تقرير: أمانى عبدالرحيم لطالما كان الحلم الأكبر لإسرائيل عودة اليهود المهاجرين من الخارج، كونه فى عمق العقيدة الصهيونية التى تقوم على الاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة لما تسميه «أرض الميعاد». لكن هذا الحلم كما تقول صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية تحول لكابوس، بعدما ازدادت «الهجرة العكسية»، «أى نزوح اليهود من إسرائيل وليس إليها» منذ بدء الحرب على غزة مع تراجع موازٍ فى نسبة الوافدين. فبعد أحداث 7 أكتوبر العام الماضى وحتى منتصف 2023 تخطت نسبة الهجرة من إسرائيل إلى الدول الأخرى 19%، لترتفع مع استمرار الحرب إلى 42% الشهر الماضى. ووفقًا للصحيفة فإن معدل الهجرة العكسية كان واضحًا حتى قبل نشوب الحرب، حيث كان عدد المغادرين يفوق عدد المهاجرين الجدد خلال السنوات الأخيرة. وأرجع المراقبون ذلك إلى اضطراب الوضع الاقتصادى لإسرائيل وغلاء المعيشة وقلة فرص العمل، فضلا عن الإحباط الذى يشعر به البعض بسبب سياسات حكومة اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو يضاف إليها الآن الوضع الأمنى غير المستقر للبلاد. وقد انتقد عضو الكنيست «عوديد فورر» المنتمى لحزب «إسرائيل بيتنا»، أداء حكومة نتنياهو فى التعامل مع ملف الهجرة والتكتم على موجة الهجرة العكسية. وقال إن الحرب فى غزة ولبنان ساهمت فى انخفاض الطلب على مقابلات الهجرة. اقرأ أيضًا| خبير: نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب رغم التدمير والقتل بغزة ولبنان حيث أخر المهاجرون المحتملون من دول أوروبا وغيرها خططهم بسبب المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار وغموض الوضع الاقتصادى. فضلا عن فرار عدد كبير من اليهود إلى الخارج باحثين عن حياة أكثر هدوءا بعيدًا من صراعات الشرق الأوسط. وكانت بعض وسائل إعلام عبرية أكدت أن حوالى 550 ألف إسرائيلى غادروا البلاد بالفعل منذ أكتوبر 2023، الأمر الذى ظلت تنفيه الحكومة الإسرائيلية. وبحسب موقع «واللا» الإسرائيلى فإنه تم تسجيل أعلى معدل لتقديم الإسرائيليين على الجنسية الفرنسية مؤخرا، بزيادة 13%. ولوحظ أيضا زيادة نسبة طلبات الهجرة لدول الاتحاد الأوروبى، إذ سجلت السلطات فى البرتغال زيادة 68% فى طلبات الجنسية من إسرائيليين، وسجلت السلطات البولندية والألمانية زيادة 10%. يذكر أن عدد اليهود فى العالم يبلغ 15.8 مليون نسمة، يقيم 7.3 مليون يهودى فى إسرائيل مقابل 8.5 مليون يهودى يعيشون خارج إسرائيل، وتعد الولاياتالمتحدة أكبر مركز تجمع يهودى، حيث تضم 6.3 مليون. فيما يعيش 2.2 مليون يهودى فى دول أخرى، ويتمركز أكبر عدد منهم فى فرنسا وكندا، حيث يبلغ عددهم 438 ألفاً، و400 ألف على التوالى.