سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوادث إطلاق النار من شوارع أمريكا إلى التجمعات الانتخابية إتهامات بالتقصير الآمني في محاولة اغتيال ترامب .. أحد الشهود أبلغ عن خطورة الجاني قبل الحادث دون أن تهتم الشرطة
تحولت القضية أو الازمة التي تعاني منها الولاياتالمتحدة مؤخرًا إلى حدث شديد الأهمية التفت اليه العالم بأكمله؛ ليشهد واحدة من اسوأ حوادث إطلاق النار التي انتقلت من شوارع امريكا لتصل إلى تجمع انتخابي استهدف المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب ومؤيديه في لقطات صادمة تكشف الكثير من التفاصيل والكواليس وراءها. شهد مؤتمر الحزب الجمهوري الأخير محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، 78 عاما، وهو الحادث الذي هز امريكا حيث اتفقت التقارير العالمية على أن ترامب كان على بعد سنتيمترات قليلة من اختراق الرصاص رأسه او صدره إلا أن الرصاصة تسببت في جرح اعلى أذنه اليمنى ليفاجأ الجميع بالدماء تسيل على وجهه في حدث لم يتوقعه احد. ◄ وقت الحادث شهدت ولاية بنسلفانيا التجمع الانتخابي لإطلاق اسم ترامب كمرشح رسمي للحزب الجمهوري في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي حتى الآن الرئيس جو بايدن، بدأ ترامب خطابه لمؤيديه وبعد مرور 6 دقائق فقط، انطلقت رصاصات متتالية نحو الرئيس السابق ليفاجأ الجميع بمشهد لترامب وهو يتعرض لإصابة مفاجئة تسببت في سقوط دمائه ثم سقط سريعا على الأرض خلف المنصة، توالت صرخات الحضور ما بين الصدمة والغضب والدهشة من مفاجأة إطلاق النار في هذا الحدث. التف 6 عملاء من عناصر الخدمة السرية المسؤولين عن أمن الرؤساء والرؤساء السابقين، حول ترامب حين جلس على ركبتيه خلف المنصة، ليفاجأ الجميع بانطلاق طلقات نارية للمرة الثانية، وظل ترامب على الأرض لمدة 25 ثانية إلى أن تعالت صرخات احد الحشود قائلا؛ «لقد سقط مطلق النار» لتعلن مقتل المهاجم أو مطلق النار ويدعى توماس ماثيو كروكس، عمره 20 عامًا، ثم صعد ضباط آخرون مسلحون إلى المنصة لمساعدة ترامب على النهوض، تداولت وكالات الانباء العالمية صورًا لترامب رافعًا يده لأنصاره قائلا «نقاتل، نقاتل، نقاتل» والدم يسيل على وجهه بعد ثوان من إطلاق النار متأثرًا بجراحه في أذنه اليمنى في صور تناقلها العالم ثم رافقه عملاء الحماية السرية إلى سيارته لإخفائه وحمايته اثناء خروجه من موقع الحادث. ◄ موقع الجاني على الجانب الآخر من موقع التجمع الانتخابي يصف احد الشهود ما شاهده؛ حين لاحظ حركة مرتكب الحادث المسلح توماس كروكس اثناء تسلقه سطح مبنى قليل الارتفاع حاملا بندقيته، واشارت التقارير الأمنية إلى أن الجاني كروكس اطلق النار من فوق سطح مبنى يبعد ما يقرب من 100 متر عن منصة ترامب المحاطة بآلاف المشجعين، واكد الشاهد انه صاح ليطلب ضباط الشرطة القريبين لتنبيههم إلى التهديد المحتمل إلا أن الشرطة لم تستجب على الفور، ولم يتوقع احد وصول الجاني إلى مبنى شديد القرب من التجمع الانتخابي وخارج دائرة تأمين الرئيس السابق المرشح ومؤيديه، وانتهى الحادث بإطلاق عناصر الخدمة السرية خمس طلقات نارية فجرت رأس الجاني بمجرد وصولهم إلى سطح المبنى. ■ عناصر الخدمة السرية بعد مقتل مرتكب الحادث ◄ نجاة ترامب مرت فترة قليلة على الواقعة حتى اصدر ترامب اولى تصريحاته بعد الحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيها؛ تعرضه لإطلاق نار واختراق الرصاصة الجزء العلوي من أذنه اليمنى واضاف قائلا: «نزفت كثيرا وأدركت وقتها ما كان يحدث»، وتوجه ترامب بالشكر لجهاز الخدمة السرية وأجهزة إنفاذ القانون الأخرى لاستجابتهم السريعة، وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أدركت على الفور أن هناك شيئًا خاطئًا يحدث، سمعت صوت صفير وطلقات نارية، وشعرت على الفور بالرصاصة تخترق الجلد»، واضاف قائلا: «من غير