منذ تقلدت د.كرمة سامى منصبها كمدير للمركز القومى للترجمة وهى تدرك أن الملفات الكثيرة التى ورثتها منذ عهود سابقة تحتاج إلى خطط طويلة المدى، كما أشارت فى حوار سابق معها بعد توليها المنصب، وتابعنا جهدها فى تلك الملفات خلال سنوات عملها ومشروعاتها لتطوير أداء المركز الذى يعد أهم منفذ للترجمة عن اللغات الأجنبية فى مصر، إلا أنها فى الفترة الماضية حدثت بعض الانتقادات حول القومى للترجمة، كما أنه خلال اجتماع الصحفيين مع أحمد هنو وزير الثقافة أثيرت مشكلة تكدس الكتب فى مخازن المركز وكيفية تسويقها، فتوجهنا إلى د.كرمة لترد على ما أثير حول أداء المركز. د.كرمة أكاديمية وكاتبة، درست فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس مادة الدراما ولها العديد من المؤلفات والدراسات والمقالات، كما تقلدت أثناء عملها الأكاديمى مناصب مثل رئيس قسم اللغة الإنجليزية ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث. نسألها: لماذا يتكدس مليون كتاب فى مخازن المركز؟ ورثنا عددا كبيرا من الكتب من سنوات سابقة كانت حركتها فى البيع بطيئة، كذلك تمكنا من حل مشكلة مئات الكتب التى كانت مهملة فى المطابع أو فى إدارات النشر، وفى السنة والنصف الماضية، قام المركز القومى للترجمة بطباعة 250 كتابًا كانت مكدسة لسنوات تصل إلى عشر سنوات فى انتظار المراجعة والطباعة طوال هذه الفترة. وعند طباعة كل كتاب وفقا للتعاقد مع الناشر نتسلم 1000 نسخة من كل كتاب، مما أدى إلى وجود 250 ألف نسخة جديدة فى المخازن، ومع ارتفاع المبيعات فى المعارض الداخلية والخارجية فى السنوات الأخيرة فإن الناتج من الإصدارات الجديدة رصيد حتمى يضاف لتوضع له خطة تسويقية. تساءل الصحفيون فى اجتماعهم مع وزير الثقافة: لماذا لا يتم عرض كتب المركز بشكل لائق فى منافذ الهيئة العامة للكتاب ومكتبات الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ هذا يحدث بالفعل، منذ إنشاء المركز القومى للترجمة، مع الهيئة العامة للكتاب التى تعرض إصداراته فى منافذ بيعها التابعة لها على مستوى الجمهورية، وكذلك منافذ الهيئة العامة لقصور الثقافة والتى تستهدف مناطق جغرافية أوسع وتشمل المدن والأقاليم، إضافة إلى المشاركة فى المعارض الدولية والمحلية، لكن الكتاب ليس مجرد سلعة تستهلك، وإنما صناعة ثقافية معمرة، كذلك دورة تسويق الكتب تستغرق عادةً من 5 إلى 7 سنوات، وهى الفترة الزمنية التى يُتوقع خلالها تسويق الكتاب وتوزيعه بفعالية. هذا يعنى أن المركز ليس فى عجلة من أمره لتصريف جميع الكتب فورًا، إذ يمكن توزيعها بشكل تدريجي، بعض الكتب تنفد فور صدورها وبعضها يستغرق دورة بطيئة نظرا لطبيعة مضمونه أو تخصصه الدقيق، وأحيانا تثار قضية معينة فيلتفت القراء إلى الكتاب وترتفع مبيعاته. ما الحل لمشكلة التسويق لكتب المركز من وجهة نظرك؟ اتخذنا بالفعل عدة خطوات ملموسة لتحسين عملية تسويق الكتب وزيادة انتشارها بين الجمهور، ومن أبرز هذه الحلول: تقديم تخفيضات على مدار العام خلال المناسبات القومية والدينية، مما يعزز من مبيعات الكتب ويجعلها فى متناول جمهور أكبر. وتفعيل التواصل مع القراء عبر وسائل التواصل الاجتماعى على شبكة المعلومات فيسبوك، إنستجرام، ويوتيوب، وزيادة ساعات عمل منفذ البيع بالأوبرا. وانتهينا من الإجراءات اللازمة لإطلاق موقع إلكترونى جديد نستهدف من خلاله التواصل الفعال مع المترجمين والقراء وكذلك تعزيز مبيعات الكتب المترجمة عبر الإنترنت من خلال تسهيل عمليات الشراء الإلكترونى بموجب بروتوكول تعاون وقعناه مع البريد المصرى. هل يعود التكدس إلى انتهاء حقوق النشر لكثير من الكتب التى طبعها المركز بالفعل؟ كيف وقد عملنا على خطين متوازيين لمدة ثلاث سنوات سابقة ووضعنا خطة التواصل مع الناشرين الأجانب لتجديد حقوق النشر للكتب التى كانت مهملة فى المطابع وإدارات النشر، وكذلك حقوق البيع للكتب التى توقف بيعها؟! واستكمالا لدور المركز ورسالته الثقافية شاركنا بإهداءات قيمة فى مبادرات قومية على مستوى المحافظات والجامعات والمدارس ومراكز الشباب لنشر ثقافة الكتاب المترجم. لماذا يشتكى عدد كبير من المترجمين من تأخر نشر أعمالهم إذا؟ لا يخفى على أحد معاناة المركز من عدة مشكلات هيكلية سابقة، وقبول لجانه السابقة عددا كبيرا من مقترحات الترجمة وشراء حقوق كتب تفوق قدرات الإدارات على الإصدار المنظم، ودون وضع خطط منضبطة واضحة لإصدار هذه الكتب وفق المواعيد المنصوص عليها فى عقود الناشرين مثل موعد صدور الطبعة العربية وحقوق البيع. واتخذت عدة إجراءات عملية وإصلاحية عبر السنوات الأربع الماضية وقمنا بحصر جميع الكتب المتأخرة وعملنا على تنفيذ عقودها والتنسيق مع الناشرين لنشرها وصدر بالفعل معظمها. شكوى المترجمين ترجع إلى حالات تسبق عام 2020، فهل اشتكى المترجمون من تأخر إصدارات تمت بناء على تعاقدات مع المركز بعد أغسطس 2020 تاريخ تكليفكِ بإدارة المركز. لماذا تم إيقاف مشروع النشر المشترك مع دور النشر الخاصة فى عهدك؟ لم يحدث إلغاء لمشروع النشر المشترك وإنما قمنا بتطوير آلية تطبيقه بما يضمن لنا أن نتجنب أخطاء تنفيذ هذا المشروع فى الماضى ويحفظ للمركز مكانته ويضيف إليه. أصدر المركز العام الماضى كتابا بالاشتراك مع مشروع كلمة بالإمارات العربية، وباكورة كشاف المترجمين مع هيئة قصور الثقافة، ومع سفارة المكسيك، ونستعد للنشر المشترك مع المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، ومركز الأزهر للترجمة، ومجمع اللغة العربية.