الجيش المصرى الأقوى بالمنطقة.. وجاهزون لصد أى هجمات سيبرانية منطقة ملتهبة وأحداث متسارعة، وموجة من الاغتيالات تنفذها إسرائيل ضد قادة حماس وحزب الله، بدءًا من: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ثم: إبراهيم عقيل، رئيس منظومة عمليات حزب الله. ومؤخرًا: يحيى السنوار، زعيم حركة حماس.. هذه الموجة تتم وسط توسع عسكرى إسرائيلى باتجاه لبنان، لنشاهد لأول مرة هجمات أمنية سيبرانية، لتتسع دائرة الصراع وتنبئ بمخاطر حرب إقليمية فى حالة تصاعد التوترات.. أسئلة كثيرة تفرضها اللحظة الحالية يُجيب عنها اللواء أ.ح عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية العليا للدراسات العليا والاستراتيجية، فى هذا الحوار: اقرأ أيضًا| حزب الله: احتراق دبابة ميركافا في مسكفعام ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح كيف ترى سيناريوهات التصعيد الإسرائيلى فى المنطقة؟ السيناريوهات متعددة، خاصة فى ظل التصاعد السريع للأحداث؛ فقد توجه إسرائيل ضربات قوية إلى إيران، ولكننى أستبعد توجيه ضربات إلى المفاعلات النووية الإيرانية، ولذلك ما زال الرد الإسرائيلى متحفزا، ولكن هناك تدخلات دولية من أجل تحقيق السلام، وقد تنجح؛ لأن ما يحدث يتجه بنا إلى حرب إقليمية.. وإسرائيل تسعى لتنفيذ أهدافها التى حددتها منذ 8 أكتوبر العام الماضى بعد فشلها فى صد هجوم المقاومة الفلسطينية، فيسعى نتنياهو إلى تحقيق نجاحات زائفة من أجل التغطية على الفشل العسكرى فى صد الهجوم وعدم تحرير الرهائن حتى الآن، لأنه كان على شفا الاستبعاد، ثم المحاكمة، وبالتالى رسمت إسرائيل مخططا منذ هجوم المقاومة باستهداف رموز المقاومة، سواء فى حماس او حزب الله بعد فشل تحرير الرهائن كنوع من الانتصارات المعنوية. ما مستقبل المقاومة بعد اغتيال يحيى السنوار؟ ستظل المقاومة مستمرة لتوجه ضربات موجعة إلى إسرائيل؛ لأن السنوار ليس شخصا ينتهى، ولكنه فكرة والفكرة لن تموت؛ حيث سيولد على أرض فلسطين مليون سنوار جديد؛ واغتيال عدد من القيادات لن يؤثر على وتيرة المقاومة ضد إسرائيل، لأن عناصر حماس وحزب الله متواجدون باستمرار لدعم القضية ولن يفنوا، فالحقوق لم تؤخذ بعد، فما زال مخطط إسرائيل قائمًا بالفعل، ونشاهد يوميا الاعتداءات فى فلسطينولبنان. ما موقف مخطط إخلاء قطاع غزة وسط اتساع دائرة الصراع؟ تم تأجيل مخطط إخلاء قطاع غزة مؤقتا لتواجد إسرائيل على أكثر من جبهة، ولكن لم يتم إلغاؤه، لأنه مرتبط بأهداف قومية وأحلام العقيدة بالسيطرة، ومخططهم فشل بسبب يقظة القيادة السياسية المصرية فى عدم تصفية القضية الفلسطينية، ومعرفة إسرائيل رفض الشعب المصرى لتصفية القضية، وقدرات قواتها المسلحة فى رد وردع أى عدوان. كيف ترى التحديات، التى تواجه مصر فى ظل هذه الدوائر الملتهبة؟ لدينا يقين ثابت بأنه لن يستطيع أحد إحداث أى تأثير عليها بشكل مباشر، لإدراك الجميع بأن الشعب المصرى فى حالة استشعاره الخطر يتحول إلى جيش، بالإضافة إلى أن مصر تمتلك جيشا هو الأقوى عربيا، بل فى المنطقة كلها، وفقا لتصنيفات الخبراء الاستراتيجيين ومنصات التقييم العالمية، فهو يتمتع بقدرات متميزة وخبرات عالية، ومتنوع التسليح؛ بالإضافة إلى الجاهزية التامة لمواجهة أى عدائيات؛ ولكنه كذلك يتسم بالرشد والحكمة؛ وبالتالى يدرك الجميع أننا دولة من الصعب جدًّا الاقتراب منها أو مواجهتها. كيف تحلل استهداف إسرائيل قادة حماس وحزب الله بدقة رغم فشلها فى العثور على الرهائن حتى الآن؟ هذه دلالة واضحة بأنها استخدمت الرهائن كذريعة لتحقيق مخططات نتنياهو فى المنطقة؛ فاستهداف إسماعيل هنية داخل مبنى أمنى إيراني، رغم أنه يبتعد عنه، يحقق نظرية «اليد الطولى»؛ وفى نفس التوقيت لا يستطيع الوصول إلى الرهائن رغم أنهم على مقربة منه؛ وبالتالى تم استخدام الرهائن لتحقيق الأطماع التوسعية واستهداف البنية التحتية فى غزة، والهجوم على لبنان، واستجداء عطف المجتمع الدولى. بعض المؤسسات الاقتصادية فى إسرائيل بدأت تتحدث عن شبه انهيار للاقتصاد الإسرائيلى بسبب فاتورة الحرب.. كيف ترى ذلك؟ إسرائيل تنزف اقتصاديا منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر؛ ولكن هناك دعمًا أمريكيا معلنا، منذ أربعة أشهر، 96 مليار دولار لثلاث دول، حصلت منها إسرائيل على 28 مليار دولار، إضافة إلى الدعم العسكرى أيضا؛ فرغم الخسائر الاقتصادية الكبيرة وحالة الشلل التى تعيشها قطاعات السياحة وعدم انتظام التعليم وإغلاق الكافيهات والمطاعم بسبب الظروف الأمنية والتخوف من بعض الهجمات عليهم؛ فإن إسرائيل مستمرة فى الحرب لأنها طوق النجاة الوحيد لنتنياهو من الاستبعاد والعقاب؛ ولذلك هو مستمر فى الحرب لكى يظهر للرأى العام الإسرائيلى الداخلى بأنه «برجنيوم»؛ وبالتالى يظهر كبطل قومى داخل إسرائيل؛ فالوضع الآن تغير داخليا؛ فبعد مطالب برحيله ومظاهرات تملأ الشوارع، أصبح الآن من يتظاهر فقط هم أهالى الرهائن والضحايا، فانخفضت نسبة المعارضة إلى 60%. استخدام التكنولوجيا فى التفجير عن بعد مثلما حدث فى أجهزة البيجر انتقال نوعى خطير.. كيف ترى هذه النوعية من الهجمات السيبرانية؟ تطورت الحروب حتى أصبحنا نشاهد حروب الجيل الرابع والخامس بدون استخدام أى أسلحة؛ ولكن ما شاهدناه داخل لبنان هى «حروب الهجين» التى تعتمد بشكل رئيسى وواضح على استخدام التكنولوجيا، مثل الهجمة السيبرانية الروسية على أوكرانيا، مما تسبب فى توقف أجهزة الدبابات، وتم تعطيل أجهزة الملاحة؛ فأصابت الدبابات بالشلل وتحقق الهدف بدون خسائر فى الأرواح، أو استنزاف الاقتصاد الروسي؛ وقد استخدمت إسرائيل نفس النوعية من الهجمات السيبرانية بتدمير أجهزة البيجر، فاستطاعت أن تقضى على بعض القيادات والعناصر المهمة داخل حزب الله؛ مع إحداث نوع من الهلع؛ بالإضافة إلى القضاء على وسائل التواصل والاتصال داخل الحزب. كيف ترى خطة مصر فى توطين صناعة التكنولوجيا لضمان صد هجمات الأمن السيبراني؟ نحن جاهزون تماما لصد أى هجمات سيبرانية؛ فمصر من أهم 12 دولة فى العالم متقدمة فى الدفاعات السيبرانية، ولديها خطط مميزة تعمل وفق منظومة كاملة ورؤية شاملة، فتم البدء فى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ببنية رقمية جديدة قادرة على استيعاب التكنولوجيا الجديدة ومواجهة أى تهديدات أو مخاطر؛ كما أن مصر تحولت من دولة معبر إلى مركز لبيع الداتا وتصديرها؛ ولذلك فإن المستقبل سيكون التجارة فى الداتا، والحروب المقبلة ستكون على ثلاثة مستويات، وهي: الداتا والطاقة والمياه.