وجه التعاون الأمني بين فرنساوألمانياوهولندا ضربة قوية لأحد أهم العصابات، التي تسببت في خسائر فادحة بملايين الدولارات للمباني وممتلكات المواطنين في الدول الثلاث، جراء تفجير ماكينات الصراف الآلي خلال العامين الماضيين للاستيلاء على ما بداخلها. منذ 2022 وحتى أكتوبر 2024، عكفت شبكة دولية تتكون من شباب لا تتعدى أعمارهم الثلاثين، على تنفيذ مخططاتها في الاستيلاء على الأموال عبر الطريق السهل ولم يجدوا أمامهم سوى سرقة ماكينات الصراف الآلي. وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا أول من يقوم بمثل ذلك الأمر، إلا أن هذه الشبكة الإجرامية بحسب وسائل الإعلام الفرنسية، كانوا أول من استخدم تكتيكات وأساليب جديدة لتسهيل عملية السرقة والابتعاد عن أعين الأمن. وخلال الفترة الماضية انتشرت ظاهرة تفجير ماكينات الصراف الآلي في هولنداوألمانياوفرنسا على وجه التحديد، ومع وصول المعلومات إلى وكالة الأمن الأوروبي اليوروبول، بدأت في التحقيق بالأمر. بدأت الوكالة في ربط بعض الخيوط لعدة جرائم في أوقات مختلفة في البلدان الثلاثة، وبدأت الشكوك في التحول إلى واقع بعد التوصل إلى استنتاج مفاده أن هناك منظمة أو تشكيلا عصابيا وراء تلك العمليات الخطيرة، عقب التوصل إلى وجود تشابه في أسلوب التنفيذ، الذين وصفوه بأنه منعدم الضمير. بسبب ذلك، جمع محققون هولنديون وفرنسيون وألمان معا في فريق واحد للعمل على كشف تفاصيل تلك الجرائم المشابهة التي تتسبب في خسائر فادحة للمواطنين في تلك الدول، والتي وصفوها بأنها هجمات عديمة الضمير. وتبين للمحققين أن هناك منظمة أسست في البلدان الثلاث يُعتقد أنهم تمكنوا من نهب ملايين الدولارات من ماكينات الصراف الآلي بعد جمع أكثر العمليات التي قاموا بها على مدار العامين الماضيين واكتشفت التحريات أن هذه الشبكة على وجه الخصوص واحدة من أوائل الشبكات التي استخدمت مواقع في فرنسا كمخابئ لهم، واعتمدت على سيارات الهروب المستأجرة من شركة تأجير فرنسية. ويخوض المجرمون مخاطر شديدة ويتصرفون بلا ضمير، كما يشير المحققون، خلال ارتكاب الجريمة نفسها سواء في مسرح الجريمة عند تفجير ماكينة الصراف الآلي، أو عند الهروب بسيارات تتسم بالسرعة العالية. أماكن هادئة ويأتي ذلك لأن غالبا ما يتم تنفيذ تلك العمليات في مناطق سكنية، حيث يستهدف الجناة تلك الماكينات كونها في أماكن هادئة وبعيدة عن أعين الأمن الذين يأتون دائما على شكل دوريات. وبعد تحديد مواقع الهجوم المحتملة وطرق الهروب، يصل اللصوص عادة فى الليل بالسيارات المستأجرة، حيث شرعوا خلال العامين الماضيين على استخدام المتفجرات الصلبة التي تأتي في الأساس من الألعاب النارية. وينعدم ضمير أعضاء الشبكة وفق المحققون، أثناء قيامهم بتفجير ماكينات الصراف الآلي، دون الاكتراث بحياة الناس، حيث يتصرفون دون أى اعتبار لصحة وسلامة الأشخاص الذين يعيشون في المبنى المستهدف. ويستخدم الجناة وسائل النقل الأوروبية عند الهروب بعد تنفيذ عملياتهم وكشفت التحريات أن غالبية المنفذين لتلك العمليات التي تسببت هجماتهم في فرنساوألمانيا بخسارة فادحة في المباني والممتلكات قدرت بالملايين من دولة هولندا. مداهمات واسعة ومن خلال تلك المعلومات القيمة نفذت عدة فرق من الدول الثلاث مداهمات واسعة لشركات تأجير السيارات ومنازل يشتبه في استخدامها كمخازن وملاجئ للجناة. وبحسب شرطة اليوروبول تسببت تلك المداهمات في جمع وتأمين ما وصفته ب الأدلة الواسعة التي سهلت الوصول إلى الأعضاء