هويدا أحمد وأحمد مصطفى وطه أبو الشيخ إذا كانت تقديرات وزارة الصحة تشير إلى أن متوسط الوفيات فى مصر نحو 500 ألف شخص سنويًا، فيما تمثل أمراض القلب 48 فى المائة من الوفيات طبقًا لإحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة، والملاحظ فى السنوات الأخيرة هو الموت المفاجئ للشباب بسبب الأزمات القلبية، ما يجعل التوعية أمرًا لا بديل عنه، من أجل الحد من الظاهرة التى تؤرق الجميع. «الأخبار» تفتح ملف أمراض القلب، أسبابها، والوقاية منها، وتدعو إلى أهمية التوعية فى كافة وسائل الإعلام، للتحذير من خطورة الوضع، وأهمية الكشف المبكر لبعض الحالات ليتم إنقاذها قبل أن تصل الأمور إلى نهايتها المأساوية، كما تتطرق إلى حالات العيوب الخلقية فى قلوب الأطفال، والتطور فى علاجها. وجع القلب.. السكتة القلبية، من أسباب الموت المفاجئ عند الشباب والكبار، نادرًا ما كان يحدث ذلك عند شباب تقل أعمارهم عن 35 عاماً ولكن فى السنوات الأخيرة شهدت تزايد أعداد حالات الوفاة، والنوبات القلبية المفاجئة التى تؤثر على شباب يتمتعون بصحة جيدة، ما تطلب التوعية وتوضيح أهم علاماتها التحذيرية، ولماذا قد يتوقف القلب فجأة؟ اقرأ أيضًا | أسرار اجتماع ال30 من سبتمبر 73 فى منزل الرئيس السادات د. جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، قال إن زيادة الأزمات القلبية فى عمر الشباب ترجع إلى نمط الحياة الحديثة الذى يؤدى إلى كسل الشباب والخمول وعدم القيام بأى نشاط ما يقلل من حرق الدهون، مشيرًا إلى مطاعم الفاست فود و«الديليڤرى» والشاورما والأكل الغربى والبطاطس الشيبسى والزيوت المهدرجة، والأكل المشبع بالدسم، المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والعصائر المحفوظة المحلاة بالسكر، كل هذه الأشياء تجعل الدهون تتراكم بسرعة داخل شرايين القلب وتزيد فرصة حدوث أزمة قلبية عند الشباب. كما حذر عميد معهد القلب السابق من التدخين بأنواعه المختلفة، والتوتر الذى يرفع مادة الأدرينالين بالجسم، ما يعمل على تسريع ضربات القلب واستهلاك الطاقة، وانقباض الأوعية الدموية، ورفع الضغط، وتراكم الدهون بالشرايين. وأضاف: معظم المرضى يصابون بجلطة فى الشرايين وأزمات قلبية نتيجة الزعل، لافتًا إلى أن أهم العلامات التحذيرية لجلطة القلب هى الوجع فى منتصف الصدر وعدم القدرة على الحركة. الفحص المبكر ونصح شعبان بالفحص المبكر للأزمات القلبية قبل تطورها، ما يصنع الفارق بين الحياة والموت، من خلال إدراك العلامات المبكرة للإصابة بالأمراض القلبية مثل: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الكوليسترول والدهون فى الدم، زيادة مؤشر كتلة الجسم أو نسبة الجلوكوز فى الدم، فإذا تم اكتشاف تلك الأعراض فى وقت مبكر سوف يكون لدى الشخص فرصة أفضل للعلاج وتحسين الحالة وتجنب المُضاعفات الخطيرة. وأشار د. رشوان شعبان استشارى أمراض القلب، إلى أن التفسير البسيط للنوبة القلبية هو الانقطاع المفاجئ لإمداد القلب بالدم، إما جزئيًا لفترة زمنية قصيرة على جزء صغير من القلب، أو انسدادًا كاملًا على مدى فترة طويلة من الزمن يشمل مناطق أكبر من القلب، ما يؤدى إلى توقف القلب المفاجئ، والأشخاص الذين يصابون بالحلقة القصيرة لانقطاع الدم هم أكثر عرضة للهجمات المتكررة التى تؤدى إلى أضرار لا رجعة فيها فى المستقبل. وقال استشارى أمراض القلب إن الكشف المبكر بمرض القلب والأوعية الدموية، ينقذ المريض من الموت المفاجئ، وركز على أهمية التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة والتنبيه على ضرورة الكشف المبكر لهذا القاتل الصامت، ما يخلق أفضل فرصة