أجيال متعاقبة ومتنوعة من المتطرفين والقتلة، تسببت في حالة هائلة من الذعر الأمني، وتلقت السلطات الأمريكية على اثره كمًا هائلا من البلاغات التي يصعب تجاهلها أو التغاضي عنها بسبب الحوادث الاخيرة التي أثارت انتقادات وغضب الأمريكيين بسبب تكرار محاولات اغتيال مرشح سياسي وحوادث إطلاق النار في المدارس، وتعترف السلطات الأمريكية بمواجهة صعوبة كبيرة في السيطرة على متطرفيها، بالرغم من أن افكارهم ليست سرية بل يطلقونها عبر صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، والاكثر صعوبة أن الامر لم يعد يقتصر على المراهقين أو الشباب بل تكشف الحوادث الأخيرة؛ أن قائمة مرتكبي جرائم القتل الجماعية والاغتيالات السياسية تضم من هم اكبر سنًا ونضجًا أما السيناريو الاسوأ فهو اكتشاف جيل من الاطفال يحملون بحوزتهم قائمة أهداف لقتلهم، ويتهافتون على امتلاك الاسلحة لتنفيذ طموحاتهم في القتل جماعي. منذ ايام قليلة كشفت الصحف الأمريكية تفاصيل واقعة صادمة أثارت المزيد من المخاوف لدى الرأى العام بعد الكشف والتحذير من جيل آخر من الإرهابيين والمتطرفين بعد إلقاء القبض على طفل عمره 11 عاما يمتلك مخزونًا من الأسلحة ويتفاخر بإعداده "قائمة القتل" تبدأ بخطة لإطلاق النار على مدرسته ومدرسة أخرى مجاورة لها. جريمة جنائية تفاصيل الواقعة أعلنها مكتب عمدة مقاطعة فولوسيا بولاية فلوريدا بعد إلقاء القبض على الطالب كارلو كينجستون دوريلي، وعمره 11 عامًا فقط، ويواجه تهمة رسمية بتحرير تهديد كتابي لمخطط إطلاق نار جماعي، وهي جريمة جنائية، وأعد كارلو قائمة بخططه مهددًا بإطلاق النار في مدرسة كريكسايد المتوسطة، ومدرسة اخرى قريبة منها. تلقت السلطات بلاغًا من زملاء المتهم الطفل كارلو بعد استعراضه مجموعة كاملة من الأسلحة في احدى محادثات FaceTime مع أصدقائه إلى جانب عرض قائمة من الأهداف التي ينوي تنفيذها، وأكد زملاء الطفل المتهم أنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت الأسلحة حقيقية أم مزيفة، وقال قائد الشرطة عبر فيسبوك: "لقد كتب قائمة بالأسماء والأهداف، وقال في النهاية إن الأمر كله كان مجرد مزحة". توالت عمليات البحث والتفتيش للكشف عن حقيقة تهديدات المتهم، تم تفتيش غرفة الطفل لتعثر السلطات على كمية كبيرة من البنادق والذخيرة والسيوف والسكاكين والشارات الخاصة بالشرطة، كما عثر المسئولون في غرفته على ورقة بها عدة أسماء يبدو انها تحمل علامات طعن بالسكين بجوارها، واعترف الطفل لاحقا بعرض مجموعته من البنادق والسكاكين على أصدقائه، لكنه لم يستطع أن يتذكر ما إذا كان قد أخبرهم أن تهديداته حقيقية ام مجرد مزحة معهم، وذلك بالرغم من سؤال الطلاب عن وقت تنفيذه عملية اطلاق النار إلا أنه لم يكشف حقيقة نواياه، وأنكر في التحقيقات التهم الموجهة اليه مؤكدًا انه لم يكن لديه أي نية لإلحاق الأذى بأي من الأفراد المدرجين في القائمة. بلاغات كاذبة قررت الشرطة التعامل جديًا مع قضية كارلو وعدم التهاون أو التعامل معه كطفل قاصر، تعهد قائد