المعقول أن يحدث عمل كهذا في البلاد»، وسرعان ما تناقلت وسائل الاعلام اخبار مغادرة ترامب مستشفى «باتلر ميموريال» متوجها نحو بيتسبرج بعد اطمئنانه وخضوعه لفحوصات عقب إصابته، واكد المقربون من ترامب إصابتهم بالدهشة بعد نجاته من الحادث بالرغم من حديثه عن سماع صوت طلقات مرت بجانبه كما اشارت بعض التقارير إلى اختراق احدى الرصاصات ملابسه. واشارت التقارير الامريكية إلى وقوف الحادث وراء تزايد شعبية الرئيس السابق المرشح ترامب حيث اكدت استطلاعات الرأى التي أٌجريت سريعا عن زيادة نسب فوزه بشكل ملحوظ وهو الامر الذي تعكسه نجاح دعواته في جمع التبرعات لضحايا حوادث إطلاق النار في امريكا وبالفعل جمعت حملة ترامب عشرات الآلاف من الدولارات خلال ساعات قليلة من واقعة اطلاق النار على منصته. من ناحية اخرى غير الرئيس الأمريكي جو بايدن وجهته سريعا؛ حيث قرر مغادرة مقر عطلته الاسبوعية في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير متجهًا إلى واشنطن وندد بالحادث بعد إصابة منافسه في محاولة اغتيال صادمة واجرى العديد من الاتصالات للاطمئنان على ترامب، كما اعلن المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند تضامنه مع الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدًا في بيانه أن الولاياتالمتحدة لن تتسامح مع أي نوع من العنف، وكذلك انهالت التعليقات الدولية حول الحادث رافضة «العنف السياسي» بكافة صوره في كافة انحاء العالم. ◄ مرتكب الحادث سرعان ما التفتت الانظار نحو الجاني، واستغرق تحديد هوية الجاني توماس كروكس، 20 عاما، بعض الوقت؛ حيث اشار كيفن روجيك، ضابط مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن الجاني تم التعرف عليه باستخدام الحمض النووي لأنه لا يحمل أي بطاقة هوية معه، وظهر في موقع الحادث مرتديا ملابس تتبع احد اشهر قنوات يوتيوب التي تروج لحيازة السلاح، كما كشفت التحقيقات أن الجاني كان لديه مواد متفجرة داخل سيارته وفي مقر إقامته. كشفت السجلات الأمنية؛ أن الجاني توماس كروكس ينتمي للحزب الجمهوري إلا أنه قدم تبرعًا لصالح الديمقراطيين في السابق بمبلغ 15 دولار وتحديدا لصالح لجنة العمل السياسي «أكت بلو» في يناير 2021 يوم تنصيب بايدن لرئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية. تشير سجلات المحكمة العامة في ولاية بنسلفانيا أن الجاني كروكس ليس لديه أي تاريخ إجرامي، وتخرج في عام 2022 من مدرسة بيثيل بارك الثانوية، وحصل على «جائزة النجم» بقيمة 500 دولار في نفس العام من المبادرة الوطنية للرياضيات والعلوم، ونشرت المواقع تسجيلًا له عبر الإنترنت لحفل تخرجه، وهو يتوجه الى المسرح والجمهور يصفق له ثم التقط صور تذكارية مع مسئول بالمدرسة اثناء تسلم شهادته. أظهرت الكاميرات المشهد الاخير لكروكس غارقا في دمائه وهو محاط بأربعة ضباط إنفاذ القانون، ظلوا موجهين بنادقهم نحو جثته لضمان مقتله وإلى جانبه البندقية نصف الآلية من نوع AR-15 التي يمتلكها والده واستعان بها كروكس في الحادث. ■ عملاء الخدمة السرية اثناء تأمين ترامب ◄ اقرأ أيضًا | استطلاع: ترامب يتفوق على بايدن بفارق 5 نقاط على المستوى الوطني ◄ سلاح الجريمة يشير خبراء عسكريون؛ إلى أن الجاني اطلق حوالي 8 طلقات من بندقيته طراز «أي آر-15» وهى اشبه ببندقية القناصة العسكرية حيث يمكنها إصابة أهداف على بعد 182 مترًا إلى 274 مترا من دون منظار، وأهداف أبعد باستخدم المنظار. وتشير الاحصائيات إلى امتلاك أمريكي واحد من بين كل 20 امريكيين تلك البندقية العسكرية، ويعلق كريست والتز، احد خبراء السلاح قائلا: «هناك أكثر من مليون تعديل وقطعة ولون لهذه البندقية، فهى السلاح الافضل للأمريكيين، البندقية سهلة الاستخدام، خفيفة الوزن ودقيقة للغاية، وحتى يسهل استخدامها من قبل النساء والأطفال اثناء مشاركتهم في الرماية، ويطلق عليها