فى احتفال مبهر يليق بالتاريخ العريق لسكك حديد مصر .. كانت مصر أمس على موعد مع إنجاز جديد فى المشروعات القومية الكبرى.. افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمحطة سكك حديد الصعيد بمنطقة بشتيل بالجيزة و 20 مشروعاً آخر متعلقًا بالطرق والكبارى ومترو الأنفاق هو حدث كبير يستحق التوقف أمامه فالمحطة هى الأضخم والأفخم على مستوى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا .. هذا الافتتاح يعكس حجم الإنجازات الكبيرة فى عهد الرئيس السيسى التى لا تتوقف والتى تؤكد أن الدولة لا تألو جهداً فى سبيل تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى لصالح المواطن المصرى هدف كل خطط التنمية ومحركها الأول . سكك حديد مصر هى الأقدم على مستوى العالم وهى الثانية بعد بريطانيا حيث أنشئت عام 1834 فى عهد الخديو عباس الأول وتم حينها إنشاء خط سكة حديد بين الإسكندريةوالقاهرة ثم خط بين القاهرة والسويس. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الدولة المصرية لم تكن تملك خيارًا سوى تنفيذ تطوير جذرى فى منظومات النقل والسكك الحديدية. وأضاف الرئيس السيسى أن الحكومة واجهت انتقادات بسبب صرف 2 تريليون جنيه على تطوير منظومة النقل، مشيرًا إلى أن هذا القطاع ظل مُهملًا عشرات السنوات، وأن ما تم إنجازه ليس إلا بداية الطريق. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل بالجيزة وعدد من المشروعات القومية فى قطاع النقل عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وعدد من الوزراء والمسئولين. اقرأ أيضًا | د.بدر عبد العاطى لنظيره القطرى: ضرورة وقف إطلاق النار فى الأراضى اللبنانية وأشار الرئيس السيسى إلى أن قطاع النقل فى مصر كان مُهملًا على مدار عشرات السنوات وتطويره لم يكن ترفًا، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية لديها ثوابت فى إدارتها للعمل وتأسيس دولة قادرة على النمو لتواكب حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك 106 ملايين مواطن كانوا يعيشون على شريحة محدودة بخدماتها. وتضمنت افتتاحات الرئيس السيسى عبر الفيديو كونفرانس عددًا من المشروعات؛ من بينها تطوير خط سكك حديد الفردان بئر العبد فى سيناء، وخط سكة حديد كفر داود / السلام، وتطوير نظم الإشارات على خط سكة حديد بنى سويف-أسيوط، والمرحلة الثالثة لخط مترو أنفاق القاهرة، ومحور بديل خزان أسوان، ومحور الزقازيق السنبلاوين الحر، وكوبرى أعلى مزلقان أبو حمص، وكوبرى جنبواى العلوى بمحافظة البحيرة. وأكد الرئيس السيسى، تعليقًا على افتتاح خط سكك حديد الفردان بئر العبد فى سيناء، قائلًا: «اللى بنعمله عشانكم وعشان بلدكم خلوا بالكم تحافظوا عليها، وكل ذرة رمل من سيناء أمانة فى رقبتكم ورقبتنا». وتقدّم الرئيس السيسى بالتهنئة للشعب المصرى على افتتاح مشروعات النقل المختلفة، أمس، كما تقدّم بالشكر للفريق كامل الوزير على الجهود المبذولة من وزارة النقل وأيضًا الشركات المشاركة فى مشروعات النقل المختلفة، وأشار إلى أن مشروعات التنمية التى تنفذها الدولة لم تتوقف عن العمل بالرغم من الظروف الحالية والتحديات. وقال السيسى إن هناك 41 ألف كيلومتر طرق داخل قرى «حياة كريمة» تم تطويرها بعد أن كانت الحركة عليها صعبة للغاية. وأضاف الرئيس السيسى: مواصلة العمل فى باقى قرى مشروع مبادرة «حياة كريمة» سواء المرحلة الثانية أو الثالثة، قائلًا: «نحن مصرين رغم الظروف الصعبة جدًا التى تمر بالمنطقة على استكمال برنامج حياة كريمة، ودى كلمتنا كدولة لأهلنا فى الريف المصرى اللى هم 3 آلاف قرية وتوابعهم وسنستمر فى هذا العمل.. وقد لا يكون العمل بنفس المعدلات التى كنا نعمل بها ولكن سنستمر». وأضاف الرئيس السيسى أن مشروعات النقل التى تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية والتى كلفت 2 تريليون جنيه لم يكن خيارًا أن يتم وضعها فى ملفات أخرى، لافتًا إلى أن الهدف هو تجهيز الدولة لخدمة المواطن وخدمة حركة الدولة التى تستهدف النمو فى ظل وجود 106 ملايين مواطن، مضيفًا أن الإنفاق الكبير على قطاع النقل جاء كضرورة بعد خروج خدمات النقل القديمة عن الخدمة. وأشار الرئيس السيسى إلى أن سرعة الإنجاز فى الوقت فيما يتعلق بمشروعات النقل جاءت نتيجة تضاعف التكلفة المالية للمتطلبات مع مرور الوقت بعد تضاعف الأسعار العالمية، قائلًا: «كان سعر الجرار 2 مليون دولار وحاليًا 4 ملايين دولار ما يعنى أن سعر 100 جرار حاليًا 400 مليون دولار». وأضاف السيسى أن حال قطاع السكك الحديدية فى مصر قديمًا سواء محطات أو خطوط أو وحدات أُهمل، وكان الخيار إما تطوير القطاع وتبقى الظروف الاقتصادية صعبة أو تركها، قائلًا: « أوعوا تفتكروا واحنا بنعمل ده مكناش عارفين إننا هنعانى منه..