لم تعد تطبيقات الزواج شيئًا غريبًا أو دخيلًا على مجتمعنا، فقد انتشرت ووصل عددها لأكثر من 40 تطبيقًا بعضها غير معلوم هويته أو القائمون عليه، فضلًا عن تطبيقات المواعدة العالمية التى لا تزال تستوعب آلاف الراغبين في الزواج أو إقامة علاقات عابرة بعضها محدد المدة ولهدف معين، ومؤخرًا ظهر تطبيق بريطاني اشتهر بشعاره الوردي الدافئ وترويجه لما يسميه ب«التعارف الحلال». ◄ تطبيق شهير يتيح مراقبة ولى الأمر للمحادثات والإشراف عليها ◄ تطبيقات مواعدة يستخدمها الأجانب في مصر ◄ تحقق أرباحها من إعلانات جوجل والباقات المميزة ◄ افتقاد الخصوصية والأمان يهددان المستخدمين وانتشر التطبيق البريطاني ذو الشعار الوردي بشكل كبير على يد بعض البلوجرز وصناع المحتوى، حيث باتوا يعلنون عنه على حساباتهم بمنصة «إنستجرام» ويؤكدون على مصداقيته وحمايته الخصوصية، والأهم قصص الزواج التي تمت من خلاله ووصلت لأكثر من نصف مليون حتى الآن بحسب التطبيق، كما تجاوز عدد مشتركيه 12 مليون شخص من جميع أنحاء العالم وأغلبهم من دول عربية مسلمة. اللافت أيضا هو ظهور تطبيقات زواج المسيار والأجانب بشكل واسع مستغلة ارتفاع سن الزواج والفقر، فهل تنجح تلك التطبيقات فى حل مشكلة تأخر الزواج.. أم هى مجرد فخ لتحقيق أرباح ومكاسب دون أن تحمى خصوصية مشتركيها؟ ◄ بمعرفة الأهل لم يظهر التطبيق البريطانى بين عشية وضحاها، إذ إن بدايته كانت فى عام 2015 بإنجلترا، وأسسه بريطاني الجنسية من أصول باكستانية، بعدما وجد أن أصدقاءه يعانون صعوبة في الزواج الحلال التقليدى وأن اختياراتهم محدودة، كما أنهم يرفضون المواعدة باعتبارها مرفوضة فى مجتمعاتهم، فجاءته فكرة إطلاق تطبيق إلكترونى يسهل الزواج الشرعى وبمعرفة ولى أمر الفتاة، حيث يمكن إضافته على التطبيق والاطلاع على المحادثات أيضًا. «آخرساعة» عاشت التجربة منذ بداية إنشاء الملف الشخصى والتأكد من هوية الشخص عن طريق المسح الضوئى للوجه، كما يتيح التطبيق خاصية قبول أو رفض العائلة والأصدقاء إنشاء ملفك الشخصى، ويوضح التطبيق الاهتمامات الشخصية والرياضات المفضلة، وهل أنت مدخن أم لا. وبعد التسجيل يتم ترشيح ملفات الجنس الآخر حسب المسافة القريبة منهما، والاهتمامات المشتركة، فضلا عن العمر المتقارب، وفى حال وجود إعجاب يقوم التطبيق بإرسال إشعار إما لقبوله أو رفضه، كما يتيح إرسال «الفويس نوت» أو الرسالة الصوتية ما يسهِّل التواصل، وهناك باقات «الجولد» المميزة ويصل اشتراكها بين 200 و300 جنيه شهريًا وتتيح لمشتركيها عددًا غير محدود من الإعجابات. ◄ اقرأ أيضًا | تكسير الأطباق وسرقة الأحذية.. أغرب عادات الزواج حول العالم وهناك تطبيقان آخران ظهرا فى عام 2012 ووصلا إلى العالم العربى واستطاعا جذب ملايين الشباب إما بدافع الفضول والتطفل أو لإقامة علاقات عابرة متسترين وراء شاشة الهاتف ويحددون تفضيلاتهم معتمدين على قرب وبعد المسافات، فما عليك إلا أن تنشئ حسابا خاصا وتضيف صورك وتحدد المسافة التى تمكنك من التعارف على شريكك، وهو ما يسهم فى التعارف على أشخاص داخل وخارج دولتك، إلا أن هذين التطبيقين تم إطلاقهما بالأساس فى دول أوروبية وأمريكا بهدف المواعدة الجنسية سواء المدفوعة أو لليلة واحدة، لكن مع دخوله الدول العربية تغيرت قواعدهما لتناسب المجتمعات المحافظة، فأصبح كلٌ من الشاب والفتاة يحدد الهدف من العلاقة إما علاقة طويلة قد تنتهى بالزواج أو قصيرة هدفها المتعة سواء الجنسية أو النفسية، وهناك علاقات هدفها تكوين أصدقاء فقط دون التقيد بأى ارتباطات، ولكون هذين التطبيقين مجانيين فإنهما يمنحان المستخدم عددا محددا من الإعجابات بحسابات الجنس الآخر فى اليوم الواحد، واللافت أن كثيرًا من الأجانب يستخدمونه عند زيارتهم لمصر بهدف إيجاد شريك أو صديق يصحبهم فى رحلتهم محددة الأيام. ◄ باقات وانتقادات وبعد نجاح التطبيقين