لا يولد إبداع دون موهبة، وتلك لا تتجلى بشكل مفاجئ، وإنما تنمو على مهلٍ. فى الصِغر تكون أدواتها فقط المشاعر والخيال، لكنها أحيانًا تكون مُلفتة بحدٍ يتجاوز أعمار أصحابها، وللكشف عنها طرق عدة، لعل كان أكثرها شيوعًا خلال القرن الماضي؛ المدرِّس الفطِن الذى يلحظ سمات الإبداع ويوجِّه تلميذه إلى سُبل تطويرها. أما فى السنوات الراهنة؛ فقد استُحدِثت كثير من المسابقات المعنية باكتشاف المواهب الصغيرة وتسليط الضوء عليها، ومن بينها «المبدع الصغير» التى بلغت دورتها الرابعة قبل شهور قليلة، ونتج عنها 12 فائزًا فى مجالات الأدب الثلاثة؛ القصة والشعر والمسرح. تلك المنافسات بين صغار السن قد تبدو بسيطة فى ظاهرها، لكن مهمة تحكيمها – فى حقيقة الأمر – أكثر تعقيدًا من غيرها، لأنها تتطلب البحث وراء النصوص، للتعرف على مواهب حقيقية لم تُصقل بعد، وبالتالى لا يُقاس قدرها بما يقدمه الأطفال مكتوبًا، وإنما بتلك الجوانب الخفية التى يلتقطها المحكمون ليتأكدوا من صِلة كل متقدِّم بإبداعه. معايير الحكم بعد انتهاء مرحلة الفرز الأولى، والتى بلغ العدد الإجمالى للمتقدمين فيها بمختلف الفروع هذا العام عشرة آلاف؛ يتم تصعيد قائمة قصيرة قوامها ما بين عشرة إلى عشرين طفل داخل كل مجال، ليأتى دور لجنة التحكيم العُليا المكوَّنة من خمسة خبراء يحددون الفائزين الأربعة، بواقع اثنين فى كل فئة عمرية؛ الأولى حتى 12 سنة، والثانية من 12 إلى 18 سنة. فى فرع الشعر؛ أعدَّ الكاتب والفنان محمد بغدادي، عضو لجنة التحكيم؛ تقريرًا عن كل عمل وصلَه فى القائمة النهائية، وقد تحددت معاييره فى أن يكون النص مبتكرًا، ونابعًا من أعماق صاحبه، ينطوى على جانب من جوانب الإبداع والدهشة، ويتسم بسلامة اللغة والوزن، بعيدًا عن التكرار والمحاكاة لكتابات الكبار. تعرف ليه الصدق جميل ايوه مالوش فى الدنيا مثيل لما تكون صادق ونبيل كل الناس ح تحبك أكتر طعم حياتك زى السكر عايش عمدة ف وسط الناس يفضل حبك بينهم يكبر تفضل سيرتك جوه قلوبهم زى الورد جميل ومعطر من قصيدة «الصدق والأمانة» أدهم عبد النبى رضا 11 سنة - الجيزة وهى المعايير ذاتها التى اعتمدها الكاتب السيد نجم، عضو لجنة تحكيم القصة القصيرة، والتى لابد أن تلتزم أعمالها – على أقل تقدير – بأحكام فن القص، لتتبعها مرحلة البحث فى مستوى العمل المقدم فنيًا، وإجراء مناقشة مع المتسابق للتعرف على الخصاص المعرفية العامة والخاصة للأدب، ومن ثم وضع درجات يتم على أساسها إعداد الترتيب من الأعلى إلى الأقل. هى غرفة هائلة ممتدة ألقوه بها بعدما وضعوا له كل ما يشتهيه ويكفيه لدهور، وأوصدوا الباب بحكمة وقوة، فقام واستساغ ما بالغرفة وأخذ يستهلك منه، ولكن اعتراه شعور ما بالنقصان فى صحوة مباغتة، فاندفع يفتش عن سبب! وفى اندفاعه رأى دبيب