الله سبحانه وتعالى - حقيقة يمكن أن تقع، فتلك الروح التى مازلنا نتباهى بها، رغم ال51 عاماً التى مرت على اكتشافها، تخلق لدينا الإصرار على تحقيق ما نريد عندما يستحيل الأمر وتتعقد الأمور. كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفال القبائل العربية بذكرى نصر أكتوبر باستاد العاصمة الإدارية الجديدة، والتى أكد خلالها أننا نواجه تحديات كبرى وعظيمة ومعقدة، ويجب علينا أن تتحد جهودنا لعبورها والتغلب عليها، دعوة كانت واضحة بأن نستلهم من روح أكتوبر روحاً جديدة لنعبر بها ما نواجهه من صعوبات فى العديد من المجالات، تسببت فيها الظروف العالمية القاسية، والحروب والمشاحنات التى فرضت أنواعاً من الصعوبات الإنسانية والاقتصادية والنفسية، وخلقت توازنات جعلت العالم كله يعيش على شفا جرف هارٍ، والحقيقة تقول أن بلدنا - رغم كل الصعوبات - وضعت أقداماً ثابتة من أجل عبور الصعوبات، وتحقيق ما نريد، ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة فولاذية وروح واتحاد يجعل الصعب سهلاً والمستحيل ممكناً، إن ما حققناة فى أكتوبر 1973، والروح التى تولدت عن تلك الحرب التى جعلت الانتصار واقعاً رغم ضعف الإمكانيات وقلة المعدات، على عدو امتلك كل أسلحة الانتصار والتفوق الكامل، ولكن أظهر المصريون معدنهم الأصيل بإرادة صلبة تقهر المستحيل، لم يعرفوا للخوف مكاناً، بثقة فى أنفسهم وقدرتهم والصبر والمثابرة والاستعداد الجيد لكل تفاصيل المعركة التى كان لا مفر منها لاسترداد الأرض، ومن قبلها الكرامة التى أهدرت فى حرب 1967، كانت مصر وشعبها، وكل أبنائها، على يقين أن ما حدث فى حرب 67 كان استثناءً، وأن الجيش المصرى أبداً لم يكن سبب الهزيمة، ولكن كان ضحية من ضحاياها، وكان الاستعداد تحت مظلة تلك العبارة، فعقدنا العدة والعزم على محو آثار العدوان، وجاء الاستعداد للعبور العظيم، الذى أكد خبراء العسكرية العالمية استحالة حدوثه ولو بالقنابل الذرية، ولكن كانت المعجزة التى تحققت، وتحقق النصر بفضل كلمة الله اكبر، وإرادة المصريين التى أطلقنا عليها روح أكتوبر العظيم. كانت الظروف التى سبقت أكتوبر والانتصار تحديات كبرى، يكاد يكون التغلب عليها من رابع المستحيلات، عدو يدعى قدرته، ويباهى بجيشه الذى لا يقهر، وبذراعه الطويلة، يواجه بلداً مهزوماً، لا يملك ما يستطيع به حتى المواجهة، ودعايات استفزازية تسوقها أبواق العدو وآلياته شرقاً وغرباً، بأننا أمة قد ماتت ولن تقوم لها قائمة، وإذا بالمصريين يستدعون المارد الذى يسكنهم ليخرج محققاً ما يشبه الإعجاز الذى أذهل العدو والصديق، فتحقق العبور وانتصرت إرادتنا، ورفع جيشنا رايات النصر. قطعاً الرئيس وهو يؤكد أننا نواجه تحديات كبرى، فهو أعلم بكل بواطن الأمور، وعندما يقول إن تلك التحديات تشبه بشكل كبير ما كانت مصر تواجهه قبل حرب أكتوبر، وأننا فى حاجة لاستلهام روح أكتوبرية جديدة، فتلك دعوة لكل مصرى بالوقوف بقوة، وقبول التحدى، والسمو على أى نزعة فردية، ما تحقق فى أكتوبر كان منظومة نجاح للشعب والجيش والأمة كلها التى اتحدت على رأى وقلب واحد، فتحقق الانتصار.. وما أحوجنا الآن إلى الوقوف صفاً واحداً لعبور كل أزماتنا، وتحقيق ما نريد، وعندما يؤكد الرئيس أن ما تحقق فى أكتوبر يمكن أن نحققة كل مرة، فقطعاً نحن قادرون أن نحققه فى كل المجالات، بروح كروح أكتوبر التى لم تغب عنا منذ أن سكنتنا.