في قلب محطة الرمل بالإسكندرية، يطل علينا فندق متروبول العريق ومقهى وحلواني جراند تريانون، ليجمع بين عبق الماضي ورونق الحاضر. تأسس في عام 1937، وشهد هذا الفندق والمقهى العديد من الفصول التاريخية التي جعلتهما جزءًا لا يتجزأ من تراث المدينة. إذا كنت تبحث عن تجربة تنقلك إلى حقبة الزمن الجميل حيث الفخامة والذوق الرفيع يلتقيان، فإن متروبول وجراند تريانون هما المحطة المثالية. لم تكتفِ هذه المعالم بتقديم الضيافة الفاخرة، بل أصبحت شاهدة على تاريخ طويل وثري بالإسكندرية. 1- تأسيس فندق متروبول: الفخامة الكلاسيكية فندق متروبول، الذي تأسس عام 1937، يُعد من أقدم وأرقى الفنادق التي زينت شوارع الإسكندرية. يقع الفندق في قلب محطة الرمل، حيث يجمع بين الأناقة الكلاسيكية والضيافة الراقية. يعتبر الفندق تحفة معمارية تتميز بتصميمها المستوحى من العمارة الأوروبية الكلاسيكية، مما جعل منه وجهة مفضلة للعديد من الشخصيات الهامة على مر السنين، سواء من النخبة المصرية أو الزوار الأجانب. يتميز الفندق بغرفه الفسيحة ذات الأسقف العالية والشرفات المطلة على كورنيش البحر الأبيض المتوسط، ما يمنح الزوار إطلالة ساحرة تجمع بين روعة البحر وسحر المدينة، وقد استطاع الفندق أن يحافظ على طابعه التاريخي رغم تطورات الزمن، ليصبح جزءًا من ذاكرة الإسكندرية الثقافية. 2- مقهى وحلواني جراند تريانون: وجهة الأناقة والذوق إلى جانب فندق متروبول، يبرز مقهى وحلواني جراند تريانون كرمز للأناقة والفخامة في محطة الرمل. تأسس أيضًا في عام 1937، واعتُبر منذ ذلك الحين مكانًا لاجتماع النخبة ومشاهير الأدب والفن، الذين كانوا يرتادون المقهى للتمتع بأشهى الحلويات والمخبوزات على الطريقة الأوروبية. يتميز المقهى بتصميمه الفاخر الذي يمزج بين الفن الديكور والكلاسيكية الأوروبية، مع استخدام الرخام والثريات الفخمة التي تعكس البذخ والترف الذي عاشته الإسكندرية في تلك الحقبة. إضافةً إلى أجوائه المريحة والخدمات الراقية، اكتسب جراند تريانون شهرته بفضل تقديمه لأفضل أنواع الحلويات الشرقية والغربية، التي كان يتم إعدادها بعناية فائقة لإرضاء أذواق الزوار. 3- تأثير الفندق والمقهى على الحياة الثقافية في الإسكندرية لم يكن فندق متروبول وجراند تريانون مجرد أماكن للإقامة وتناول الطعام، بل كانا مراكز حياة ثقافية في الإسكندرية، خلال الأربعينيات والخمسينيات، كان الفندق والمقهى يستضيفان العديد من الاجتماعات الأدبية والفنية. استقطبا رواد الفكر والمثقفين، الذين كانوا يجتمعون لتبادل الآراء ومناقشة القضايا الثقافية والسياسية. في تلك الفترة، أصبحت الإسكندرية ملتقىً للثقافات المختلفة، بفضل موقعها الاستراتيجي كبوابة على البحر الأبيض المتوسط. وكان متروبول وجراند تريانون جزءًا من هذا الازدهار الثقافي، حيث جمعا بين الثقافة الأوروبية والطابع المصري الأصيل، كانت الموسيقى الحية والعروض الفنية تقام بانتظام، مما جعل المكان ينبض بالحياة والنشاط الثقافي. 4- التجديدات والحفاظ على التراث على مر العقود، شهد فندق متروبول ومقهى جراند تريانون عدة مراحل من التجديدات التي تهدف إلى الحفاظ على رونقهما التاريخي مع إدخال بعض التحسينات العصرية. تم إعادة ترميم واجهات الفندق لتستعيد بريقها الأصلي، وتم تحسين الخدمات لتتناسب مع احتياجات الزوار العصريين دون المساس بالطابع التقليدي للمكان، وفي مقهى جراند تريانون، تم إعادة تصميم بعض الأجزاء الداخلية للحفاظ على أجواء الفخامة، مع توفير مساحات أكثر راحة للزوار المعاصرين. ومع ذلك، لا يزال المكان يحتفظ بجوه التقليدي الذي يعكس عبق الماضي، مما يجعله مفضلاً للزوار الذين يرغبون في تجربة تذكرهم بالأيام الجميلة. 5- أهمية متروبول وجراند تريانون في السياحة الإسكندرانية يشكل فندق متروبول ومقهى جراند تريانون جزءًا أساسيًا من التراث السياحي في الإسكندرية. يجذب المكان الزوار ليس فقط بسبب موقعه المميز في محطة الرمل، بل أيضًا بسبب تاريخه الطويل الذي يجعل من زيارة المكان تجربة ثقافية بحد ذاتها، يستمتع الزوار بجولة عبر الزمن، حيث يمكنهم تناول كوب من القهوة في جراند تريانون، مع الاستمتاع بإطلالة خلابة على البحر الأبيض المتوسط، أو قضاء ليلة في فندق متروبول الذي يعيدهم إلى زمن الإسكندرية الساحر. كما يعتبر الفندق والمقهى محطة مهمة ضمن جولات السياح الباحثين عن تاريخ المدينة وأهم معالمها الثقافية. 6- رمز للتاريخ والضيافة الراقية يظل فندق متروبول ومقهى وحلواني جراند تريانون جزءًا لا يتجزأ من التراث العريق لمدينة الإسكندرية. فهما ليسا مجرد مبانٍ قديمة، بل يحملان بين جدرانهما قصصًا وحكايات عن أجيال مرت وعاشرت هذا المكان، ورغم التطورات العصرية، يظل المكان محتفظًا بسحره القديم، ليكون شاهدًا على تاريخ طويل ومجيد لمدينة الإسكندرية، ويستمر في استقطاب عشاق الماضي والضيافة الراقية من كل مكان. اقرأ أيضا | محافظ الإسكندرية يزيل تمثال مسخ بمحطة الرمل