بندقية أميركا الرياضية الحديثة» ، وتكشف التقارير المزيد من الاسرار حول سهولة حيازة تلك البندقية لأنها تشتهر بكونها بندقية رياضية وليس سلاحا هجوميًا إلا أنها في واقع الامر سلاح شديدة الدقة والخطورة. ■ ترامب اثناء اختفائه في المنصة ◄ فشل أمني في الوقت الذي يشيد فيه الامريكيون بدور عملاء الخدمة السرية في حماية ترامب يصف الجمهوريون الواقعة كمثال لفشل أمني مطلق، مما دفعهم الى المطالبة بإجراء تحقيقات لمسئولي جهاز الخدمة السرية الأمريكي في الكونجرس. يؤكد المشرعون الجمهوريون ان هناك خطأ امنيًا مخيفًا أدى إلى تمكن مسلح من الاقتراب من ترامب وإطلاق وابل من الرصاص عليه تسبب في قتل ضحية واصابة ترامب وشخصين آخرين، وتساءلوا عن كيفية إطلاق الرصاص من سطح مبنى يبعد عشرات الامتار عن المنصة التي يلتف حولها آلاف الاشخاص، ويؤكد النائب الجمهوري الشهير ريانك زينك، الذي يتمتع بخبرة امنية في مناطق القتال؛ إن قدرة مطلق النار على الوصول إلى «سقف قريب» لاستهداف ترامب كان «فشلا مطلقا للأمن». اكد رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر، النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي؛ أنه يخطط لعقد جلسة استماع مع مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي شيتل للوصول إلى حقيقة تلك الإخفاقات، قائلا: «هناك العديد من الأسئلة والأمريكيون يطالبون بإجابات عليها، لقد اتصلت بالفعل بجهاز الخدمة السرية لطلب إحاطة، كما أدعو مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي شيتل إلى الحضور إلى جلسة استماع كاملة للجنة الرقابة والمساءلة في 22 يوليو 2024». ■ رسم توضيحي للحادث الجاني يعتلي سطح مبنى مواجه لمنصة ترامب ◄ الحماية السرية أكدت شهادات مسئولي انفاذ القانون تلك الإخفاقات؛ حيث رصدت اجهزة المراقبة شخص يتصرف بشكل مريب قرب التجمع الانتخابي ونقلت تلك المعلومات إلى جهاز الخدمة السرية ثم لم تتم مشاهدته مرة أخرى، حتى أبلغ الشهود سلطات إنفاذ القانون رؤيته على سطح مبنى قريب دون أن يلتفت احد. التفتت الانظار نحو كيمبرلي إيه تشيتل رئيس منظمة الخدمة السرية للولايات المتحدة، وهي وكالة اتحادية لإنفاذ القانون تابعة لوزارة الأمن الداخلي، مكلفة بحماية السياسيين الأمريكيين وعائلاتهم ورؤساء الدول أو الحكومات الزائرين، وتعد كيمبرلي الرئيس رقم 27 للمنظمة والتحقت بالخدمة عام 1995، في عام 2021 منحها الرئيس جو بايدن جائزة الرتبة الرئاسية لأدائها الاستثنائي ليعينها في العام التالي في منصبها الحالي، وتعد المرأة الثانية التي تقود الخدمة السرية بعد جوليا بيرسون. قامت الحماية السرية بتكذيب التقارير التي تم تداولها حول رفض طلبات المرشح الجمهوري دونالد ترامب لتوفير المزيد من التأمين خلال حملته الانتخابية، ووصفت الخدمة السرية الأمريكية بأنه إدعاء «كاذب تماما» حيث اكد رئيس اتصالات الخدمة السرية؛ أن اعضاء فريق ترامب لم يطلبوا موارد أمنية إضافية بل تم اضافة موارد وتقنيات وقدرات وقائية للتماشي مع وتيرة التنقل المتزايد للحملة. ■ الجاني كروكس اثناء تخرجه ◄ ضحية الحادث وصفت وسائل الاعلام الامريكية الحادث بكونه أخطر محاولة لاغتيال رئيس مرشح أو منتخب منذ عام 1981 حين تعرض الرئيس الامريكي السابق رونالد ريجان لإطلاق النار خارج فندق هيلتون في واشنطن، لكنه نجا من الهجوم. ■ الجاني كروكس اثناء تخرجه يتولى مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI التحقيق في واقعة إطلاق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب، واعلن مقتل احد مؤيدي ترامب وسط الحشد الانتخابي ويدعى «كوري كومبيراتوري»، 50 عامًا، وهو رئيس الإطفاء المتقاعد في بلدة بوفالو، وكان يجلس خلف ترامب، وكشفت عائلته أنه كان يحمي ابنته الصغيرة وزوجته من إطلاق النار عندما لقى مصرعه بالاضافة الى اصابة شخصين آخرين.