لا كنا عارفين بس نعانى منه ونغيّر بلدنا ولا نفضل زى ما احنا والبلد ما يبقاش ليها مستقبل لينا ولأحفادنا مش هيلاقوا حاجة.. ما نتحدث فيه أساسيات كان لا يمكن إغفالها أو تأجيلها أبدًا.. احنا كده بنحط الدولة على الخط.. ولما تعايشنا مع حالنا على مدى السنوات الماضية تصورنا أن هذا الأمر هو الطبيعى واللى كنتم عايشين فيه مش هو ده الطبيعى.. واحنا ما نعرفش كمسئولين أمام الله إن احنا نبقى فاهمين حاجة وما نعملهاش عشان خايفين إن الناس تقول ظلمونا وتعبونا.. لا احنا نتعب لأجل بكرة ونبنى لأجل بكرة». وقال الرئيس السيسى إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان لديه رؤية ثاقبة وأثبت لخصومه فى هذا الوقت أن ما فعله كان الصواب، مضيفًا: «والجميع قاطع الرئيس السادات عندما تحدث عن السلام وأساءوا إليه، ولكن الزمن بيّن أنه كان على صواب، وأن ما فعله كان الأفضل للجميع». وأشار الرئيس السيسى إلى ما قام به الرئيس الراحل أنور السادات من إنجاز وانتصار قائلًا: «كل 10 سنين تكتب له صفحة جديدة.. أنت هزمت خصومك وأنت مش موجود.. كل خصومه الذى أساءوا وهو مش موجود هزمهم.. مش شرط كل حاجة تبقى الناس فهماها والقرار بيتاخد ليه فى الوقت ده.. لكن فيه رب عظيم علام حكيم هو اللى هيفصل بين الناس.. والمسئولية بتاعة 106 مليون مواطن والضيوف الموجودين مسئولية كبيرة قوى». واستعرض الرئيس السيسى أحد الجداول التى استعرضها الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، حول المنتجات التى قامت الدولة باستيرادها على مدار السنوات العشر الماضية (2014 -2024)، مشيرًا إلى أن هذه التكلفة بالدولار من ضمن أسباب ما يعانيه الاقتصاد المصرى، مطالبًا أهل الصناعة والمستثمرين ورجال الأعمال بتوطين صناعة هذه المنتجات وإنتاجها داخل مصر والتى ستوفر فرص عمل. وقال الرئيس: «البعض يستسهل وبدلًا من أن يقوم بصناعة هذه المنتجات فى مصر ويدخل فى متاهات متعلقة بالأرض والتمويل ونقل تكنولوجيا من الخارج لإنتاج هذا المنتج يقوم بشراء المنتج من الخارج أسهل»، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل بجدية وصلابة وصرامة، مؤكدًا أن هناك العديد من المنتجات المستوردة يمكن إنتاجها محليًا، قائلًا: «مستحضرات تجميل 500 مليون دولار.. حقائب يد 200 مليون دولار.. شيكولاتة 400 مليون دولار.. حتى السيراميك 235 مليون دولار.. ورق الفويل 500 مليون دولار.. الجبن مليار و200 مليون دولار.. وتلومونى تقولوا الدولار غلى ليه.. لا نقول نغلق البلد.. ولكن الحلول معانا احنا كمصريين وكرجال أعمال.. كل ما عرض هو فرص عمل إنك تنتج الكلام ده لمصر ويبقى فيه ناس بتشتغل ويبقى فيه ناتج محلى ويمكن فيها كمان ضرائب للدولة». وأضاف السيسى أنه يتم استيراد سيارات بقيمة 25 مليار دولار، متسائلًا: «معقول مش قادرين نخلى شركات السيارات تنتج سيارات عندنا تكفى الطلب فى مصر»، موجهًا حديثه للمصريين: «إذا كنتم عايزين تتجاوزوا التحدى الخاص بالدولار لازم هذه المنتجات أو نسبة كبيرة منها يتم تصنيعها فى مصر وده أمر مش سهل واحنا مدعمين الحكومة حتى تخرج هذه المنتجات أو جزء منها فى أقرب فرصة من السوق المصرى». وأكد الرئيس أن بعض المستوردين والتجار يُفضلون شراء هذه السلع عن تصنيعها محليًا، وهذا يُسبب أزمة فى الدولار.. وقال: «وبتلومونى إن الدولار بيرتفع ليه؟».. وشدد الرئيس السيسى على ضرورة إنشاء مصانع وإنتاج المستلزمات التى يسهل تصنيعها فى مصر، مؤكدًا أن هذا الأمر يُعد فرصة عظيمة للاستثمار فى مصر. وأوضح الرئيس أنه لكى يتم تجاوز أزمة الدولار يجب تصنيع المنتجات فى مصر للاستفادة بها فى الأسواق المحلية، مشيرًا إلى أن هناك تحديات قد تُواجه هذا المسار لكن الحكومة تعمل على تذليل الصعوبات. وعقب ذلك، قام الرئيس السيسى بجولة تفقدية فى محطة قطارات الصعيد ببشتيل، حيث استمع لشرح مفصل حول آليات تشغيل المحطة.