بيروت - تل أبيب - وكالات الأنباء: كشفت وسائل إعلام عبرية عن تقديم إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة قبل أيام، بشأن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسى لإنهاء الحرب فى لبنان. ونقل الموقع الإلكترونى «واللا» اليوم عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين أن تل أبيب قدمت وثيقة مبادئ لحل دبلوماسى ينهى الحرب مع حزب الله، ويسمح للمدنيين النازحين على جانبى الحدود بالعودة إلى منازلهم. وقال مسئولون إسرائيليون كبار إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول الوثيقة إلى البيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس الأمريكى عاموس هوكشتاين، إلى بيروت حيث يبحث مع المسئولين اللبنانيين إمكانية وسبل الحل الدبلوماسى للصراع. وتتضمن الوثيقة مطالب إسرائيلية بالسماح للجيش الإسرائيلى بتنفيذ «الإنفاذ الفعال» للتأكد من أن حزب الله لا يمكنه التسلح مستقبلا، ولا يمكنه أن يعيد بناء بنيته التحتية العسكرية فى جنوبلبنان بالقرب من الحدود، كما أن إسرائيل تطالب بحرية العمل لسلاح الجو فى الأجواء اللبنانية. يذكر أن هذين المطلبين يتناقضان مع قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701 الذى ينص على أن الجيش اللبنانى وقوة الأممالمتحدة المؤقتة فى لبنان (اليونيفيل) سينفذان ذلك وقال مسئول أمريكى إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولى على هذه الشروط وأكد أن الشروط الإسرائيلية تقوض سيادة لبنان بشكل كبير. وتأتى زيارة هوكشتاين ضمن مساع حثيثة من الإدارة الأمريكية لوقف موجة العنف الشديدة فى الشرق الأوسط، وذلك قبل 16 يوما فقط من الانتخابات الرئاسية، وسط توقعات من أن وقف الحرب يزيد من فرص المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بشكل كبير. وفى السياق ذاته، يتوقع أن يبدأ وزير الخارجية بلينكن جولة فى المنطقة غداً الأربعاء..ووفقا لصحيفة معاريف فمن شأن بدء المفاوضات ان يؤدى إلى تأجيل توقيت الهجوم على إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية. فى غضون ذلك، يتواصل العدوان الاسرائيلى على أنحاء لبنان. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أنه تم رصد إطلاق 20 صاروخا من جنوبلبنان باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى. ودوت صفارات الإنذار فى «نيؤوت مردخاي» فى إصبع الجليل خشية تسلل طائرات مسيرة. وفى المقابل شنت إسرائيلية غارات على حى «النبى إنعام» فى مدينة بعلبك فى البقاع شرقى لبنان، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. أما جنوبا فقد أفاد مراسلنا بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت بلدات «العيشية وحبوش وكفرجوز وجبل الريحان». ووسط العمليات القتالية المكثفة، صرح مصدر فى إدارة الهجرة والجوازات السورية أمس، بأن عدد الأشخاص الذين انتقلوا إلى سوريا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية فى لبنان وصل إلى ما يقرب من 400 ألف شخص. وفى وقت سابق، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر الحدودى الرئيسى بين لبنانوسوريا تعوق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، محذرة من أنها تعرض المدنيين إلى «مخاطر جسيمة». وفى تل أبيب، قال وزير الخارجية الإسرائيلى «يسرائيل كاتس» إن «حزب الله»، «دفع وسيدفع ثمنا باهظا بسبب اعتداءاته على سكان الشمال وإطلاق النار تجاه إسرائيل». فى المقابل، دعت وزارة الخارجية اللبنانية المجتمع الدولى إلى اتخاذ موقف حازم لدعم قوات اليونيفيل، وعدم التعرض لها، وإدانة إسرائيل وإلزامها بالتوقف فورا عن ممارساتها العدائية تجاهها. وعلى إثر استهداف مقر نتنياهو فى «قيسارية» بمسيرة أطلقها حزب الله، كشفت مصادر لصحيفة يديعوت احرنوت عن أن نتنياهو نجا من الموت بعدم تواجده فى المنزل وقت الهجوم، وبناء عليه تقرر إضافة تحصينات لمقر إقامة رئيس الوزراء الرسمى فى القدس بسبب تهديد الطائرات المسيرة. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، عن حصولها خلال الفترة القصيرة المقبلة على حزمة مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة ب8.7 مليار دولار، بالتزامن مع مواصلة تل أبيب هجومها على لبنان. وأوضحت الوزارة فى بيان: «تتضمن المساعدات 3.5 مليارات دولار لتمويل شراء «مستلزمات حيوية للحرب» و5.2 مليار دولار لصالح أنظمة الدفاع الجوي، القبة الحديدية، وسهم داود، ونظام الليزر».. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الحرب على لبنان كلفت خزينة إسرائيل 6.7 مليار دولار منذ بداية سبتمبر الماضي.