تتسم المعارض الخارجية المؤقتة بأهمية بالغة في نشر الثقافة والحضارة المصرية على مستوى العالم، إلى جانب دورها في تعزيز السياحة المصرية وجذب المزيد من الزوار للاطلاع على تاريخ مصر العريق. وفي إطار تلك الجهود، تم استعراض خطة المعارض الخارجية المؤقتة خلال الفترة المقبلة، مع تقديم تقييم شامل لنتائج المعارض الحالية، ومن أبرز هذه المعارض، معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" في كولون بألمانيا، ومعرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" في متحف شنغهاي بالصين، اللذان حققا أرقامًا قياسية في أعداد الزوار منذ افتتاحهما في منتصف يوليو الماضي. تتوجه مصر بخطى ثابتة نحو تعزيز حضورها الثقافي الدولي من خلال المعارض الخارجية المؤقتة، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة، وتأكيد مكانة مصر كوجهة ثقافية وتاريخية. خلال الاجتماع الأخير للمسؤولين في وزارة الآثار المصرية، تم استعراض خطة المعارض الخارجية المؤقتة التي ستُعرض على لجنة المعارض لدراستها واعتمادها، إلى جانب تقييم المعارض المقامة حاليًا والتي حققت نجاحات ملحوظة. * نتائج المعارض الحالية: يُعتبر معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" المقام في كولون بألمانيا من أبرز المعارض التي حققت نجاحًا كبيرًا، حيث استقطب حتى الآن أكثر من 100 ألف زائر. يضم المعرض مجموعة فريدة من الآثار التي تمثل عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويعد فرصة مثالية للزوار للتعرف على إنجازات الفراعنة في مجالات متعددة، من خلال هذا المعرض، يُظهر العالم تقديرًا كبيرًا لإرث مصر الحضاري، مما يعزز دور المعارض الخارجية في نشر المعرفة حول هذا التراث. أما معرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" المقام في متحف شنغهاي بالصين، فقد حقق أرقامًا أكبر في عدد الزوار، حيث وصل عدد الزوار إلى ما يقرب من 525 ألف زائر. يشير هذا الإقبال الضخم إلى مدى اهتمام الجماهير الصينية بالتاريخ المصري. ولتلبية هذا الاهتمام، قررت إدارة متحف شنغهاي مد ساعات الزيارة لفترة مسائية لمدة أربعة أيام في الأسبوع، ما يعكس حجم الإقبال والشغف الكبير بمعرفة المزيد عن الحضارة المصرية. * أهمية المعارض الخارجية: تكمن أهمية المعارض الخارجية المؤقتة في دورها كسفير حضاري لمصر، حيث تقدم قطعًا أثرية نادرة وتاريخية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. هذه المعارض لا تكتفي بعرض القطع الأثرية فقط، بل تعتمد أيضًا على تقنيات حديثة مثل العروض التفاعلية والواقع الافتراضي، مما يجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من التاريخ. على سبيل المثال، قدم معرض "قمة الهرم" في شنغهاي تجربة متميزة للزوار، حيث تم تصميم العروض بأسلوب تفاعلي يُبسط المعلومات حول الحضارة المصرية ويجعلها أكثر جاذبية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المعارض في تعزيز التعاون الثقافي بين مصر والدول المضيفة، حيث تسهم في بناء جسور من الفهم المتبادل وتعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية. هذه الجهود تُظهر أن الحضارة المصرية ليست مجرد إرث قديم، بل هي جزء من التراث العالمي الذي يهم البشرية جمعاء. * قرارات جديدة لدعم المعارض: إلى جانب استعراض نتائج المعارض الحالية، تم خلال الاجتماع الموافقة على عدد من القرارات التي تعزز من دور المعارض الخارجية المؤقتة. من أبرز هذه القرارات، توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة التراث الثقافي البروسية بألمانيا. تهدف هذه المذكرة إلى التعاون في مجال اكتشاف المخطوطات والبرديات القديمة الموجودة في المتاحف المصرية، مما سيعزز من فهمنا للتاريخ المصري ويكشف عن المزيد من الأسرار المتعلقة بالحضارة المصرية. كما تم الموافقة على إقامة معرض مؤقت لمدة أسبوع لمسار العائلة المقدسة في مصر، باستخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR) بسبع لغات مختلفة. سيُقام هذا المعرض في متحف شرم الشيخ، وسيتيح للزوار فرصة استكشاف مسار العائلة المقدسة في مصر بطريقة مبتكرة تدمج بين التاريخ والتكنولوجيا، مما يُثري تجربة الزائر ويجعله يعيش تفاصيل الرحلة التاريخية بشكل غير مسبوق. * البعثات الأثرية ودورها في الحفاظ على التراث: لم تقتصر القرارات على المعارض فقط، بل تم أيضًا اعتماد عدد من قرارات اللجنة الدائمة للآثار المصرية والإسلامية والقبطية واليهودية بشأن عمل البعثات الأثرية في بعض المواقع الأثرية. يُعَدُّ عمل هذه البعثات ضروريًا للحفاظ على التراث المصري القديم واكتشاف المزيد من المواقع والقطع الأثرية التي قد تكون مخفية تحت طبقات من الزمن، هذه البعثات تمثل جزءًا أساسيًا من جهود الحفاظ على التراث الثقافي، وهي تسهم في رفد المعارض الخارجية بقطع جديدة تُعرض للعالم. * الترويج للسياحة الثقافية: بالإضافة إلى دورها الثقافي، تسهم المعارض الخارجية المؤقتة في الترويج للسياحة الثقافية في مصر. عندما يزور الزوار هذه المعارض ويطلعون على التاريخ المصري، يولد لديهم شعور بالفضول والرغبة في زيارة مصر لمشاهدة هذه الآثار في بيئتها الأصلية. تعد مصر واحدة من أغنى دول العالم بالآثار، والمعارض الخارجية تُعد بوابة جذب للسياحة إلى المواقع الأثرية في مصر مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية. إن الترويج للسياحة الثقافية ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو أيضًا وسيلة للحفاظ على التراث وتعريف الأجيال القادمة بأهميته. تعكس هذه المعارض التعاون بين مصر والدول الأخرى، حيث يتم تبادل الخبرات في مجال العرض المتحفي وتنظيم الفعاليات الثقافية. تُمثِّل خطة المعارض الخارجية المؤقتة خطوة هامة في تعزيز حضور مصر الثقافي عالميًا، وتأكيد أهمية الحضارة المصرية القديمة في السياق الدولي. من خلال النجاح الذي حققته المعارض الحالية، يتضح أن هذه الجهود تسهم في نشر الوعي بالحضارة المصرية وتعزيز السياحة الثقافية، ومع القرارات الجديدة التي تم اتخاذها، يُنتظر أن تواصل هذه المعارض نجاحاتها وتقدم صورة مشرفة لمصر وحضارتها في مختلف أنحاء العالم. اقرأ أيضاً | «السياحة والآثار» تشارك في المعرض السياحي الدولي بطوكيو|صور