السبت القادم نحتفل بذكري حرب أكتوبر المجيدة 45 عاما تمر علي ذلك الانتصار الكبير الذي مازالت آثاره حتي الآن تدعو للفخر والعزة والكرامة بعد أن أزلنا آثار نكسة 1967 النكراء، ذكري العبور وما أحلاه عبورا من اليأس للرجاء لنهزم آلة الحرب الإسرائيلية في مواجهة مازالت دروسها حتي الآن تتكشف وصار أغلبها مادة للدراسة في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم، بل ومازالت أسرارها تتكشف لتوضح كم كان انتصارنا مدويا حتي باعتراف العدو نفسه وبشهادات قادته التي دونوها في أحاديثهم. أكتوبر كان ملحمة بدأت بالاستعداد الجيد وبخطة الخداع الرهيبة التي لم تستطع كل القوي الاستخباراتية التي كان يملكها العدو وأمريكا علي حد سواء أن يكتشفوا أو يفطنوا إليها حتي كان له الأثر الأكبر في تحقيق مفاجأة العبور والحرب والذي وصفه خبراء عسكريون شرقيون وغربيون بأنه من المستحيلات ويحتاج إلي قنبلة ذرية لفتح ثغرة في خط بارليف الذي وصفوه بالمنيع ثم كانت إرادة الجندي المصري الذي واجه بصدره العاري دبابات ومجنزرات إسرائيل وحطمها في أسطورة مازلنا نتحاكي بها حتي الآن خاصة في ساعات الحرب الست الأولي التي لم تكن كباري العبور قد أقيمت لتعبر عليها المدرعات وما العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 الإسرائيلي المدرع إلا نموذج حي لمواجهة الصدور العارية للدروع الاسرائيلية وتتحقق المعجزة وتنتصر ارادة الجنود عندما حاولت المدرعات اختراق جيوشنا في القطاع الأوسع من سيناء. كان للمعارك الشرسة التي خاضها رجال الصاعقة الأبطال دور مهم في حسم الساعات الأولي من المعركة لصالح جيوشنا، ناهيكم عن ملحمة العبور نفسها وكيف واجهنا الصعوبات في شق الساتر الرملي لنجد أن الحل كان في خراطيم الماء التي قدم فكرتها اللواء باقي »رحمه الله» أكتوبر أيام خالدة في تاريخ كل مصري عاش تلك الأيام وهي دروس يجب أن يعيها أبناؤنا من الأجيال التي ولدت بعد 6 أكتوبر 1973 دروس يجب ألا تغفل كيف نحافظ علي الأرض والعرض وألا نفرط في حبة رمل من رمال أراضينا لأنها كل حياتنا الموت دونها إذا ما دعا داعي القتال. لقد احتلت إسرائيل أراضينا لأننا تهاونا ولم نقدر حجم تهديداتها ولم نستعد الاستعداد الأمثل للمواجهة وعندما أتممنا الاستعداد حققنا ما عجز الخبراء علي تصوره ولم يتجاوز الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات قائد النصر في حرب أكتوبر وبطل السلام في أن يعلنها صريحة في أوج المعارك يوم 16 أكتوبر 1973 أن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة علي أي مقياس عسكري بل وأكد أنها استوعبت العصر كله تدريبا وسلاحا وعلما واقتدار وحققت مفاجأة العدو بحركتها السريعة حتي تحقق لها النصر. أجمل ما في أكتوبر كانت روح أكتوبر روح النصر التي مازلنا حتي الآن كلما واجهنا ظروفاً قاسية أو طارئة نطالب باستدعائها لأنها وهي فقط التي جعلتنا نواجه عدونا بلا خوف وثقة النصر من الله كانت هي التي تحكمنا. روح أكتوبر كان منهاج العمل في الحرب الكل في واحد كان اجتماع الشعب والجيش وكل طوائفه هو المزيج الذي حققنا به المعجزة الكبري وعبرنا بمصر من الهزيمة إلي الانتصار. لم نشتك ونحن في أتون الحرب من أي مشاكل بل وربطنا الأحزمة علي البطون حتي نصل لهدفنا لم نسمع عن نشاز بل كانت مصر وهزيمة العدو في المعارك هي الهدف الوحيد لكل إنسان علي أرض مصر من الطفل وحتي الشيخ ولذلك وصلنا لما نريد. ما أحوجنا الآن إلي روح أكتوبر جديدة تطول كل مناحي حياتنا حتي نعبر عنق الزجاجة الخانق.