الشيخوخة هي عملية حتمية لا مفر منها، إلا أن العلماء حول العالم يسعون جاهدين لإيجاد طرق لتأخير هذه المرحلة وإطالة فترة الشباب، ومع تقدم الأبحاث في هذا المجال يقترب العلماء من فهم أسباب الشيخوخة البيولوجية وكيفية إبطائها، في محاولة لتخفيف آثارها وتحسين جودة الحياة، بحسب ما جاء من تاس. السوق العالمية لمنتجات مكافحة الشيخوخة تحولت مكافحة الشيخوخة إلى توجه عالمي، حيث بلغت قيمة السوق العالمية لمنتجات مكافحة الشيخوخة، مثل كريمات البشرة وحقن البوتوكس، حوالي 25.9 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق بمعدل 7.3% سنوياً حتى عام 2030، ورغم هذا النمو الكبير، لا تزال هذه المنتجات غير قادرة على إيقاف الزمن أو تجديد الشباب بشكل حقيقي. اقرا أيضأ|فوائد الرمان.. مفتاح الصحة الجسدية والنفسية الأسباب البيولوجية للشيخوخة تتعدد الأسباب البيولوجية وراء الشيخوخة، حيث تشير الأبحاث إلى أن التآكل العام للجسم على المستوى الخلوي يلعب دوراً رئيسياً،يتضمن ذلك التدهور في الكروموسومات وتقصير التيلوميرات، ما يؤدي إلى مظاهر الشيخوخة مثل ظهور الشعر الرمادي وترهل الجلد، ومع تقدم العمر، تقل قدرة الجسم على التخلص من البروتينات والخلايا التالفة، مما يؤدي إلى تراكمها داخل الأنسجة ويؤثر سلباً على وظائف الجسم. الشيخوخة والأمراض العصبية ترتبط العديد من أمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر وباركنسون بالشيخوخة، حيث تتراكم البروتينات الضارة في الدماغ مع تقدم العمر نتيجة ضعف قدرة الجسم على التخلص من السموم،لذلك، يُعتقد أن تحسين كفاءة أنظمة التخلص من الفضلات داخل الجسم قد يساعد في تقليل مخاطر التدهور العصبي وتأخير ظهور الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. أبحاث واعدة لاستعادة وظائف الدماغ في دراسة أجريت عام 2024 من قبل المركز الطبي بجامعة "روتشستر" الأمريكية، أظهرت الأبحاث أن استعادة وظيفة الأوعية اللمفاوية في الرقبة قد يساعد في تحسين قدرة الجسم على التخلص من الفضلات البروتينية المتراكمة في الدماغ، قام العلماء بتصوير مسار السائل النخاعي المحمل بالفضلات لدى الفئران المسنة، وأظهروا أن تقليص الأوعية اللمفاوية التي تحمل الفضلات كان أبطأ بنسبة 63% مقارنة بالفئران الفتية، هذه النتائج تشير إلى أن تحسين تدفق اللمف قد يكون مفتاحًا لمنع التدهور العصبي المرتبط بالشيخوخة. استخدام البروستاغلاندين لتحفيز الأوعية اللمفاوية في محاولة لتحسين تدفق اللمف في الفئران المسنة، استخدم العلماء مادة البروستاجلاندين F2α التي تُستخدم عادة لتحفيز المخاض، ووجدوا أن هذه المادة تساهم في زيادة تقلصات الأوعية اللمفاوية، ما أدى إلى تحسين تدفق السائل النخاعي وإزالة البروتينات الضارة بشكل مماثل للفئران الشابة. بينما لم يتم بعد تطبيق هذه الاكتشافات على البشر، فإن الأبحاث الحالية تفتح آفاقاً واعدة نحو تطوير طرق لتأخير الشيخوخة واستعادة وظائف الدماغ، ومع التقدم المستمر في هذا المجال، قد يصبح من الممكن في المستقبل القريب الحد من آثار الشيخوخة والتخفيف من خطر الأمراض المرتبطة بها مثل الخرف.