قضية تكشف فصلًا غريبًا من فصول تجاوزات وجرائم الشرطة الأمريكية في حق مواطنيها، الواقعة تختلف عن الوقائع التي اعتادها المواطنون الامريكيون في الآونة الاخيرة مثل الإفراط في استخدام العنف والقوة بقتل المشتبه بهم بدلا من إلقاء القبض عليهم وكذلك الاتهامات بالعنصرية أو الخروج عن القانون بالاعتداء اللفظي أو الجسدي على المشتبه بهم. تجاوز ضابطة الشرطة في تلك الواقعة فاق التوقعات؛ حيث اعتقدت أنها عادت إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل لتظن أن هناك شخصًا غريبًا اقتحم منزلها ويتجول بداخله وعلى الفور صوبت سلاحها تجاهه ليسقط قتيلا على الفور، اما الحقيقة فهى أن الضابطة أمبر جايجر، 35 عامًا، لم تدخل منزلها من الاساس وانما دخلت شقة خطأ في الدور الاعلى من شقتها وقتلت مالك المنزل دون أى تفكير. تحمل القضية الكثير من التفاصيل الصادمة التي دفعت اهل القتيل إلى المطالبة بالقصاص ومحاكمة ضابطة الشرطة دون رحمة وخاصة بعد معرفتهم المزيد من التفاصيل؛ حيث كشفت كاميرات المراقبة المثبتة في ملابس ضابطة الشرطة أن المشهد الاخير للضحية بوثام جين 27 عاما هو انه كان يجلس على الاريكة ويتناول حلوى. عقوبة مخففة مثلت الضابطة جايجر امام المحكمة بالفعل؛ لتدان وتتلقى حكما بالسجن 10 سنوات، ولكن اثار الاعلام الامريكي القضية من جديد بعد مرور 5 سنوات على سجن المتهمة بسبب تأهلها للإفراج المشروط بعد قضائها خمس سنوات فقط في السجن وهو ما أكدته إدارة العدل الجنائي في تكساس. لم يصمت اهل الضحية امام احتمالية تبرئة ضابطة الشرطة القاتلة؛ حيث طالبت شقيقة الضحية بتطبيق عقوبة كاملة للضابطة جانجر واكدت انها لم تقض سوى 5 سنوات في السجن بينما تعيش الاسرة باقي حياتها بدون الضحية البريء جين وهو ما تسبب في أذى والم كبير للعائلة بأكملها، واشارت عائلة الضحية أن السجن عشر سنوات يعد عقوبة مخففة لشخص قتل شخصا بريئا بتلك البساطة ومع ذلك يمنحها القانون المزيد من التساهل بتخفيف العقوبة التي لا تتناسب مع حجم الجريمة في الاساس. تسببت حالة الجدل في طلب لجنة الإفراج المشروط عن المتهمين في تكساس لعقد لقاء مع عائلة الضحية جين قبل النظر في إطلاق سراح جايجر، وارسل المزيد من أقارب الضحية رسائل إلى مجلس الإفراج المشروط يحثون أفراده على رفض الإفراج المشروط عن جايجر، وبدأ أنصار عائلة بوثام جين في رفع عريضة عبر الإنترنت لجمع التوقيعات للوقوف ضد إطلاق سراح الضابطة المتهمة، وجمعت العريضة في ايامها الاولى ما يقرب من الفي توقيع مؤكدين أن هذا الافراج المبكر لن يكون مجرد إساءة لذكرى بوثام جين، بل اساءة لمبادئ العدالة والمساءلة». خطاب احتجاج امتثل مكتب المدعي العام لمقاطعة دالاس إلى تلك الحملة الشعبية ضد الإفراج عن الضابطة القاتلة واكد في بيانه؛ أنه أرسل خطاب احتجاج على طلب الإفراج المشروط عنها، وخاصة بعد اتخاذ ادارة الولاية قرارا حاسما بطرد جايجر من الخدمة بعد اكتشاف الجريمة التي ارتكبتها أثناء ارتدائها زى الشرطة وكانت عائدة للتو من العمل وخاصة بعد ثبوت أن المتهم كان جالسا على اريكته يتناول الحلوى ليسقط قتيلا بعد مهاجمته بالسلاح في الحال، وحاولت جايجر الدفاع عن نفسها لتؤكد انها وقفت بسيارتها بالخطأ في الطابق الرابع بدلا من الثالث واعتقدت انها شقتها ووجدت الباب مفتوحًا قليلاً، دخلت الشقة وأطلقت رصاصتين لتقتل جين، واثناء المحاكمة وجهت هيئة محلفين كبرى اتهاماتها إلى جايجر بارتكاب جريمة قتل بعد عرض لقطات من الكاميرا المثبتة على زيها الرسمي على هيئة المحلفين ومكالمة استغاثة على الرقم 911 ليلة إطلاق النار وادينت في أكتوبر 2019 إلا أنها اصبحت مؤهلة للإفراج المشروط طبقا لقوانين الولاية في سبتمبر العام الحالي. اقرأ أيضا: قائد شرطة ريفرسايد: 2 يناير 2025 محاكمة حائز أسلحة بالقرب من تجمع انتخابي لترامب