بعد يوم واحد من الافتتاح التجريبى للمتحف المصري الكبير، حدثت واقعة تصوير كلب ضال على قمة هرم خفرع ، ورغم أن الافتتاح التجريبى الفريد لأعظم مشروعاتنا السياحية الكبرى فى القرن العشرين؛ عمل مبهر فى وقائعه ودلالاته معه انتعشت الحملة الشعبية لاستعادة آثارنا المنهوبة من متاحف العالم التى يقودها عالمنا الكبير الدكتور زاهي حواس، ومؤسسته التى ولدت عملاقة وتضم نخبة من الشخصيات المعروفة ويديرها النشيط جدا الدكتور على أبو دشيش رغم هذا الإبهار انقطعت أنفاس العالم فى اليوم التالي وهى تتابع كلبا يتمشى فوق قمة الهرم ثم يقرر الهبوط عدوا فى قفزات متسارعة، الصور بثها أحد المصورين الأجانب الهواه وكسب بها آلاف الدولارات، وتقع فى الفخ قنواتنا الفضائية ونحن معها، وبدلا من أن تستضيف خبراء السياحة فى العالم لتتابع حدث الافتتاح وأجنحة المتحف وأضخم قطع أثرية فى العالم لحضارة واحدة وجناح الإبهار لجدنا توت عنخ آمون وكنوزه، انشغلت قنواتنا والعالم فى استضافة خبراء الكلاب ليحدثونا عن علم النفس الكلابى والقوة الخفية التى جذبت الكلب إلى قمة الهرم وكيف يعرف طريقه ويحدد مساره بهذه السرعة دون أن تجرح الصخور أقدامه الناعمة! حدث غريب فى توقيته ومكان بثه وتصويره بهذه الاحترافية عيب أن تفرض علينا أجندة اهتمامات تشوهنا وتشوه أولويات إعلامنا وننساق خلفهم ببلاهة أو بشطارة !! ولا يفوتنى أن أتوجه بالتحية لكل مصرى شارك فى البناء والتشييد والافتتاح التجريبى إبتداء من صاحب الفكرة الفنان فاروق حسنى وحتى أصغر عامل مصرى