الحركة وراء الأبواب الموصدة، وبات بداخله ظمأ متعطش لذلك النور المنسرب من الباب وكان ضئيلا، ولكن رآه كشمس فى ضحاها، حاول كثيرا النفوذ إليه فلم يجد إلا الأبواب الموصدة. من قصة «فناء» محمد أحمد عبد اللطيف 13 سنة - الدقهلية بينما يشدد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، عضو لجنة تحكيم فرع المسرح، على معيار المحاكاة، موضحًا: «ما يطرحه الطفل لابد أن يكون مناسبًا مع المرحلة العمرية التى ينتمى لها، فمن الطبيعى أن يكون فى الفئة الأولى حتى سن 12 متأثرًا بمحيطه الصغير ونشعر فى كتابته أن تلك خطَّها طفل فى هذا العمر، لا تنفصل عنها روحه، لنطمئن إلى أن المبدع هو الطفل نفسه، حتى ولو لم يستفِ الشكل تمامًا، يكفيه معرفة أن كتابة المسرح تختلف عن غيرها من الكتابات السردية، فى حين أن المرحلة التالية من سن 12 إلى 18 تكون قضاياها أكبر، ومتسابقيها أكثر مهارة». أياد الكبار الاطمئنان إلى أن الطفل هو مبدع النصوص؛ من المعايير المهمة فى هذه النوعية من المسابقات، التى قد يكون للأهل أو المعارف من كبار السن؛ قدر من التدخُّل فيها، خاصة مع القيمة الكبيرة للجائزة على المستويين المعنوى والمادي، ولذلك تتضمن مراحل التحكيم إجراء مقابلة شخصية مع المؤهلين للقائمة النهائية، ومن خلال بعض الأسئلة يمكن للمحكمين اكتشاف الأمر. يوضِّح محمد ناصف: «أحيانًا نسأل الأطفال بشكل بريء عمن ساعدهم، وشكل المساعدة ومقدارها. بعضهم يصرحون على الفور، وهناك آخرين لا يعترفون، لكن يمكن اكتشافهم أيضًا فى النهاية ببعض الأسئلة الفنية التى تبيِّن لنا إن كان مدركًا للنص أم لا، وحين نتأكد من أن يد الكبار قد ساعدت ودعمت وتخطت إلى جوهر الإبداع؛ نستبعده فورًا دون أن نجرح هذا الطفل، لكننا نحاول توجيهه ونصحه لكى يعبر عن نفسه بشكل الأكبر فى المرات التالية». يفتح الستار، لوحات تتحرك تعبر عن سيناء بجبالها وشواطئها ومشهد حفر القناة، والقناة ومدنها وصوت أحمد يقول من خلف اللوحات. أحمد: البحر والصحراء منذ آلاف السنين تعرف من هو صاحب الأرض ومن هو الذى سحق الغزاة الذين أتوا من نفس الطريق. إنه الإنسان المصرى مبدع أقدم حضارة عرفها التاريخ. من المشهد الثالث فى مسرحية «الإرادة» تقى محمد صلاح الدين 9 سنوات - البحيرة احتمالية التدخُّل من أولى الملاحظات التى انتبه لها المحكمون فى فرع القصة، ولذلك حاول السيد نجم اختبار المتسابقين فى معانى بعض المفردات وفيما يقرأون من معلومات عامة، وخصائص القصة وأهم الكتاب وهكذا. يضيف: «هناك وجهة نظر عامة انتهيتُ إليها بعد قراءة النصوص، ومع المقابلة الشخصية للمتسابقين تحققتُ منها، خاصة أصحاب الاعمال التى لا توجد بها أية أخطاء؛ كنت أشدد فى السؤال والتحرى معهم، لأن – فى ظنى – وجود الاخطاء الشائعة فى مثل تلك المرحلة من الأمور العادية». ذات يوم جلس كوكب الأرض حزين يبكى على حاله والحالة التى وصل إليها، فشعرت به الشمس وسألته قائلة: ما بك؟ لماذا أنت حزين هكذا؟ أجابها قائلا: بسبب ما وصلت له من تدهور وتلوث، لقد انتهيت. أنا قريبًا سأصبح لا أصلح للحياة. أنت يا شمس تشرقين كل يوم فوقى ورأيت بنفسك ما أصابنى من تلوث ودمار. الشمس بحزن على حاله: أنا حقا رأيت كل هذا بنفسى وأشعر بالاستياء، ولكن كيف وصلوا بك البشر إلى هذه الحالة. لابد أن يتوقفوا. أنت أهم كوكب من بين الثمانية الكواكب. من قصة «كوكب الأرض» فريدة محمد مجدى 11 سنة - الجيزة يرى محمد بغدادى أن الأمر لا يقف – فقط – عند التدخل، وإنما لجأ بعض المتسابقين إلى انتحال أو استعارة بعض مقاطع أو معانى أو أجزاء من قصائد على شبكات التواصل الاجتماعى والانترنت. عن اكتشاف ذلك يقول: «كنا نبحث فى جوجل، فنكتشف، ونقدِّم لهم النصيحة. أما من تلقوا مساعدات خارجية فهؤلاء تكشفهم المقابلات والأسئلة؛ بعضها تكون مساعدات فنية فى المراجعة والنصح، دون أن تتعداها إلى الكتابة، بينما التدخلات المؤثرة يظهرها النقاش حول القصيدة. وفى النهاية كنا نعود أحيانًا لتسجيلات الفيديو لإعادة تقييم بعض النقاط، وهو أمر يُحمَد للمسابقة جعل لها خصوصية ولم أره فى غيرها على مدار سنوات مارستُ فيها التحكيم، كما أن تلك الفيديوهات تحمى المبدعين الصغار من أى تعسف تجاه أحدهم. لا أخفيك أن ظواهر هذه المسابقة وآليات تحكيمها بهرتني». الاشتباك مع الواقع رغم أن مسابقة الشعر كانت متاحة لكل الأنواع، لكن الأربع قصائد الفائزة انتمت جميعًا للعامية، لأن الكتابات العامية – حسبما يقول محمد بغدادى كانت أكثر تمكنًا من كتابات القصيدة الفصحى، ولذلك رغم ترشيح بعض قصائد الفصحى فى القائمة القصيرة، لكن تصويت لجنة التحكيم فى النهاية منح للعامية درجات أعلى فى كل فئة عمرية. وقد تنوعت أفكار المتسابقين بين القصيدة الوطنية الغنائية، والقصيدة المشتبكة مع الواقع، والقصيدة المتعلقة بالمشاعر الداخلية، وتلك على ندرتها لكنها كانت ملفتة جدًا لبغدادي، ويضرب لها مثلًا بأحد الفائزين الذى كتب قصيدة عن نفسه كطفل كفيف. يضيف: «هو يقترب بالكتابة من مشكلته ويريد أن يتجاوزها باستحضارها فى عمله الإبداعي، وهذا من ضمن العوامل التى جعلتنا نمنحه الجائزة؛ قدرته على التعامل مع مشكلته بهذا القدر من الوعي. وبشكل عام؛ يمكننى القول إننا أمام جيل واعد يجيد الشعر باحترافية، خاصة أن مسابقات الشعر فى منطقة الخليج أدت إلى تنظيم ورش فنية لتدريس العروض والأوزان والمدارس والشُعب والبحور، ولذلك حين سألناهم أسئلة مباشرة فى فنيات القصيدة، وجدنا أنهم يردون بإجابات متمكنة تدل على احترافهم لهذه الأدوات الفنية، وهذا كان بالنسبة لى مفاجأة مذهلة. فإن كانت