النشطين في الشبكة الذي تبين أنهم ثلاثة متهمين، وهم من يقومون بتنفيذ تلك العمليات. كما توصلت التحقيقات إلى سلسلة المنظمة الخاصة بالأعضاء والخبراء الذين يمدونهم بالمعلومات والخدمات اللوجستية. وتأثرت فرنسا من تلك الظاهرة على وجه الخصوص وفقا لوسائل الإعلام خلال العامين الماضيين، حيث تغلق الشركات أبوابها لفترات طويلة بعد التفجيرات، وتصبح المبانى السكنية غير صالحة للسكن. وبجانب الأضرار الاقتصادية، التى يمكن أن تصل إلى ملايين اليورو، فإن الأشخاص المتضررين بشكل مباشر أو غير مباشر من عمليات السطو العنيفة قد يعانون من صدمة نفسية وخوف على سلامتهم. عدد قياسي وأكد خبراء الأمن لوسائل الإعلام، أنه لعدة سنوات، كانت انفجارات أجهزة الصراف الآلي مصدر قلق في جميع أنحاء أوروبا، في ألمانياوهولنداوفرنسا وإيطاليا وكذلك سويسرا، التي شهدت عددًا قياسيًا من الهجمات في عام 2022. وأرجع الخبراء كون سويسرا الهدف الرئيسي، ربما بسبب موقعها الجغرافي وكثافة شبكتها من آلات البيع، حيث تتوزع الحالات على مدار العام وتؤثر على جميع المناطق تقريبا. وتنوعت طريقة ارتكاب حوادث سرقة ماكينات الصراف الآلي في أوروبا بحسب المسؤولين، والتي كانت قبل عام 2018، تنطوي على اتباع طريقة اللاسو، والتي يحاول خلالها الجناة تمزيق أجهزة الصراف الآلي باستخدام كابل للوصول إلى صناديق النقود. اليوم يتم تنفيذ الهجمات في أغلب الأحيان باستخدام المتفجرات، كما أنه في السنوات الأخيرة، زادت هجمات الغاز على أجهزة الصراف الآلي، والتي تتكون من حقن الغاز في الآلات قبل إشعال النار فيها، ولكن يمكن لبعض الآلات اكتشاف الغاز والاستجابة بالإجراءات المضادة المناسبة، لافتين إلى أنه بهدف التحايل على هذا النظام، تستخدم مجموعات معينة من المجرمين المتفجرات. وتستخدم شبكات أخرى أجهزة هيدروليكية مماثلة لتلك التي يستخدمها رجال الإطفاء عادة لإخراج ضحايا حوادث الطرق، واستخدامها لكسر آلات البيع المفتوحة. وحول الأساليب التي يمكن استحداثها في المستقبل توقع الخبراء من أن يتم استخدام عملية التلاعب الإلكتروني بكثافة، التي تتضمن الوصول إلى برنامج الصراف الآلي من أجل التسبب في توزيع الأموال. سيارات مسروقة وفي أوروبا عموما يتم تنفيذ الهجمات المتفجرة بشكل عام من قبل شبكتين إجراميتين وهم الرومانيون والهولنديون، دون حساب الهواة الذين يقلدون أساليبهم. ولا يعمل هؤلاء المجرمون بمفردهم، بل ضمن شبكات، حيث تتطلب الهجمات على أجهزة الصراف الآلي السرعة والدراية المحددة، و معدات لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الشبكات المنظمة. وتوفر تلك الشبكات أماكن في الخارج للمنفذين يقيمون قاعدتهم فيها لأغراض التخطيط والأغراض اللوجستية والاختباء. وعن طريقة تنفيذ الهجوم أكد الخبراء أنه؛ يتم من قبل ثلاثة أو أربعة أشخاص، وللهرب، يستخدمون في كثير من الأحيان عدة مركبات مسروقة أحيانا، بدون لوحات ترخيص أو بلوحات مزيفة، بخلاف الشبكة الجديدة التي اعتمدت على سيارات مستأجرة. خلال الأيام الماضية تمكنت السلطات في فرنسا من القبض على المتهمين الثلاثة الذين تسببوا في العديد من العمليات على مدار العامين الماضيين، إلا أن العمل مازال طويلا من أجل إسقاط باقي أفراد المنظمة التي سرعان من يمكن أن تعاود نشاطها الإجرامي في أسرع وقت، حيث لا يواجهون صعوبة كبيرة فى تجنيد شركاء جدد بسبب الثراء السريع المتوقع. اقرأ أيضا: القبض على متهمين بتفجير وسرقة ماكينات صراف آلي في ألمانيا