شرطة مقاطعة فولوسيا مايك شيتوود بمحاسبة أي طفل يوجه تهديدات بإطلاق النار حتى وإن كانت كاذبة، وبالفعل نقلت وسائل الاعلام فيديوهات إلقاء القبض عليه وهو مكبل بالقيود ونقل إلى مركز موارد الأسرة في فولوسيا لتلقي الرعاية والعلاج اللازم قبل نقله إلى إدارة العدالة المختصة بالأحداث. تقدم مسئولو الشرطة بالشكر للطلاب الذين ابلغوا عن زميلهم بعد شعورهم بالارتياب نحوه، وأضاف؛ "نأخذ كافة التقارير والبلاغات على محمل الجد ونعمل مع جهات إنفاذ القانون لضمان التحقيق فيها بدقة، السلامة هي أولوياتنا القصوى، بالإضافة إلى تعاوننا مع جهات إنفاذ القانون لضمان سلامة طلابنا وموظفينا". ويأتي اعتقال كارلو بعد أيام قليلة من تعهد قائد الشرطة بمحاسبة أي شخص مهما كان عمره بجدية حتى وذلك في أعقاب إطلاق النار المميت في مدرسة أبالاتشي الثانوية في جورجيا والتي ارتكبها مؤخرا المراهق كولت جراى وعمره 14 عاما في مدرسته وتسبب في مقتل 4 أشخاص وأصيب 9 آخرين بجروح، وألقت السلطات القبض عليه وعلى والده لتوفير الاسلحة له، واكدت السلطات في فلوريدا تلقي 54 بلاغا كاذبًا عن وقوع إطلاق نار في مدرسة في ليلة واحدة بعد المأساة، مما كلف الإدارة حوالي 20 ألف دولار لمتابعة تلك البلاغات والكشف عن حقيقة الاطفال ممن يحملون شبهات العنف والتطرف. محاولات اغتيال لم تعد المخاوف تقتصر على جيل أو سن بعينه، أثار الإعلام الأمريكي الأنظار نحو جيل آخر من الإرهابيين والمتطرفين بعد وقوع المحاولة الثانية؛ لاغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب والتي ارتكبها مؤخرا رجل في الخمسينيات من عمره وهو رايان ويسلي، 58 عاما، ولديه تاريخ اجرامى، خطط لتنفيذ افكاره ونظرياته السياسية باغتيال مرشح رئاسي يعارضه، وبالرغم من فشل ريان في اطلاق النار على ترامب إلا أن مكتب الخدمة السرية لحماية الرؤساء والسياسيين اكد؛ أنه قام بالتخييم خارج ملعب الجولف فى فلوريدا ومعه طعام وبندقيه لمدة 12 ساعة تقريبا منتظرًا المرشح الجمهورى قبل إحباط عملاء الخدمة السرية الهجوم المحتمل، ويواجه المتهم تهما جنائية تقوده للمثول امام المحكمة واشارت التقارير الامنية أن آراء المتهم السياسية كانت مؤيدة لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وكشف عن جهوده لتجنيد مقاتلين أجانب للقتال إلى جانب كييف. وقع الحادث بعد ما يقرب من شهر على محاولة اغتيال ترامب في احد التجمعات الانتخابية في بنسلفانيا وارتكب الحادث شاب يدعى توماس ماثيو كروكس، 20 عاما، الذي أطلق النار بينما كان الرئيس الأمريكي السابق يخاطب مؤيديه في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، مما أسفر عن مقتل أحد الحضور وإصابة اثنين آخرين بجروح بالغة، وقتل عملاء الخدمة السرية الجاني كروكس في مكان الحادث؛ ليتسبب الحادث في موجة عاصفة من الانتقادات ادت الى استقالة رئيس الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل. اقرأ أيضا: انهيار مبنى مدرسة في نيجيريا.. ومقتل 16 طالبًا على الأقل