هناك موهبة حقيقية، يكون امتلاك هذه الأدوات شيء جيد». الله أكبر.. يا سلام سلم/ كنا فين وبقينا فين/ من حق الكفيف يتعلم/ ويعيد مجد طه حسين/ والضلمه تتبدل نور/ يتعلم ف مدارس النور/ ويهد أى حاجز، سور/ بينه وبين أحلامه من قصيدة «من حق الكفيف» محمد رجب رمضان 6 سنوات – الجيزة وفى القصة؛ غلبت الحكائية على النصوص، مع قِلة فى تناول موضوعات مبتكرة جديدة، وهو الأمر الذى جعل السيد نجم يقول إن تلك القِلة التى توصف بالموهبة اللافتة لا تزيد على 20% لكنه لا يراها نسبة سيئة، لأنه ليس مطلوبًا فى مثل تلك المسابقات تقديم كتاب أو فنانين مهرة بقدر البحث عن بعض العناصر المتذوقة للفنون عمومًا. يقول: «فن القص قريب من وجدان الصغار نظرًا لتوافر عنصر الحكائية فيه وهى سمة فطرية عند الجميع وخصوصًا الصغار، ومع ذلك فهناك ما يشى بتوافر بعض المتسابقين يملكون الموهبة وفى حاجة إلى الرعاية لاكتمال عناصر كتابة قصة جيدة فنيًا». أصبح لدينا بيت كبير كما يتمنى أبي، مفروشًا بأفخر الأثاث كما تمنت أمي، لم يعد لديهم أمنية إلا وحققتها لهم.. نعم حققتها أو هذا ما ظنوه، لا أحد يعلم عن سر الريشة، هم لم يعلموا الحقيقة أبدًا، فقط على أن أرسم وأتمنى، وفى الصباح تتحقق الأمنية. أصبح لدى أفخر الثياب والمجوهرات والجميع يمدحنى ويشعر بالامتنان تجاهى وتدريجيا لا أعلم ما حدث. صارت متعتى فى حاجتهم إلى وأنى مميزة ولا أحتاج لأحد فأنا أفضل من الجميع أشعر بالزهو والفخر ولم لا؟ فأنا من يحقق الأمنيات وأفعل المستحيل. من قصة «ريشتى السحرية» رقية عمرو الفضالى 9 سنوات – شمال سيناء أما المسرح فناقشت نصوصه قضايا كبرى وأفكار مختلفة، يقول محمد ناصف: «أحد الأعمال الفائزة تناول قضية فلسطين بشكل ممتاز، ولولا أننا نعرفه كواحد من الأطفال المتدربين فى وزارة الثقافة ونرى تطورهم يوم بعد يوم؛ لقُلنا لأول وهلة أن هناك يد لكبار معه، ولكنه أثناء المناقشة أذهل اللجنة كلها، فهو يفهم ويعى جيدًا أبعاد القضية، ويتحدث بثقافة وسلاسة. هذا الطفل اسمه عبد الرحمن ماهر، ويمكننى القول إنه كاتب مسرحى مصرى قادم بقوة، فرغم حداثة سنه التى لم تبلغ 13 عامًا، لكنه سيضحى واحدًا من أسماء كتاب المسرح المصريين والعرب فى المستقبل». (قبل فتح الستار يُسمع صوت اشتباكات وعراك وصراخ ثم يفتح الستار ببطء فى وجود إضاءة متشابكة وصوت موسيقى تعبر عن توتر ومنظر ساحة فى الغابة يتوسطها الدب والخنزير). الدب هوتان: (يلملم فى جراحه) لن أغفر لك تجرؤك على معشر الدببة أيها الخنزير الحقير، ستدفعون الثمن غاليا ولتعلموا جيدًا أننى المسيطر على هذه الغابة ويجب على الكل أن يعمل لصالح الدببة داخل هذه الغابة. الخنزير جولفر:( ينظر إلى الدب فى غرور) مر عهد الدببة.. والآن عهدنا نحن معشر الخنازير فالجميع هنا