قامت الشركة مالكة التطبيق بتطوير الباقة الذهبية التى تمنح مستخدمها ميزة الوصول لشركاء مميزين تصنفهم بحسب قواعدها من حيث درجة الجمال والقرب والبعد، وتختلف أسعار الباقات فهناك اشتراك أسبوعى وشهرى ونصف شهرى وأغلبها لا يتخطى 300 جنيه، ما يجعل الكثيرين يفضلون الاشتراك بها، إذ إن هذه الميزة تمتاز بدرجة عالية من الخصوصية تمكّن صاحب الحساب من حظر بعض الأشخاص واختيار آخرين بعينهم، فضلا عن عدد لا محدود من الإعجابات يوميًا. ورغم ذلك لقى الكثير من هذه التطبيقات انتقادات لاذعة، حيث يقول «محمد.س» (34 عامًا): سجلت فى أحد هذه التطبيقات ووجدت فيه عالمًا واسعًا من الاختيارات سواء كانت علاقات عابرة أو جنسية أو صداقة خالصة، لكن بالطبع له عيوب أبرزها عدم حماية الخصوصية، فتسجيل الدخول يتم إما من خلال حساب الفيسبوك أو رقم الهاتف وهو ما يمكن اختراقه بسهولة، كما أن أغلب المشتركين فيه لا يستخدمون صورهم الشخصية الحقيقية، ما يجعل الصور خادعة ومخيبة للتوقعات. ◄ المسيار والأجانب وهناك تطبيقات مجانية ومواقع متخصصة فى زواج المسيار يشترك فيها مصريون، حيث يمكن للرجل من خلالها الزواج بطريقة المسيار أو التعدد، مع تحديد المدة، وبالطبع فإن الهدف من هذه الأنواع الغريبة من الزواج هو الرغبة فى ممارسة الجنس دون أية قيود أو التزامات مادية من حيث توفير السكن أو الدعم المالى من الزوج ناهيك عن أنها تتيح للأزواج العيش منفصلين وتحديد شروطهما الخاصة للعلاقة. وفور التسجيل فى أحد هذه التطبيقات المجانية، حيث يقبل عليها أزواج من جنسيات عربية مختلفة يحددون مدة الزيجة التى لا تتجاوز بضعة أشهر فى العام، وأغلبهم يبحث عن زوجة ثانية لا يزيد عمرها على 40 سنة، وعلى قدر كبير من الجمال والرشاقة، معللين ذلك بأن هذا الزواج شرعى ومباح شريطة معرفة ولى أمر الزوجة بغض النظر عن تحقق شرط الإشهار من عدمه. ◄ أرباح المنصة يقول «أحمد.ن»، أحد القائمين على واحد من هذه التطبيقات: لا يعد المسيار زواجًا غير شرعى، حيث نشترط موافقة ولى أمر الزوجة والإشهار فى محيط السكن، وبالطبع نحرص على التأكد من كافة البيانات، فالموقع يتيح الخصوصية والتسجيل من خلال البريد الإلكترونى لضمان فحص الصور والملفات بعناية، مشيرًا إلى أن أرباح المنصة تكون من خلال عدد المستخدمين، فكلما زاد عدد مرات تحميله، زادت الإعلانات سواء من خلال «جوجل» أو شركات الإعلانات الإلكترونية المختلفة. وبعيدًا عن زواج المسيار ظهرت تطبيقات أخرى تسهل الزواج من أجانب سواء كانوا موجودين داخل الدولة أو خارجها، ويقول القائمون عليها أنها قد تحتوى على حسابات مزيفة، لكن يمكن بسهولة الإبلاغ عنها وغلقها. ◄ وهم وخداع وفيما يتعلق بمدى مصداقية هذه المواقع، تقول الدكتورة مها نوح، أستاذ علم الاجتماع: يلجأ الكثير من الفتيات لمثل هذه المواقع نتيجة وجودهن فى مجتمعات منغلقة لا تسهل التعارف أو الدخول فى علاقات شرعية، وقد لعبت هذه المواقع على مخاطبة حماية الخصوصية وتزويدها بالأمان لجذب مزيد من الرجال والنساء، إلا أن أغلب المواقع ينتهك الخصوصية ويسرِّب بعض البيانات الخاصة، وبالطبع فإن ارتفاع سن الزواج والظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الكثيرين للسير وراءها، مشيرة إلى أنها مثلها مثل فكرة «الخاطبة» قديمًا لكنها تختلف فى جوهرها. أما الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات فيقول: يهدف الكثير من المبرمجين إلى إطلاق تطبيقات ربحية ومنها بالطبع تطبيقات الزواج والمواعدة، التى تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى ومنصاته المختلفة للترويج وفى حال اجتذاب أكبر عدد من المستخدمين فإن صاحب التطبيق يحقق ربحًا كبيرًا سواء من خلال أرباح جوجل أو شركات الإعلانات الإلكترونية التى تموّله، مشيرًا إلى أن كل ضغطة زر على التطبيق تساوى ربحًا.