قال سيريل ماتاميلا رامافوسا، رئيس جنوب أفريقيا، إلى أنه قبل ثلاثين عاما، ولدت جنوب أفريقيا كدولة جديدة؛ متساوية ومتحدة وخالية من الفصل العنصري. واعتمدت دستورا جديدا، ومع أول انتخابات ديمقراطية لها، أنهت طغيان الفصل العنصري، وهو نظام أعلنته هذه الجمعية العامة أنه جريمة ضد الإنسانية. وأضاف أن الموجة العظيمة من التضامن بين شعوب العالم بقيادة الأممالمتحدة حولت المد ضد الفصل العنصري، مشيرا إلى أن: اليوم، الديمقراطية تزدهر في جنوب أفريقيا. وسلط الضوء على ثقافة حقوق الإنسان الراسخة والمؤسسات القوية في البلاد، فضلا عن النمو الاقتصادي والقضاء على الفقر والتنمية المستدامة، موضحا أن ما عشته جنوب أفريقيا يشهد على الدور الدائم للأمم المتحدة في القضايا العالمية. في دعم كفاحنا، كما أكدت الأممالمتحدة مبادئ ميثاق الأممالمتحدة على حقوق الإنسان الأساسية، وكرامة كل شخص وقيمته، والحقوق المتساوية للدول الكبيرة والصغيرة. وتطرق رامافوسا إلى الوضع في الشرق الأوسط، معربا أن العنف الذي يتحمله الشعب الفلسطيني، في أعقاب هجوم حماس، هو "استمرار قاتم لأكثر من نصف قرن من الفصل العنصري الذي ارتكبته إسرائيل على الفلسطينيين. وشدد على أن "نحن مواطني جنوب أفريقيا نعرف كيف يبدو الفصل العنصري لن نبقى صامتين ونشاهد كيف يرتكب الفصل العنصري ضد الآخرين. "من خلال الأممالمتحدة والأدوات التي تحملها، يجب أن ننهي المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون"، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا، في ديسمبر 2023، سعت إلى الحصول على أمر من محكمة العدل الدولية لمنع إسرائيل من ارتكاب إبادة جماعية ضد شعب غزة. وأكد علي أن أوامر محكمة العدل الدولية توضح أن هناك حالة معقولة من الإبادة الجماعية ضد شعب غزة، وأنه "يجب على الدول أيضا أن تتصرف لمنع الإبادة الجماعية من قبل إسرائيل" وأن تضمن ألا تكون هي نفسها "مساعدة أو تساعد في ارتكاب الإبادة الجماعية. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى إطلاق سراح جميع الرهائن. وأكد أن "الحل الوحيد الدائم هو إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل وعاصمتها القدسالشرقية" وحث كذلك على بذل كل جهد لإحلال السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وأجزاء أخرى من القارة الأفريقية، وكذلك في أوكرانيا، وتحقيق تطلعات شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير. وشدد على أن مجلس الأمن يجب أن يكون أكثر تمثيلا وشمولا، مشيرا إلى أن أفريقيا وسكانها البالغ عددهم 1.4 بليون نسمة لا يزالون مستبعدين من هياكلها الرئيسية لصنع القرار. وشدد على أنه "يجب إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وجه السرعة"، مضيفا أن: "أفريقيا مستعدة للعب دورها في بناء نظام عالمي أكثر أمانا من خلال المشاركة في عمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أساس الاحترام والقبول". ويشارك الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء فيه في الوساطة والحوار والدبلوماسية في جميع أنحاء القارة، لتهيئة الظروف التي يمكن أن يترسخ فيها السلام والتنمية. وأضاف أنه يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي من أجل حل هذه النزاعات، وفي معالجة أسبابها الجذرية. وانتقل إلى التحديات الملحة الأخرى، وأعرب عن قلقه بشأن انتشار Mpox، لا سيما في أفريقيا، وحث المجتمع الدولي على تعبئة مخزونات اللقاحات. وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال إن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تضع الأساس لزيادة هائلة في التجارة والاستثمار في البنية التحتية وتسرع من التصنيع والنمو الاقتصادي في أفريقيا. فيما يتعلق بأزمة المناخ، قال إن جنوب أفريقيا لا تزال ملتزمة بالمساهمة في حصتها العادلة للحد من الانبعاثات العالمية. لديها برامج وسياسات للتكيف والتخفيف المعمول بها، وسيزيد قانونها بشأن تغير المناخ من دعم أهدافها للحد من الانبعاثات. وأشار إلى أن الدول الصناعية لا تفي بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ، وكرر الدعوة إلى تمويل مناخي يمكن التنبؤ به ومستدام. كما دعا البلدان ذات الموارد الأفضل إلى زيادة الدعم للبلدان النامية التي تعاني من خنقها الديون. وقال إنه في عام 2025، ستتولى جنوب أفريقيا رئاسة مجموعة العشرين ستستخدم هذا الدور الهام للدفاع عن شعوب أفريقيا ولكل الجنوب العالمي. اقرا ايضا | رئيس وزراء الصين: نستعد لفتح فصل جديد مع جنوب إفريقيا لبناء مجتمع مشترك رفيع المستوى