يخشانا ويرتجف عندما يسمع فقط صوت الخنزير.. فلا صوت يعلو على أصواتنا أيها الدب الكسول. يهجم الخنزير جولفر على الدب هوتان ويخرج الدب هاربًا وهو يهتف. الدب هوتان: سنعود.. سنعود مرة أخرى أيها الخنزير الحقير. من المشهد الأول فى مسرحية «النسر الذهبى» عبد الرحمن محمد ماهر 14 سنة - الجيزة ليس عبد الرحمن فقط، وإنما آخرين – أيضًا – من الأطفال، سواء من فازوا أو ممن لم يفوزوا؛ سيكملون الطريق، وربما ذلك ما جعل ناصف يعود بالذاكرة لأربع سنوات ماضية، ليحكي: «حين صدر قرار إنشاء الجائزة فى سنة 2020، قوبل طرح فكرة المسرح بحالة من عدم الترحيب فى البداية من قِبل بعض أعضاء اللجنة العليا، المنوط بها وضع اللائحة وتحديد تفاصيل المسابقة والفئات العمرية والقيم المالية والشروط... إلى آخره. كان أمر القصة يسيرًا، وكذلك الشعر، لكن المسرح أثار خلافًا، لكنى كنت من المتحمسين جدًا له، لأن هذه المسابقة من الممكن أن تكون حجر زاوية فى تأسيس كتاب مسرح فى المستقبل، وقد كان؛ فنحن على مدار أربع سنوات رأينا مثلا 40 مسرحية، من بينها 25 تصلح لتقديمها على خشبة المسرح. هم كتاب مسرح حقيقيون، وفى المستقبل ستلمع أسماؤهم». آمنة: انت صوتك حلو جوى يا بوي، وانت كمانى اللى خلتنى أحب المغنى، علشان أكده أنا عايزة أتحدت معاك يا بوي. (يقاطعها الأب بانفعال) الأب: لو هتعاودى تتكلمى فى حديتك الماسخ ده يوبا اجفلى خاشمك. آمنة: ليه بس يا بوى ده انت اللى حببتنى فى المغنى، فاكر يا بوى لما خلتنى أغنى يوم ما ستى الحاجة كانت مسافرة للحج، وكل جريبينى كانوا فرحانيين بيه. من مسرحية «الدنيا غنوة» لميس محمود حسب النبى 13 سنة - القاهرة أربعة أعوام من عمر الجائزة – بالتأكيد – شهدت تطورًا واختلافًا بين كل دورة والتالية لها، يقول محمد ناصف: «كل سنة تشهد تطورًا فنيًا فى الكتابة عن السنة السابقة لها، وذلك – فى تصورى – نابع من الحالة التى تصنعها الجائزة فى الوسط الثقافى المصري، ترتب عليها إقامة وِرش للأطفال بعدد كبير من الأقاليم وفى القاهرة، لتعليمهم كيفية الكتابة للمسرح، من حيث الشكل والشخصيات والموضوع والفكرة والحبكة. وعلى المستوى الإداري؛ تتطور الجائزة أيضًا، فقد كان الإعلان فى السنة الأولى تقليديًا، وفى السنة التالية تم تأسيس موقع وبالتالى تقلصت الخطوات اليدوية فى التقديم عن طريق قصور الثقافة أو المركز القومى لثقافة الطفل، وأصبح الاستقبال كله عن طريق الموقع. وفى العام الماضي؛ شهد قانون الجائزة إضافات وتعديلات لبعض مواده». كاتى قالت لسما: ما اسمك؟ أريد أن العب معك. سما: اسمى سما، كيف تلعبين معي، كل واحد يلعب مع من هو مثله، أنا بنت ألعب مع بنت، وأنت العبى مع أحد مثلك. كاتي: وماذا أنا؟ سما: أنت لا تعرفى ماذا أنت. كاتي: لا لقد نسيت كل شيء. فقالت سما فى نفسها سوف أضحك على هذه القطة. نظرت سما إلى أعلى البيت فوجدت حمامة واقفة فوق المنزل فقالت لكاتي: أنت حمامة مثل هذه التى فوق المنزل، اذهبى والعبى معها. من مسرحية «كاتى الشقية» إسراء مجدى عبد الوهاب 12 سنة - القليوبية أما التطور الذى لفت انتباه السيد نجم فى هذه الدورة فهو تقدُّم عشرة آلاف متسابق للجائزة، والذى يعتبره عددًا كبيرًا بالنسبة لأى مسابقة عامة، وكذلك بالمقارنة مع عدد المتقدمين فى الدورة الأولى والذى تزايد كثيرًا فى الدورة الرابعة. يضيف: «من اللافت – كذلك – هذه المرة أن 40% من المتقدمين هم من صغار محافظتى الوادى الجديد وسوهاج. وأرى أن هذا البيان وحده يجب دراسته علميًا لإبراز العناصر الإيجابية فى المحافظتين كى يبلغ عدد المتقدمين هذه النسبة». مرحلة أولى تنتظر الرعاية لا ينتهِ دور الجائزة بالطبع مع الإعلان عن أسماء الفائزين، ولكن تلك المواهب الصغيرة بحاجة إلى رعاية تحميها وتثقلها بالمهارات لتنميتها، ليس فقط للفائزين، وإنما كما يقول محمد بغدادي: «كل المتقدمين النابهين أو الواعدين من كل محافظات الجمهورية؛ يجب أن يتم رعايتها داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة ونوادى الأدب والمسرح المنتشرة. لدينا 650 موقع للثقافة، يمكن أن تقام فيها ورش عمل وندوات وأمسيات شعرية، لتطوير أدواتهم وتوسيع مجال رؤيتهم خارج نطاق المسابقة. هم مبدعون حقيقيون على مستوى المهارة والأداء، لكن يلزمهم لقاءات نظرية عن وظيفة الشعر وأهميته، وضرورة الفن». يا كل متغرب/ عن قلب... أراضيها/ من حضنها.. بتهرب/ رافض... تعيش فيها/ وشايفها.. بتمرر/ تكره.. وتتكبر/ على أرضك الحرة/ وتبص للسكر/ اللى فى بلاد بره من قصيدة «سكر بره» ساجد محمد عبد الفتاح 15 سنة - الجيزة يتفق معه السيد نجم قائلًا: «مثل تلك المسابقات قادرة على الكشف وإبراز الموهوبين فى كل أقاليم البلاد، وهى مرحلة أولى ومهمة. أما رعاية تلك العناصر الموهوبة فهى مرحلة أخرى على مؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية والإعلامية التكاتف والتعاون معًا لرعايتهم، سواء بتقديمهم وأعمالهم للمجتمع، أو بتنشيط المنتج الثقافى لهم والترويج له تجاريًا بشكل أو بآخر، ثم المساهمة فى دوام مراعاة الصغير حتى يكبر». سمعت صوت ضعيف منبعث من الأرض يقول لي: انظر إلى كل هذه النفايات. إنها تتكدس هنا منذ وقت طويل وهذه الرائحة التى تزعجك هى غاز الميثان الناتج من عملية التحلل البيولوجى لها، واعلم أن هذا الغاز هو المساهم بالدرجة الأولى فى حدوث الاحتباس الحرارى الذى يعمل على تغير المناخ على الكرة الأرضية وإذا فكر الإنسان فى حرقه سيخلف وراءه غاز أخطر من الميثان وهو غاز الكربون الذى يسبب فى زيادة حرارة الأرض أضعاف الميثان وثانى أكسيد الكربون، فهل بعد ما رأيت وسمعت ستحرق المواد البلاستيكية أم لا فكر وقرر بنفسك؟ من قصة «اغتيال البيئة» نيروز ممدوح إسماعيل 15 سنة - دمياط ومن واقع عمله لسنوات بمركز ثقافة الطفل قبل تولى منصبه كنائب لرئيس هيئة قصور الثقافة؛ يتحدث محمد ناصف عن الخطوات التى تم اتخاذها بالفعل: «أسستُ سلسلة تابعة للمركز باسم جوائز الدولة، وقبل مغادرتى للمركز أصدرت فيها 30 عملًا، للفائزين فى الفروع الثلاثة خلال السنوات السابقة. وعلى مستوى آخر؛ يمكن أن يتم تنفيذ بعض تلك الأعمال فى أحد مواقع قصور الثقافة أو غيرها، طبقًا لما جاء فى القرار الوزاري». كونوا أنفسكم فى النهاية تبقى هناك نصيحة يهمس بها كل عضو من هؤلاء المحكمين؛ فى أذن الأطفال الموهوبين، سواء من فازوا أو من سيتقدمون للجائزة مستقبلًا، وهى أن يكونوا أنفسهم ويعبروا عن ذواتهم. يقول محمد بغدادي: «نرى أحيانًا بعض الأطفال الصغار فى احتفاليات وزارات الثقافة فى الأقاليم، يكون عمر أحدهم ست سنوات ويلقى قصيدة «لا تصالح» مثلًا لأمل دنقل. مع احترامى للقصيدة ولأمل وتاريخه، لكن هذ الطفل لا يدرك معناها، وإنما يعيش فى مرحلة عمرية وفكرية وذهنية أعلى من كونه طفل. ربما ينال تصفيقًا حادًا من الحضور، ولكن هذا لا يصنع منه شاعرًا موهوبًا قادرًا على التعبير عن نفسه. ولذلك أوصى الأهالى أن يتركوا العنان لأطفالهم ليعبروا عن أنفسهم بأنفسهم، حتى يصبحوا شعراء حقيقيين ويروا العالم من خلال رؤاهم. نحن كمسئولين وأولياء أمور ليس علينا تجاه الموهبة سوى أن نحرسها لتشق طريقها نحو إبداع حقيقى يعبر فيه الطفل عن نفسه، وعن واقعه، وعن بيئته. المهم أن يكتشف الطفل ذاته ويتعامل مع واقعه بشكل مختلف». صباح راضى بطقة فول/ مادام جايه برزق حلال/ وقلب حليب بآخر نقطة باقية معاه/ بيشرق شمس جوا الشاي/ وحمد الله إيدين بتدلك الكدمات/ تصحى فى الخشوع لومات/ تطبطب فوق كتافنا تقول/ بإن الابتلاء حقنة بتدى عطاء/ تطعم روحنا ضد الحزن/ فيبقى السم دون مفعول/ وطول ما القلب ترسه سليم/ بنبضه يصلح الأعطال/ يضخ يقينه فينفض هموم اليأس/ يروق البال بزُهد الحال. من قصيدة «صباح الخير» غادة كمال الدين محمد 17 سنة - الإسكندرية يتفق معه محمد ناصف، مضيفًا: «أهم نصيحة أو توصية يمكن أن أقولها للأطفال الموهوبين؛ أن يكتب كل منهم عن الشيء الذى يعرفه جيدًا ويشعر به ويمكنه التعبير عنه، دون أن تجاوره يد الكبار أو تتدخل بشكل فج. أقول له اكتب وعبّر عن نفسك، اختار قضيتك، وما تؤمن به، وتستطيع الكتابة عنه». بينما يوجه السيد نجم نصيحته لإدارة الجائزة قائلًا: «ربما لو تم الاعلان عن تلك الجائزة فى كل محافظة منفردة، بحيث يتم تصعيد الأوائل إلى المرحلة النهائية فى القاهرة، سوف يزيد من تأثير الجائزة، وتكشف عن مواهب ربما حتى الآن لا يعلمون بها».