أظهر استطلاع جديد للرأي نتائج مفاجئة حول توجهات الناخبين العرب الأمريكيين في انتخابات أمريكا 2024، إذ كشف عن تقدم طفيف للرئيس السابق دونالد ترامب على منافسته كامالا هاريس، في مؤشر بشأن حظوظ المرشحة الديمقراطية في ولاية ميشيجان الحاسمة. نتائج الاستطلاع وتداعياتها السياسية بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية، فقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته وحدة البحوث والدراسات في مؤسسة يوجوف، أن 43% من المستطلعين المشاركين في انتخابات أمريكا 2024، يؤيدون ترامب، مقابل 41% لهاريس، فيما حصلت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين على 4% من التأييد. ومن المفارقات اللافتة في نتائج الاستطلاع أن الدعم لترامب يأتي رغم أن 46% من المستطلعين يعتقدون أن العنصرية المعادية للعرب وجرائم الكراهية قد تزداد في عهده، مقارنة ب 23% فقط يتوقعون ذلك في حال فوز هاريس. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ظل استخدام ترامب المتكرر لمصطلح "فلسطيني" كإهانة ضد خصومه الديمقراطيين في إطار انتخابات أمريكا 2024. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتقدم ترامب على هاريس بنسبة 39% مقابل 33% في مسألة القدرة على حل النزاع. ويأتي هذا رغم سياسات ترامب المؤيدة بقوة لإسرائيل خلال فترة رئاسته، بما في ذلك قراره التاريخي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو أمر يضعه في قلب الجدل الانتخابي في الانتخابات الأمريكية. الصراع على الأصوات العربية في ميشيجان تحاول كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لانتخابات امريكا 2024، التي يعد زوجها دوج إيموف يهودياً، السير على خط دقيق في محاولة لاستعادة دعم الناخبين العرب الذي فقده بايدن. وقد أكدت مراراً على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع إبداء قلقها في الوقت نفسه إزاء تصاعد عدد الضحايا وتدهور الوضع في غزة. ويتماشى هذا الاستطلاع مع نتائج استطلاع سابق أجراه المعهد العربي الأمريكي، والذي أظهر حصول هاريس على 41% من الدعم، مقابل 42% لترامب و12% لمرشحي الأحزاب الثالثة. وتشير النتائج إلى أنه رغم استعادة هاريس لبعض الدعم الذي فقده بايدن، إلا أنها لا تزال بعيدة عن نسبة 59% التي حصل عليها الرئيس من أصوات العرب في انتخابات 2020، مما يضعها أمام تحدٍ كبير في انتخابات أمريكا 2024. مستقبل سباق انتخابات أمريكا 2024 تكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ولاية ميشيجان، التي تضم جالية عربية أمريكية كبيرة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تعادل تقريبي بين هاريس وترامب. وكان ترامب قد فاز بالولاية بفارق ضئيل في انتخابات 2016، قبل أن يخسرها لصالح بايدن بعد أربع سنوات. ويواصل المرشحان جهودهما لكسب أصوات العرب الأمريكيين في انتخابات أمريكا 2024، حيث وجه ترامب نداءً صريحاً للناخبين العرب، محذراً من أن انتخاب هاريس سيؤدي إلى اشتعال الشرق الأوسط "لأربعة عقود قادمة". في المقابل، تحاول هاريس موازنة مواقفها بين دعم إسرائيل والتعبير عن القلق إزاء الوضع الإنساني في غزة، في محاولة لاستعادة ثقة الناخبين العرب الأمريكيين الذين يمكن أن يكون لهم دور حاسم في نتيجة انتخابات أمريكا 2024.