لتحقيق نتيجة ناجحة، ويعالج المشكلة قبل ظهور الأعراض، كما يؤدى إلى تقليل النفقات الخاصة بالعلاج والأدوية المنصرفة بعد ذلك. وأوضح د. عمرو الحديدى، أستاذ القلب والحالات الحرجة بكلية طب جامعه القاهرة ومدير قصر العينى الأسبق، أن أمراض القلب تنقسم إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول مرتبط بالعادات اليومية، والثانى وراثة. وأشار إلى أن الأمراض الوراثية تتطلب من الأفراد معرفة تاريخ العائلة الصحى، خاصة إذا كان هناك أفراد يعانون من أمراض القلب، وأكد على أهمية العلاج المبكر لزيادة فرص الشفاء. أما بالنسبة للأمراض الناتجة عن العادات الخاطئة، فقد ذكر د. الحديدى أن العادات الغذائية السيئة، التدخين، وقلة النشاط البدنى من الأسباب الرئيسية. وأوضح أن زيادة الوزن، وتناول الأطعمة السريعة وغير الصحية، واستهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت المهدرجة تؤدى إلى تصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار فى الدم، ما يزيد من خطر الجلطات المفاجئة. وأضاف: قلة ممارسة الرياضة وعدم الانتظام فى النشاط البدنى يؤديان إلى مشاكل فى الشرايين والدورة الدموية، كما أن عدم شرب كمية كافية من الماء يؤدى إلى لزوجة الدم، مما يؤثر سلباً على صحة القلب والكلى. التغيرات المناخية ولفت الحديدى إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التى تزيد من الحاجة إلى شرب كميات كافية من الماء، حيث يُنصح بشرب ما لا يقل عن ثلاثة لترات يومياً. وأشار إلى أن التدخين، بما فى ذلك السجائر الإلكترونية، يُعتبر من العادات الضارة جداً التى تؤدى إلى مشاكل فى القلب. وفيما يتعلق بالوقاية، شدد د. الحديدى على أهمية اتباع نظام غذائى متوازن يحتوى على نسب معينة من النشويات والكربوهيدرات، وتجنب الدهون الزائدة، كما نصح بمراقبة التاريخ العائلى للأمراض، خاصة إذا كان هناك أفراد من الدرجة الأولى يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو السكرى. وحذر الشباب الذين يمارسون الرياضة فى الجيم من تناول الهرمونات أو البروتينات التى قد تؤثر سلباً على القلب والكبد والكلى، وتؤدى إلى الجلطات المفاجئة، وأوصى بالاعتماد على التمارين الطبيعية وتجنب المواد التى تزيد من ضربات القلب وضغط الدم. أكد د. الحديدى على ضرورة احترام العلاج والمتابعة الدورية خاصة فى السن الصغيرة وعدم التساهل فى العلاج، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلى للأمراض القلبية، وعدم التهاون فى تناول الأدوية اللازمة للحفاظ على صحة القلب. د. أمل السيسى، أستاذ قلب الأطفال بجامعة القاهرة ومديرة مستشفى أبو الريش، تحدثت عن انتشار العيوب الخلقية فى القلب بين الأطفال والتى تعود إلى عدة عوامل، منها زواج الأقارب، الحمل فى سن مبكر أو متأخر، وعدم المتابعة الصحية أثناء الحمل. كما أشارت إلى أن العادات الصحية السيئة مثل التدخين، السمنة، والأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، تلعب دورًا كبيرًا فى زيادة هذه الحالات، ونصحت بضرورة الكشف الدورى للطفل فور ولادته وعند كل تطعيم، لتحديد أى مشاكل صحية مبكرًا ومعالجتها فى الوقت المناسب، وتحسين العادات الغذائية، تجنب التدخين، والحد من التلوث البيئي، بالإضافة إلى تجنب زواج الأقارب والحمل فى سن مبكر أو متأخر. أشارت د. السيسى إلى التطورات الكبيرة فى علاج العيوب الخلقية بالقلب، حيث أصبحت القسطرة التداخلية بديلاً للجراحة التقليدية، ما يقلل من المضاعفات ويسمح للطفل بالعودة إلى نشاطه الطبيعى بسرعة، بعد أن ساعدت التكنولوجيا الحديثة فى تحسين نسب النجاح.