شنّ الجيش السودانى أمس قصفاً مدفعياً وجوياً فى العاصمة الخرطوم، فى أكبر عملية له لاستعادة الأراضى هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهراً، بينه وبين «قوات الدعم السريع» والتى أدخلت البلاد فى أزمة سياسية وإنسانية واقتصادية كبيرة. وجاء هجوم القوات المسلحة، التى فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة فى بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى وقت لاحق. اقرأ أيضًا | مدبولى: الدولة جاهزة بكل السيناريوهات لاحتمالات اتساع الصراع وقال مصدر عسكرى إن الجيش السودانى يخوض «قتالا شرسا» مع قوات الدعم السريع داخل الخرطوم. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود قولهم إن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة، التى تشكّل منطقة العاصمة الكبرى؛ وهى الخرطوموأم درمان وبحري. وكشفت مصادر عن حالة غير مسبوقة من الهلع تسيطر على المدنيين فى أثناء احتدام المعارك فى الخرطوم وجبهاتها المختلفة. واستعاد الجيش بعض الأراضى فى أم درمان فى وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد فى الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكّن من طرد «قوات الدعم السريع» من أجزاء أخرى من العاصمة. وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش هاجم عدة مواقع عسكرية لقوات الدعم السريع بمحيط القصر الرئاسى وسط الخرطوم، مع وقوع اشتباكات عنيفة.من جهة أخرى، أعرب أنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، خلال لقاء رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، عن «قلقه البالغ» حيال تصعيد النزاع فى السودان. وندد جوتيريش ب»تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميًا». بينما نددت الجمعيات الإنسانية ب «الجحيم» الذى يعيشه المدنيون فى هذا البلد. وتطرق لقاء جوتيريش والبرهان، إلى «الحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين بدون عوائق». من جانبها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة إن «الشعب فى السودان عاش الجحيم مدى 17 شهرا، والمعاناة فى تزايد»، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأممالمتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة .