تسعى مصر إلى تعزيز وجودها الثقافي والحضاري في الساحة الدولية من خلال تنظيم معارض أثرية في دول مختلفة، ومن ضمن هذه الدول تأتي السويد. وتهدف هذه الجهود إلى تقديم التراث المصري القديم للعالم، وتحديدًا للجمهور الأوروبي الذي طالما أبدى اهتمامًا بالغًا بالحضارة المصرية، كما أكد د. حسين عبد البصير عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية. وأشار "عبد البصير" إلى أنه لطالما كانت الآثار المصرية محط اهتمام وإعجاب عالمي، على مدار العقود، أقيمت معارض دولية كبيرة لأبرز الآثار المصرية في مختلف العواصم الأوروبية، مثل باريس ولندن وبرلين. وتأتي السويد الآن ضمن خطط وزارة السياحة والآثار المصرية لتنظيم معارض أثرية، بهدف تقديم هذا التراث الغني لشعوب شمال أوروبا. يُنظر إلى السويد على أنها شريك ثقافي مهم، حيث يتمتع سكانها بوعي ثقافي عالٍ، ولهم اهتمام كبير بالآثار والعلوم الإنسانية. من خلال إقامة معارض أثرية في السويد، تسعى مصر لتحقيق عدة أهداف استراتيجية، من أبرزها: تعزيز السياحة المصرية: استثمارات سعودية جديدة في مجال الفنادق بمصر يأتي تنظيم هذه المعارض في إطار خطة شاملة للترويج للسياحة الثقافية في مصر. يهدف المسؤولون في وزارة السياحة إلى جذب السويديين وشعوب الدول المجاورة لزيارة مصر، واكتشاف المواقع الأثرية في البلاد بشكل مباشر. تبادل ثقافي وحضاري: تعمل مصر من خلال هذه المعارض على تعزيز التبادل الثقافي مع السويد. يمكن للسويد أن تتعلم المزيد عن الحضارة المصرية القديمة من خلال هذه المعارض، في حين ستتسنى لمصر الفرصة للتعرف على تراث وتاريخ دول الشمال الأوروبي. * الدبلوماسية الثقافية: يعد تنظيم مثل هذه المعارض جزءًا من "الدبلوماسية الثقافية" التي تسعى مصر إلى اتباعها. من خلال مشاركة تاريخها وتراثها، تسهم مصر في بناء علاقات أقوى مع الدول الأخرى، وتعزز من وجودها على الساحة العالمية. تتميز المعارض الأثرية المصرية بأنها ليست مجرد عرض للمقتنيات والقطع الأثرية، بل تسعى لجعل التجربة تفاعلية وغامرة. يتم تنظيم ورش عمل ومحاضرات تثقيفية حول الحضارة المصرية القديمة، فضلاً عن استخدام تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، مما يمنح الزوار فرصة لاكتشاف مصر القديمة بطريقة حديثة وملهمة. كما تتضمن المعارض أقسامًا مخصصة للأطفال والعائلات، مما يسمح لهم بالتفاعل مع القطع الأثرية بطريقة تعليمية وتثقيفية ممتعة. من خلال استخدام التكنولوجيا، يستطيع الزوار "التجول" في معابد الفراعنة أو "التنقل" في الزمن لرؤية حياة المصريين القدماء بشكل حيّ ومباشر. * التعاون مع المتاحف السويدية يشمل تنظيم هذه المعارض تعاونًا وثيقًا مع المتاحف والمؤسسات الثقافية السويدية. قد يتم عرض القطع الأثرية المصرية في متاحف كبرى مثل متحف التاريخ السويدي أو المتحف الوطني في ستوكهولم. هذا التعاون يضمن أن تكون المعارض منظمة بشكل احترافي وتحقق أعلى معايير العرض والحفظ. القطع الأثرية المعروضة ستتضمن المعارض عرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، من تماثيل الفراعنة وأدواتهم الشخصية، إلى الحُلي والمجوهرات التي استخدمتها الطبقات الحاكمة. كما ستعرض نقوش ومخطوطات نادرة تسلط الضوء على الجوانب الدينية والفنية والاجتماعية للحضارة المصرية. من الأفضل أن تكون المومياوات أبرز المعروضات، حيث سيحظى الزوار بفرصة نادرة لرؤية عملية التحنيط من خلال شرح علمي دقيق لكيفية قيام المصريين القدماء بهذا الفن الفريد. تُعد هذه التجربة فرصة لا تُفوَّت لمحبي التاريخ القديم وللأجيال الجديدة التي تتطلع لاكتشاف عظمة الحضارة المصرية. من المتوقع أن تلقى هذه المعارض استحسانًا واسعًا في السويد وأن تجذب عددًا كبيرًا من الزوار. ستسهم هذه المعارض في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، فضلاً عن تعزيز الصورة الإيجابية لمصر على الصعيد الدولي. كما ستسهم في زيادة عدد السياح الذين يزورون مصر، ما يعزز الاقتصاد المصري ويزيد من الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي. تُعد إقامة معارض أثرية في السويد خطوة ذكية من مصر لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، ودعوة شعوب العالم لاكتشاف الحضارة المصرية العريقة. هذه الجهود تؤكد التزام مصر بالحفاظ على إرثها التاريخي ونشره بين الأجيال القادمة.