حالة من الترقب تشهدها المنطقة إن لم يكن العالم أجمع حول معرفة هوية «الزعيم الجديد» الذى قد يختاره حزب الله اللبنانى أو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، وسط توقيت حرج فى ظل الحرب الدائرة مع إسرائيل. واغتالت إسرائيل حسن نصرالله الأمين العام لحزب لله فى غارة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت فى أواخر سبتمبر الماضي، قبل أن تغتال يحيى السنوار زعيم المكتب السياسى لحماس فى اشتباك مع قوات الاحتلال فى غزة الخميس الماضي، بعد مطاردة على مدار عام كامل خاصة أنها تعتبره العقل المدبر لعملية السابع من أكتوبر 2023، والهجوم على المستوطنات الإسرائيلية. ومع عدم إعلان أى من الحركتين عن هوية القائد حتى الآن، فإن هذا يشير إلى احتمالية تبنيهما هذه المناورة لمنح الزعيم الجديد مساحة أكبر للعمل وتجنب الملاحقات الإسرائيلية خاصة مع تركيزها فى الفترة الأخيرة على اغتيال معظم القيادات. وبالنسبة لحماس التى أعلنت سريعًا عن اختيار السنوار رئيسًا لمكتبها السياسى فى أغسطس الماضى بعد أيام من اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، إلا أنها قد تلجأ هذه المرة إلى تكتيك إخفاء اسم قائدها الجديد وهو ما فعلته فى عام 2004، بعد اغتيال إسرائيل مؤسسها أحمد ياسين فى مارس، ثم خليفته عبد العزيز الرنتيسى بعد أقل من شهر من العام نفسه. ولم تعلن حماس حينها لفترة طويلة اسم قائد الحركة لتجنيبه سيناريو الاغتيال الإسرائيلي. وأفاد محللون أن هذا هو التوجه الأقرب الذى قد تتبناه حماس فى الفترة الحالية، فى ظل التحديات الأمنية التى يفرضها الاحتلال على حركة المقاومة. وهناك بالفعل عدة أسماء مرشحة لخلافة السنوار فى قيادة حماس، وهم محمد السنوار شقيق يحيى السنوار مسئول لواء خان يونس فى كتائب القسام، الجناح العسكرى للحركة، وموسى أبو مرزوق، المستشار والمفاوض الذى يُنظر إليه على أنه مقرب من هنية، ومسئولون آخرون موجودون بالخارج مثل خليل الحية المقيم فى قطر والمقرب من السنوار والمفاوض الرئيسى فى محادثات الهدنة، ورئيس مجلس الشورى فى الحركة محمد درويش. وربما يلجأ حزب الله إلى تكتيك حماس بإخفاء هوية أمينها العام الجديد خاصة فى ظل الخسائر الكبيرة التى تكبدها الحزب اللبنانى مؤخرًا خاصة فى صفوف القادة. ورغم طرح العديد من الأسماء لخلافة نصرالله، إلا أن حزب الله دأب على نفى أى معلومات تتعلق بالوضع التنظيمى لكبار القادة فى الجماعة.ووفقًا لمحللين، فإن حزب الله لن يعلن فى أى وقت قريب عن قائده الجديد لمنع استهدافه من إسرائيل، وأن الحزب قد يلجأ إلى ما يعرف بالقيادة الجماعية والتى تتمثل فى مجلس الشورى وهو أعلى هيئة فى الحزب والتى تنتخب الأمين العام. ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة نصرالله فى فترة قد تكون الأكثر تعقيدًا فى تاريخ حزب الله منذ إنشائه، رئيس المجلس التنفيذى لحزب الله هاشم صفى الدين والذى لم يُعرف مصيره حتى الآن بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية إنه استُهدف بغارات عنيفة فى الضاحية الجنوبية لبيروت فى مطلع الشهر الجاري، بالإضافة إلى إبراهيم أمين السيد رئيس المجلس السياسى فى الحزب ونعيم قاسم، نائب الأمين العام الأول للجماعة اللبنانية.