في السنوات الأخيرة، كان هناك وعي متزايد بالعلاقة العميقة بين الأمعاء والدماغ، والتي غالبا ما يشار إليها باسم "علاقة العقل والأمعاء"، وتلعب تلك العلاقة المعقدة دورا حاسما في تنظيم المزاج والإدراك والصحة العقلية بشكل عام. في حين أن الكثير من الناس على دراية بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن للصحة البدنية، إلا أن آثار صحة الأمعاء على الرفاهية العقلية لا تقل أهمية، وفيما يلي يمكنك معرفة المزيد عن هذه العلاقة، حسبما جاء بموقع "news 18". تعتمد العلاقة بين الدماغ والجهاز الهضمي على التواصل المستمر من خلال الإشارات العصبية والهرمونية والمناعية، إذ تحتوي الأمعاء، المعروفة باسم "الدماغ الثاني"، على ملايين الخلايا العصبية وتنتج ناقلات عصبية مثل السيروتونين، والتي تلعب دورا مهما في تنظيم المزاج والعواطف والصحة العقلية"، ومع الأمعاء الصحية، تظل الناقلات العصبية مثل السيروتونين متوازنة، مما يدعم الاستقرار العاطفي والوظيفة المعرفية. عند وجود إضطرابات في صحة الأمعاء، مثل الاختلالات في بكتيريا الأمعاء أو التهاب الجهاز الهضمي، فهذا يؤدي لآثار سلبية على الصحة العقلية، مما يؤدي إلى حالات مثل القلق أو الاكتئاب أو ضباب الدماغ، لذا الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، يكونون عرضة بشكل خاص للمشاكل المتعلقة بالمزاج بسبب تلك العلاقة المعقدة. تؤثر الأمعاء بشكل كبير على الصحة العقلية، نظرًا لتفاعل ميكروبيوم الأمعاء، وهو نظام بيئي معقد من البكتيريا في الأمعاء، مع الدماغ عبر ما يسمى بمحور الأمعاء والدماغ، ويلعب هذا المحور دورا رئيسيا في إنتاج الناقلات العصبية، بما في ذلك السيروتونين، الذي يساعد على تنظيم المزاج، إضافة إلى ذلك أنه خلال أوقات التوتر أو القلق، يصبح هذا الاتصال بين الأمعاء والدماغ أكثر وضوحا، إذ يؤدي الإجهاد إلى إزعاج ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤدي إلى عدم الراحة في الجهاز الهضمي وزيادة القلق. ◄ كيفية تقوية اتصال العقل والأمعاء؟ لتعزيز الاتصال بين العقل والأمعاء، يوصي الخبراء بالتركيز على الممارسات التي تدعم صحة الأمعاء، كالآتي: ◄ استهلاك الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك تساعد الأطعمة مثل الزبادي والكفير والخضروات المخمرة في الحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وهو أمر أساسي لدعم الصحة العقلية. ◄ اقرأ أيضًا | الجوز البرازيلي.. مكسرات مفيدة لصحة الأمعاء ◄ النظام الغذائي الغني بالألياف يعزز النظام الغذائي الغني بالألياف، بما في ذلك الأطعمة مثل الفاصوليا والحبوب الكاملة والخضروات، الهضم الصحي ويعزز تنوع بكتيريا الأمعاء. ◄ الحد من الأطعمة المصنعة يمكن للأطعمة المصنعة أن تعطل صحة الأمعاء وتسبب الالتهاب، مما يجعل من الضروري تقليل تناولها. ◄ إدارة الإجهاد يؤثر الإجهاد المزمن سلبا على كل من صحة الأمعاء والرفاهية العقلية، لذا يمكن أن لدمج تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل في التخلص من تلك المشكلة.