سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تمويل الأبحاث يحتاج مزيداً من الدعم.. والتعاون الدولى «طوق إنقاذ» «الأخبار» تحاور الفائزين بجوائز الدولة ( 4 ): السعيد لاشين الفائز ب «تشجيعية» العلوم الجيولوجية:
منذ عام 1980 لم يتقلد أى باحث بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة الأزهر جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الجيولوجية، لذلك كان وقع هذه الجائزة على د. السعيد لاشين، الأستاذ المساعد بالكلية كبيراً للغاية. وحصل لاشين على الجائزة عن عام 2023 منفرداً، وكان ذلك بعد فترة قصيرة من ترقيته إلى أستاذ مساعد، غير أنه يقول بنبرة صوت مبهجة: « كانت سعادتى بالجائزة أكبر، فأى إنجاز حققته فى حياتى يتضاءل أمام لحظة إعلان فوزى بها، حتى إننى بكيت فرحاً». والمفارقة أن لاشين اشترك مع باحثين تحدثوا ل «الأخبار» فى أعدادٍ سابقة عن توقع الفوز بالجائزة عندما قال: «وجود معايير وبنود واضحة لها، جعلنى أستطيع تقييم ذاتي، قبل أن يقيمنى المحكمون ، وجاءت نتائج المحكمين مطابقة لما توقعته» ومن بين أبرز المعايير التى تضعها الجائزة، هي: أن يكون لخمسة أبحاث منشورة (فى آخر ثلاث سنوات) أبعاد تطبيقية تفيد المجتمع، وهو ما كان حاضراً فى أبحاث لاشين، التى تميزت أيضاً فى معيار آخر، وهو نشرها فى مجلاتٍ دولية ذات معامل تأثير كبير. ورفض اختيار أبرزها للحديث بمزيدٍ من التفصيل، إذ بدأ مثل الأب الذى يخشى التفرقة بين أبنائه، وقال بنبرة صوت خجولة: « كل أبحاثى مهمة بالنسبة لي، فهى نتاج عملٍ وجهد ومثابرة، ونية خالصة أن يكون لهذه الأبحاث أبعاد تطبيقية تفيد مجتمعي». أبحاث الجائزة وبعد إلحاحٍ شديد لدفعه للاختيار، صمت لاشين برهة قبل أن يكررها مجدداً : « كل أبحاثى بالنسبة لى مهمة، ففى أحدها أوجدت بديلاً للأسمنت من صخور تُعرف باسم (الجابرو)، حيث استخدمنا مسحوق هذه الصخور بنسبة استبدال حتى 35% من الأسمنت ، حيث أظهرت الدراسة وجود تحسنٍ ملحوظ فى مقاومة العينات (الخلطات الأسمنتية) تجاه المؤثرات الخارجية (مثل: مياه البحر او الصرف الصحى)، وكان ذلك بالتعاون مع وحدة الرخام والجرانيت بالمركز القومى للبحوث، ودرسنا فى بحث آخر أماكن وجود معدن (الكوراندم) شديد الصلادة فى صحراء مصر الشرقية، وهو معدن متعدد الاستخدامات، وفعلنا نفس الشيء مع معدن (التلك) الذى يدخل فى العديد من الصناعات مثل: الدهانات والسيراميك وبودرة الأطفال، وتمكنا فى بحثٍ رابع من وضع بعض الاختبارات لتحديد مدى ملائمة استخدام الصخور الجرانيتية كأحجار زينة، وحددنا معايير لتلك التى تُستخدم فى الحوائط والأرضيات، وذلك بالتعاون أيضاً مع الوحدة الرائدة فى الرخام والجرانيت بالمركز القومى للبحوث ، وفى بحثٍ خامس مهم للغاية، حددنا بعض الاختبارات التى يمكن إجراؤها للتأكد من خلو الصخور الجرانيتية من الإشعاع، حيث إن بعضها يحتوى على نسبة من اليورانيوم». اقرأ أيضًا| مفتي الجمهورية يستقبل عميد كلية طب بنات الأزهر بالقاهرة أزمة التمويل ومن الاحتفاء بالجائزة وأبحاثها، سألته عن أبرز أزمات البحث العلمى التى يتمنى حلها سريعاً، فقال بعد أن أطلق تنهيدة عميقة : «كنا ماشيين كويس»، ثم تابع بنبرة صوت جادة: «لا شك أن أبرز الأزمات هي: التمويل، فالتحليلات التى نجريها على العينات مُكلفة، والرحلات الاستكشافية تحتاج لدعم مادي، وكذلك النشر الدولى للأبحاث». ورغم اعترافه بأنها المشكلة الأبرز، إلا أنه لا يراها مبرراً للكسل لكى يركن إليه الباحثون، حيث يمكن فى رأيه أن يكون «التعاون الدولي» مع فرق بحثية بالخارج أو البحث عن تمويل من جهاتٍ مانحة دولية حلاً لتلك المشكلة. ولا ينكر أيضاً فى هذا الإطار الدور الذى تقوم به أكاديمية البحث العلمى المصرية فى تمويل بعض المشروعات البحثية، لكنه يقول: إن « هذا التمويل يكون مقتصراً على مشروع مدته عامان على الأكثر، وما أنشده هو أن تكون هناك آليات لتمويل دائم للأبحاث».وعلى عكس ما توقعته لم يبدِ لاشين انزعاجاً من إلغاء مادة الجيولوجيا فى الثانوية العامة، وتحويلها إلى مادة لا تُضاف للمجموع فى السنوات الأولى والثانية من الثانوية العامة. وقال: « هذا فى تقديرى لن يؤثر على إقبال الطلاب على قسم الجيولوجيا بكليات العلوم، لأن تدريس الجيولوجيا ليس المجال الوحيد لعمل الخريجين، فالمجالات الأهم التى تحظى بإقبالٍ أكبر، هي: العمل فى شركات البترول والتعدين ومكاتب الاستشارات الهندسية «. وعن توقعاته لمخرجات رحلاته الاستكشافية القادمة، قال: « الاكتشافات رزق من الله، لا يصادف إلا المجتهدين، وسأبذل أقصى ما أستطيع من جهد، لأخرج من رحلتى بصيدٍ ثمين».