طارق فهمى لن تمضى الأمور فى حركة حماس بعد رحيل يحيى السنوار كما يتصور البعض خاصة أن قيادات الداخل لها تحفظات على ما كان يجرى فى إطار استراتيجية المفاوضات التى عملت عليها حركة حماس طوال الفترة الماضية والتى ستتغير مع التأكيد على أن الحركة ليست يحيى السنوار كما يتوهم البعض وأن وجوده كان عقبة فى التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين وفى ظل شروط حركة حماس بضرورة وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة وهو ما تحفظت عليه إسرائيل ودشنت سلسلة من الترتيبات الأمنية الممتدة فى ممر صلاح الدين ونتساريم إضافة لممر ديفيد والمعنى أن حركة حماس ستواجه باستحقاقات حقيقية وتطورات مهمة بصرف النظر عن الشخصية التوافقية التى يمكن أن تلى يحيى السنوار وفى ظل بعض المعطيات الرئيسة التى تشهدها حركة حماس فى الوقت الراهن وأهمها عدم وضوح معلومات عن بعض المواقع لإدارة الأوضاع فى القطاع بما فى ذلك المواقع داخل قطاع غزة وفى الأقاليم واستمرار المكتب السياسى فى الخارج فى وضعه وإن كانت هناك تأكيدات بتنقلات تمت فى هذا المستوى إلى لبنان وإيران وتركيا وماليزيا والجزائر والتوقع باستمرار وجود خالد مشعل فى واجهة التطورات الجارية والمؤكد أن دوره مازال موجودا وأنه يتأهب لإدارة الحركة من الخارج باعتباره مسئولا عن الأقاليم الخارجية وسبق أن تولى الموقع من قبل وسيظل المنافس الأقوى لمحمد السنوار فى حال التأكيد على خلافته فى الموقع فى كل الأحوال إضافة رغبة بعض الشخصيات داخل المكتب السياسى والمقيمين فى قطر بضرورة تأجيل تولى بعض المواقع على اعتبار أن الأولوية الراهنة تدفع بضرورة التركيز على بقاء الحركة فى حكم القطاع وليس شغل مواقع قيادية داخل وخارج القطاع. والمعلوم أنه تم تصعيد بعض القيادات داخل الجناح العسكرى للحركة فى القطاع لاعتبارات متعلقة بتصفية العديد من القيادات الميدانية فى المواجهات الأخيرة وحاجة الحركة لإعادة ترتيب المواقع خاصة بالنسبة للمستويات الوسطى والدنيا التى تعمل عليها قيادة الحركة. وسيظل تركيز الجناح العسكرى على أن يكون له الغلبة فى إصدار القرار النهائى للحركة بالنسبة للترتيبات الأمنية فى القطاع والانسحاب الإسرائيلى من القطاع سواء من خلال إعادة تموضع القوات الإسرائيلية سواء خارج القطاع بالكامل وهو ما لم يحدث أو المناطق الآهلة بالسكان وهو ما سيتم فى إطار أية ترتيبات أمنية محتملة وفق المقترح الراهن للهدنة. وتجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الراهنة فى العموم داخل حركة حماس برغم تواجد فريق المفاوضات والاستمرار فى الاتصالات التى سيتم استئنافها مع قيام وزير الخارجية الأمريكى بلينكن بجولة جديدة فى الشرق الأوسط غير مستقرة تماما وتعانى الحركة من أزمة مفصلية فى ظل تحفظات محددة ومنها أن يحيى السنوار لم يكن فقط قائدا ميدانيا بل سياسيا بالمعنى العام ومركز صنع القرار داخل الحركة مما قد سيحمل من يخلفه تبعات سياسية وتنظيمية هائلة أشبه بفترة رحيل كل من الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتسى كما أنه ليس فى حركة حماس قائد سياسى آخر أقرب منه إلى الجناح العسكرى باستثناء محمد السنوار شقيقه معاون أحمد ضيف وظله الكبير والذى تعلم منه الكثير ويحظى بقبول شبه كامل من القيادات الميدانية فى حماس الداخل إضافة لوجود قيادات كبيرة تتعامل مع مصر لديها اعتراضات غير معلنة على تولى محمد السنوار قيادة الحركة فى هذا التوقيت. وأيًا كان من سيخلف السنوار لابد من الحصول على الأغلبية فى الترشح على حساب كل من خالد مشعل وخليل الحية وآخرين من نوعية موسى أبو مرزوق برغم دور هؤلاء فى قيادة الحركة فى توقيتات سابقة. مع التركيز على بعض الأسماء الوازنة أبو عمر حسن وهو واحد من أهم قادة حركة حماس لكنه رجل الظل ولأنه رجل لا يملك ملفا شخصيا معروفا وكان مجهولا خارج الحركة مقارنة بيحيى السنوار الذى منحه هجوم السابع من أكتوبر شهرة دولية وإن كان يمكن التأكيد على دوره المستقبلى فى إدارة الحركة وذلك لجملة من الأسباب أهمها أنه يتولى موقعا قياديا كبيرا فى الحركة (رئاسة مجلس الشوري) وهو مركز الثقل فى مؤسسات حماس كما أن علاقات أبو عمر حسن بشخص خليل الحية جيدة والمتصور أن خليل الحية سيكون مركز الحركة فى الخارج وفى إطار المفاوضات الراهنة مع الجانب الإسرائيلى وهناك أسماء أخرى على الهامش ووازنة أيضا ومنها زاهر جبارين وهو الرئيس التنفيذى للجماعة والمسئول عن إدارة ملفات كبيرة خاصة الجانب المادى وإدارة أصول حركة حماس فى الخارج كما سيظل اسم نزار أبو رمضان مطروحا والذى سبق أن نافس يحيى السنوار على منصب زعيم غزة ويعد قريبا من خالد مشعل وذلك فى ظل وجود تيار فاعل ومباشر فى حركة حماس لاسيما فى القيادات العليا أرادت أن تقطع الطريق على خالد مشعل الذى يعمل فى الخارج مما قد يفقده حضوره فى الداخل ولكن بعد رحيل يحيى السنوار سيكون الاسم المطروح بالفعل أو أن يعاد التأكيد على اسم محمد السنوار الأمر الذى يشير إلى أن الأوضاع فى حركة حماس لن تستقر وتحتاج إلى مرحلة انتقالية حقيقية لإعادة ترتيب أوراقها داخليا وخارجيا.