علي هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 79 أقيمت جلسة تحت عنوان "تعزيز التعدديةمن أجل السلام والأمن الدوليين"، والتي تهدف إلى محاولة إصلاح مجلس الأمن، والمؤسسات العالمية الأخرى الحيوية للحفاظ على السلام. وإعادة بناء الثقة، وتعزيز الشراكات الإقليمية، إذ بات الواقع بالغ الأهمية لجعل تعددية الأطراف تعمل من أجل السلام والأمن للأجيال المقبلة. أصبح السلام والأمن الدوليين أحد الركائز الخمس الرئيسية لميثاق المستقبل، وهو نتيجة دولية وموجهة نحو العمل اعتمدت في مؤتمر قمة المستقبل. حيث يكشف المشهد الأمني العالمي تحولا عميقا، مع اندلاع الصراعات في أوكرانياوغزة والسودان ومؤخرا لبنان وأجزاء أخرى من العالم. بلغت أعداد الوفيات في عام 2022، المرتبطة بالصراع إلى أعلى مستوى لها منذ 28 عاما، في حين بلغت النفقات العسكرية العالمية رقما قياسيا قدره 2.24 تريليون دولار. ، قال سيمون هاريس، أيرلندا، إن الأممالمتحدة تكافح من أجل الاستجابة لتحديات الصراع العنيف. إن اتباع نهج مبدئي ومتسق من جانب جميع الدول الأعضاء هو "الحد الأدنى من المتطلبات لاستعادة الإيمان بما يمكننا تحقيقه". ودعا إلى إنهاء "الاستخدام الذي عفا عليه الزمن لحق النقض" في مجلس الأمن. وأكد: "لدينا مسؤولية كبيرة تجاه مواطنينا والأجيال القادمة". وفي نفس السياق، قال رئيس وزراء ليختنشتاين، دانيال ريش، إن الدول الأعضاء تتطلع إلى مجلس الأمن "للخروج من الشلليه". وأكد أن بلده، تتقدم بمبادرة حق النقض، كفلت أن حق النقض في المجلس لم يعد "الكلمة الأخيرة". وأشار ميهاي بوبسوي، نائب رئيس وزراء مولدوفا، إلى الصراع على حدود بلاده في أوكرانيا، وقال إن العودة "إلى مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة، واحترام سيادة الدول الأعضاء واستقلالها وسلامتها الإقليمية"، إلى جانب احترام القانون الدولي وعدم الانتشار، أمر بالغ الأهمية. إن إصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلا أمر بالغ الأهمية للتعامل مع الصراعات. في الوقت الذي قال وزير خارجية قيرغيزستان إن بلاده مرشحة لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2027-2028، مضيفا أن بلاده مثل 60 دولة أخرى لم يتم انتخابها أبدا لهذه الهيئة. إنه الوقت المناسب لتصحيح هذا الظلم التاريخي وأكد رئيس وزراء أيسلندا، بيارني بينيديكتسون: على أن المشكلة التي نواجهها اليوم هي عدم الثقة. وعليه يجب احترام الاتفاقات الدولية لإعادة بنائها، ومع ذلك فإن الدول الأعضاء تستهدف عمدا المدنيين والبنية التحتية. وقال إنه مطلوب من "جميع البلدان، بما في ذلك البلدان الكبيرة والقوية، أن تفي بالتزاماتها. استمعت الجلسة، التي تحت عنوان "تعزيز التعددية من أجل السلام والأمن الدوليين"، إلى ودعا يوليوس معادا بيو، رئيس سيراليون، إلى الجرأة والابتكار في إصلاح المؤسسات العالمية قائلا إن التهديدات بما في ذلك الإرهاب وتغير المناخ والأوبئة تتطلب "عمل جماعي ومسؤولية مشتركة والأهم من ذلك تنشيط التعددية". وأشار إلى أن بلاده تعرف القوة التحويلية لبناء السلام والمصالحة والتعاون. وتطرق جانب من الحضور إلى الحاجة للشمولية في السلام والأمن، حيث قال الرئيس السابق لكولومبيا، خوان مانويل سانتوس، إن عملية السلام في بلده معترف بها على نطاق واسع لمشاركتها من النساء والشباب ومجتمعات السكان الأصليين. وأكد على أن "العالم لم يرق" إلى مستوى الالتزام بإشراك المرأة في حل النزاعات. مضيفا إنهشاهد على دور المرأة في صنع السلام. وأعرب عن قلقه إزاء الآثار المترتبة على دمج الذكاء الاصطناعي في النظم النووية، ودعا إلى مزيد من الحوار بين الدول النووية لفهم المخاطر المحتملة بشكل أفضل. ووجه الدعوة الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، كومفورت إيرو، إلي بناء تحالفات وشراكات إقليمية، التي من شأنها الحد من النزاعات وحلها بمراجعة السياسات وإصلاح المؤسسات الدولية وتوليد الإرادة السياسية المشتركة لمعالجة الأزمات التي نواجهها . وحول الجانب الإيجابي للدول بعد حلول السلام والأمن قال وزير خارجية جنوب السودان إن بلاده التي شهدت انتهاء صراع استمر لعقود من خلال عملية سلام تفاوضية هي "شهادة على القوى الدائمة للتعددية". وهو ما شدد عليه أيضا نائب وزير خارجية تركيا حول أثر الدبلوماسية عند استخدامها بفعالية، يمكن أن يحقق النتائج المرجوة حتى في مواجهة الصراعات المستمر، كما يتضح من مبادرة حبوب البحر الأسود. قال السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، إن الحرب في غزة تتحدى مبادئ التعددية. "نحن نواجه فشلا مزمنا في التعلم من الماضي أو فهم الحاضر"، لا سيما فيما يتعلق بفلسطين. من الضروري تحويل التفكير في أنه يمكن تنظيم العالم إلى أصدقاء وأعداء إلى "عقلية أكثر انفتاحا وبرجماتيتا مناسبا لعالم اليوم متعدد الأقطاب. وشدد ممثل الاتحاد الأفريقي على ضرورة مراعاة المنظور الأفريقي. "الفلسفة الأفريقية لأوبونتو هي ما نقدمه إلى الطاولة إلى جانب الهبات البشرية والمادية الغنية." وأضاف أن المستقبل الذي نريده سيبدأ الآن. اقرا ايضا | وزير الخارجية يعرب عن تطلع مصر لإستضافة الإجتماع القادم لقمة آلية التعاون الثلاثي مع اليونان وقبرص